خوسيه غارسيا: الإبادة في غزة كشفت تواطؤ الغرب مع إسرائيل

الإعلام يتبنّى روايات مضللة

خوسيه غارسيا: الإبادة في غزة كشفت تواطؤ الغرب مع إسرائيل

يعتبر الفنان المكسيكي خوسيه أنطونيو رودريغيز غارسيا، المعروف أيضا بلقب "رودريغيز" واحدا من أهم الأسماء في عالم الكاريكاتور بفضل موهبته الفنية الفريدة ووعيه الاجتماعي والسياسي. ولد في مكسيكو سيتي عام 1965. يشغل حاليا منصب محرر رسوم الكاريكاتور بمجلة "بروسيسو"، كما أنه عضو في "رسوم كاريكاتورية من أجل السلام" و"حركة الكارتون"، وهما جمعيتان بارزتان في عالم الرسوم الكاريكاتورية. نشر أعماله في العديد من وسائل الإعلام الهامة، مثل "فرانس 24" و"لوموند"، والصحيفة السويسرية "لو تيمب". وقد برز خوسيه أيضا خلال الأسابيع القليلة الماضية انطلاقا من رسوماته التي علّق فيها على أحداث غزة. "المجلة" حاورت غارسيا حول عمله وموقفه من الأحداث الأخيرة.

  • دائما ما تبدي اهتماما بالأحداث الجارية خارج حدود المكسيك وتحاول من خلال رسوماتك توعية القارئ، كيف تختار من بين الأحداث السياسية موضوع الكاريكاتور الذي تريد أن تعمل عليه؟

بصورة عامة، بعض القضايا تلحّ عليّ بشدة، وهي الحالات التي يمكن أن أشعر فيها بأن الكاريكاتور الذي سأرسمه مفيد لدعم قضية ما، خاصة بالنسبة إلى أولئك الذين أعتبرهم في حالة ضعف ويتعرّضون إلى الظلم، سواء في المكسيك أو على مستوى العالم. كمواطن من أميركا اللاتينية، لديّ جرح لا يندمل، بسبب الظلم الأبدي وتدخلات الدول الاستعمارية بحياة شعبنا، وخاصة جارتنا في الشمال.

  قبل كل شيء، أود أن أعلنعن تضامني الكامل مع الشعب الفلسطيني، الذي وقع ضحية السلب المفرط والوحشي لأراضيه وحرياته وحياته، أمام أعين العالم أجمع

  • الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أحد الموضوعات التي عملت عليها بكثافة في رسومك الكاريكاتورية. نودّ أن تشاركنا أفكارك حول هذا الموضوع؟

ما يحدث يؤلمني ويغضبني كثيرا، وقبل كل شيء، أود أن أعلنعن تضامني الكامل مع الشعب الفلسطيني، الذي وقع ضحية السلب المفرط والوحشي لأراضيه وحرياته وحياته، أمام أعين العالم أجمع، بل وتفلت إسرائيل دائما من العقاب. إن الوحشية الهائلة لهذه الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوب/ تشرين الأول على قطاع غزة، والتي استغلت فيها إسرائيل ذريعة كاذبة هي قتال حركة حماس، ليست في نظري أكثر من استراتيجية إبادة وتطهير كامل للشعب الفلسطيني في غزة، وهي خطة وضعت منذ زمن طويل.

مأساة غزة

  • باعتبارك أحد الحاصلين على جائزة مجلة "توونز" التي تدعم حرية التعبير من خلال الرسوم الكاريكاتورية، إلى أي مدى ترى أن الفن يمكن أن يساعد القراء على فهم أفضل للموضوعات الشائكة؟

بنظرة سريعة ودقيقة لفن الرسوم الكاريكاتورية، فإنه لا يحتاج في معظم الوقت إلى كلمات للشرح حتى يتمكن القارئ من فهم الرسالة، لذلك فالرسوم سلاح قوي جدا في فضاء الأفكار والعواطف، وأنا مؤمن بأنها تجعل القارئ يعيد ترتيب أفكاره وغالبا ما تشارك الرسومات في تعزيز الرأي الشخصي والعام. لذلك في عالم تسوده المادة الإعلامية السريعة، تتمتع الرسوم الكاريكاتورية بالقدرة على شرح موضوع صعب بسرعة، خاصة إذا ما صوّر بشكل جيد.

  • ما رأيك في المعايير المزدوجة في الإعلام الغربي في ما يتعلق بأحداث غزة؟

إنها مأساة بالنسبة إليّ، ألاحظ يوميا كيف يتم تشويه الحقيقة، وهو الوضع الدراماتيكيوغير العادل الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في غزة، من خلال الروايات المضللة التي تتبناها بعض وسائل الإعلام الغربية. وهو دور ضمن صراع المصالح الجيوسياسية والتجارية أكثر من الصحافة الصادقة والموضوعية.وقبل فترة قصيرة، طُرد زميلنا ستيف بيل، بعد 40 عاما من العمل رسام كاريكاتير في صحيفة "غارديان"، بسبب ممارسته حقه في حرية التعبير، لأنه رسم رسما كاريكاتوريا ينتقد نتنياهو بشأن القضية الفلسطينية. وكان ذلك بمثابة ضربة لحرية التعبير في الصحافة وضربة لمصداقية هذه الصحيفة.

أتمنى أن تنمو هذه الموجة العالمية من المطالبات والصرخات المطالبة بالحرية لفلسطين، للضغط على الحكومات الغربية لوقف هذه المذبحة في غزة

  • شاهدنا مظاهرات حاشدة حول العالم تندّد بما يحدث من جرائم في غزة، فهل نراهن على وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية بأنهم يستطيعون الضغط على الحكومات لوقف الحرب؟

أريد أن أصدق ذلك، وأتمنى أن تنمو هذه الموجة العالمية من المطالبات والصرخات المطالبة بالحرية لفلسطين، للضغط على الحكومات الغربية لوقف هذه المذبحة في غزة، على الأقل للحفاظ على مصالحها الخاصة، لأن هذه الإبادة الجماعية كشفت تواطؤهم الفج مع حكومة إسرائيل المجرمة.

font change

مقالات ذات صلة