تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال في إيران

تحذيرات من تداعيات زيادة ظاهرة أطفال الشوارع في المدن الكبرى

Shutterstock
Shutterstock

تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال في إيران

ارتفعت ظاهرة عمالة الأطفال خلال العام الماضي في إيران وتحولت إلى مشكلة رئيسية مستعصية منذ فترة طويلة وفق الموقع الالكتروني لصحيفة همشهري.

عُقدت الكثير من المؤتمرات والجلسات بمشاركة خبراء ومسؤولين معنيين حول مسألة عمالة الأطفال حيث صدرت قرارات في بعض الجلسات بشأن الحلول التي تؤدي إلى انخفاض عدد الأطفال الذين يعملون في البلاد غير أن الحقائق في الشوارع بالمدن خاصة في العاصمة تشير إلى أن ظاهرة عمالة الأطفال لم تنحسر بل تتوسع في أرجاء العاصمة.

وحذرت سودة نجفي، رئيسة لجنة الصحة في بلدية طهران، مطلع الشهر الجاري، من الارتفاع المضطرد لعمالة الأطفال في المدن المختلفة وخاصة مدينة طهران، إذ وصل عدد الأطفال العاملين في شوارع طهران إلى 70 ألف طفل حيث أن 80 بالمئة منهم ليسوا إيرانيين، بحسب المسؤولة الإيرانية.

وتابعت نجفي أن عمالة الأطفال والأطفال الذين يعيشون في الشوارع إحدى التحديات الكبيرة خاصة في العاصمة، حيث يتعرضون لصدمات عديدة ويعانون من أمراض جسدية ونفسية وأن على الجهات المعنية على غرار وزارة التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي ووزارة الصحة والتعليم الطبي والبلدية ومؤسسة الرعاية الاجتماعية ووزارة التعليم وغيره القيام بواجباتها من أجل تنظيم عمل هؤلاء الأطفال.

وأضافت أنه لاتوجد مؤسسة أو جهة رسمية تعمل من أجل تنظيم عمل الأطفال وبالتالي فإن عدد الأطفال العاملين في تزايد خاصة في مدينة طهران.

وصل عدد الأطفال العاملين في شوارع طهران إلى 70 ألف طفل حيث أن 80 بالمئة منهم ليسوا إيرانيين، بحسب رئيسة لجنة الصحة في بلدية طهران

ويعتبر الخبراء بأن غياب العدالة الاجتماعية والفقر والمشكلات الاقتصادية والتضخم الجامح أهم أسباب زيادة نسبة عمالة الأطفال الذين يضطر غالبيتهم إلى الذهاب للعمل بدلا من المدرسة بسبب الوضع المعيشي للعائلة.

وفي مارس/آذار، نشر مركز الدراسات التابع للبرلمان الإيراني تقريرا قال فيه إن عدد الأطفال المتسربين من الدراسة ارتفع خلال العام الماضي إلى 911 ألف و272 طفل ومراهق. واعتبر التقرير الصادر عن إحدى أهم المؤسسات التشريعية في الجمهورية الإسلامية أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتضخم من الأسباب الرئيسية لزيادة نسبة الأطفال بلاتعليم في البلاد.

وتقول منظمة العمل الدولية في بيان لها إن عدد الأطفال العاملين في أنحاء العالم بلغ 160 مليون طفل وأن نحو 80 مليون منهم يعملون في ظروف شاقة وهذا مايترك آثار كارثية على صحتهم الجسدية والعقلية.

Shutterstock

فيما تركز عادة احتفالات اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الذي يتزامن في الثاني عشر من شهر يونيو/حزيران من كل عام على ضرورة الاستثمار في خطط حماية اجتماعية وزيادة التوعية غير أن الأطفال العاملين في إيران لايتمتعون بالحد الأدنى من متطلبات المعيشة اليومية وفق وكالة إيرنا للأنباء التي أشارت في تقرير ميداني لها نشر في أغسطس 2021 إلى الظروف المأساوية التي يعيشها الأطفال العاملون في بعض أحياء العاصمة ومشاكلهم حيث يعانون من الإدمان والزواج القسري والعنف الجسدي والنفسي والجنسي وسوء التغذية وأمراض جلدية ولايحملون أغلبهم شهادات ميلاد.

تقول فاطمة أشرفي المديرة التنفيذية للجمعية الإيرانية لدعم النساء والأطفال اللاجئين إن الأطفال العاملين أكثر عرضة لخطر الاتجار بهم أو التورط مع عصابات تهريب المخدرات.

نشر مركز الدراسات التابع للبرلمان الإيراني تقريرا في مارس/آذار قال فيه إن عدد الأطفال المتسربين من الدراسة ارتفع خلال العام الماضي إلى 911 ألف و272 طفل ومراهق.

وأضافت أشرفي لموقع "إنصاف نيوز" بأن 35 بالمئة من الأطفال العاملين في البلاد يتعرضون للاتجار بهم، في الوقت الذي يعتبر العديد من الخبراء الإيرانيين أن تدهور الظروف الاقتصادية والمعيشية هي السبب الرئيس لارتفاع نسبة عمالة الأطفال في البلاد وأن العديد من العائلات غير قادرة على تأمين مستلزمات الحياة اليومية وبالتالي تضطر إلى إرسال أطفالها للشوارع للعمل.

نقلت صحيفة "كيهان" في تقرير لها في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن رئيس مؤسسة الرخاء والخدمات الاجتماعية التابعة لبلدية طهران أحمد أحمدي صدر قوله إن "الأطفال الذين يعملون كباعة متجولين على مفارق الطرقات يكسبون عوائد مالية جيدة تتراوح بين 400 ألف تومان إلى مليون تومان يوميا (التومان يساوي حوالي 10000 ريال) على أقل تقدير وأن بعض العصابات والمافيات يقومون بتشغيل 5 إلى 8 أطفال كباعة متجولين ومتسولين حيث تحصل هذه العصابات أو حتى بعض عائلات الأطفال على نحو 100 مليون تومان شهريا فلذا لايمكن أن نتصور بأن هؤلاء الأطفال وأسرهم بحاجة لدعم من المؤسسات الحكومية".

وأضاف أن "اعتقال رؤساء هذه العصابات ليس صعبا حيث يكفي لقوات الأمن أن تستقر في الميادين ومفارق الطرق الساعة 6 صباحا كل يوم وتقوم باعتقال سائقي السيارات التي تحمل هؤلاء الأطفال إلى الميادين ومفارق الطرق كي لاتتجرأ هذه العصابات من استغلال هؤلاء الأطفال" وتابع "على القوات الأمنية إصدار بلاغات ومنشورات تحذر هذه العصابات من تبعات استغلال الأطفال في الطرقات. المسألة الأخرى هي تشديد الرقابة على دخول رعايا أجانب للبلاد لأن هذا الأمر يتطلب رقابة صارمة".

وأشارت وكالة "ركنا" للأنباء في تقرير بعنوان "أطفال القمامة" في مدينة طهران إن عدد الأشخاص الذين يبحثون عن رزقهم في القمامة في البلاد يبلغ نحو 14 ألف شخصا وأن 4 آلاف و700 شخصا منهم يقطنون طهران وأن غالبيتهم من الأطفال.

ونقل التقرير عن أحد "أطفال القمامة" قوله بأنه "يحصل على 20 مليون تومان شهريا عن طريق بحثه في القمامة ولكنه يجب أن يدفع 10 مليون تومان شهريا لمقاولي البلدية ليتمكن من البحث بحرية في القمامة وجمعها".

font change

مقالات ذات صلة