أردوغان... نصر مؤلم وبرغماتية حادة

التداعيات على تركيا والاقليم والعلاقة مع أميركا وروسيا

أردوغان... نصر مؤلم وبرغماتية حادة

الرئيس رجب طيب أردوغان بعد النجاة؟ نعم. كان هناك رهان لدى المعارضة التركية وآخر من جهات مختلفة، بهزيمة أردوغان وحزبه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي. لكن أردوغان وحزب "العدالة والتنمية" بقيا في الحكم بهامش بسيط.

يشكل الهامش انتصارا، لكنه يجلب معه تحديات كثيرة في الداخل والخارج. هذا يهم الأتراك، وأيضا المناطق الأخرى، العربية وغيرها، حيث التمدد التركي بوسائل عسكرية خشنة، وأخرى "ناعمة". لذلك، كان هذا الموضوع قصة غلاف "المجلة" لعدد يوليو/تموز.

واقع الحال أن زيارتي إلى أنقرة وإسطنبول في يونيو/حزيران، ولقاءاتي مع مسؤولين موالين لأردوغان ومعارضين له من أجيال وأطياف مختلفة، تختصر المشهد التركي في ثلاث نقاط: شارع منقسم بين موالين لأردوغان وحزبه، وشريحة أخرى سلبية أو فاقدة للأمل. وتشتت المعارضة السياسية وتشظيها بعد فقدان "فرصة نادرة" في الانتخابات الأخيرة. وشعور كبير بـ"النصر المؤلم" لدى أردوغان وحزبه وموالين له.

عليه، نشرح هذه العبارات من خبراء في الشأن التركي ومن ساحات النفوذ في العالم العربي. نغوص في محاولة لفهم برغماتية أردوغان ومغامراته على حافة الهاوية، أمام تحديات اقتصادية وسياسية، خصوصا انهيار الليرة التركية ومعالجة الانقسام الداخلي، لذلك، يدافع خبير اقتصادي عن "حتمية تغيير المسار".

تتضمن قصة الغلاف مقابلة خاصة من أنقرة؛ يتحدث رئيس حزب "المستقبل" أحمد داود أوغلو بصراحة لـ"المجلة" عن "الصديق القديم" أردوغان، وعن "حالة الخوف" التي يعيشها أتراك

تتضمن قصة الغلاف مقابلتين خاصتين من أنقرة؛ يتحدث رئيس حزب "المستقبل" أحمد داود أوغلو بصراحة لـ"المجلة" عن "الصديق القديم" أردوغان، وعن "حالة الخوف" التي يعيشها الأتراك، وخطط المعارضة للخروج منها، فيما يحذر رئيس حزب "النصر" أوميت أوزداغ من حرب أهلية قادمة إلى العمق التركي بسبب اللاجئين السوريين.

نزور في هذا العدد- بتحقيقات ميدانية- "ساحات" التوغل التركي العربية، إذ تشرح مستشارة أممية سابقة تمدد الجيش التركي شرق ليبيا بعد التعمق غربها، ويظهر تحقيق من شمال شرقي سوريا أن مأسسة "الإدارة الكردية" مصدر قلق لأنقرة مع قلق عالمي آخر بسبب وجود عناصر "داعش" واحتمالات عودته كتنظيم وتشابك "خلاياه النائمة" ومخاطر انفجار "القنبلة الموقوتة" في مخيم كبير لعوائل "دواعش". ويظهر تقرير ميداني آخر، من شمال العراق "استقرار" تركيا هناك وتكثيفها عملياتها العسكرية ضد "حزب العمال الكردستاني".

ونختم باستعادة تاريخية للإرث التركي وسعي أنقرة للتوازن في الداخل والخارج، ونرسم سيرة إسطنبول، مدينة التناقضات التركية.

نواكب أيضا قضايا أخرى، ذلك أننا لا نزال نعيش تبعات تمرد زعيم "جيش فاغنر" ضد الرئيس فلاديمير بوتين. انتهى العصيان المسلح، لكن الأسئلة باقية

نواكب أيضا قضايا أخرى، ذلك أننا لا نزال نعيش تبعات تمرد زعيم "جيش فاغنر" ضد الرئيس فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران الماضي. انتهى العصيان المسلح، لكن الأسئلة باقية عن مستقبل يفغيني بريغوجين وقواته في العالم وفي المسرح الجديد، بيلاروسيا. نكتب سيرة هذا الرجل من طفولته عندما كان فقيرا إلى حين اعتماده "طباخا" في الكرملين، ووصولا إلى نفيه في روسيا البيضاء، إلى حضن حليف بوتين في مينسك.

السودان إحدى الساحات التي ينشط فيها "جيش فاغنر" في "حرب الجنرالين"، فنعرض شهادة مؤلمة لرحلة النزوح من "الحريق السوداني"... إلى المجهول.

في أميركا، صحيح أن إدارة جو بايدن مشغولة بدعم كييف ضد موسكو في الحرب، وهي تواكب الاختبارات العسكرية الكثيرة التي يقوم بها الجيش الروسي في سوريا، للضغط على أميركا في أوكرانيا، والعلاقات المعقدة مع الصين، لكن واشنطن، أيضا، مشغولة بالهم الاقتصادي الداخلي، فنرسم ملامح وزيرة الخزانة جانيت يلين، تلك المرأة التي تشد الأنظار بحثا عن مخارج اقتصادية.

ولأن الاقتصاد أولوية منطلقها بشري، نحلل معنى أن يكون أغلب السعوديين من الشباب، حسب الإحصاء الرسمي. فرصة للإفادة من حيوية في دفع الإصلاحات ومواكبة اهتمامات ومشاغل الشبيبة في السعودية وعُمان المجاورة.

حوار مع المثقف سعد الصويان، المهموم بتسجيل التاريخ الشفاهي. هذا همّ عربي يتعلق بإدمان التأريخ الشفاهي وغياب الكلمات والوثائق

في الثقافة، حوار مع المثقف سعد الصويان، المهموم بتسجيل التاريخ الشفاهي، وهذا همّ ليس سعوديا وحسب، بل عربي يتعلق بإدمان التأريخ الشفاهي وغياب الكلمات والوثائق. أيضا، نخطف عنوان "مئة عام من العزلة"، من الرواية الرائعة لغابرييل غارسيا ماركيز، لتوثيق إرث الشاعر السوري نزار قباني، لنحيي مناسبة "مئة عام من الحب".

كثير منا يعرف أغنية الفنان البحريني الشهير خالد الشيخ: "شويخ من أرض مكناس". يزورها الباحث السعودي عبدالله الرشيد، ليتقصى علاقتها بالصوفية الأندلسية وامتداداتها الراهنة، إضافة إلى تعمق في مراجعة الرواية الديستوبيّة.

صفحتنا الأخيرة، تتناول ذلك التشابك بين اللغتين العربية والتركية من خلال تجربة الترجمة لخبير بقاموسين وثقافتين، يجمع بينهما الكثير من الكلمات والأوجاع.

font change