لم يردْ مصطلح المتاهة بهذه الصيغة في المعاجم العربية القديمة، ولا في الأدب العربي النثري القديم، واقتصر على اشتقاقاته من فعل تاه يتوه تيها، في صيغ التوه والتيه والمتيهة والتيهان والتيهاء والمتْيَهة. كما في لسان العرب، حيث كلمة التيه هيالتوه مقرونٌ معناها بالهلاك، والجمع أتواه وأتاويه.
وأما معنى التائه قياسا على التيه، فمقرونٌ في لسان العرب بالجسارة في تدبير الأمور من جهة، ومن جهة ثانية بالحيرة والتكبّر والضلال.
كذلك يقترن معنى التيه بالصحراء، أو الأرض المجهولة التي لا يُهتدى فيها، بل يضلّ فيها الفرد والقوم على حدٍّ سواء.
على هذا النحو نسجتْ المعاجم والقواميس العربية القديمة، إذ استعمل التيه كمصدرٍ لفعل تاه، وظلّ مصدر التيه ملازما للصحراء موضع الضياع أو المفازة التي لا علامة يُهتدى فيها، أو الأرض عموما التي يذهب فيها المرء متحيّرا وعاقبته الهلاك.
مُجمل المعنى اصطلاحا ارتبط التيه بالهلاك والضلال في أرض مجهولة، كما ارتبط نفسيّا وذهنيّا بالحيرة.