عامر المري: أريد أن تبقى أفلامي في الذاكرة من خلال القوة البصرية

يستعد لإصدار جزء ثان من "الشبح"

cinemavisionfilms
cinemavisionfilms
الممثل عبدالله الجنيبي والمخرج عامر المري خلال تصوير فيلم "شبح"

عامر المري: أريد أن تبقى أفلامي في الذاكرة من خلال القوة البصرية

يحرص الكاتب والمخرج والمنتج الإماراتي عامر سالمين المري المؤسس والرئيس والمدير الفني لمهرجان العين السينمائي الدولي، على تقديم الصورة السينمائية المتميزة من خلال أفلامه التي عرضت في فترات مختلفة من مسيرته التي بدأها عام 2007، مثل "ساير الجنة" و"عاشق عموري" اللذين شاركا في عدد من المهرجانات العالمية، وحصدا الكثير من الجوائز الدولية.

قادة شغفه السينمائي إلى تأسيس مهرجان العين السينمائي الدولي، فترأس أو شارك في عضوية العديد من لجان التحكيم السينمائية، في مهرجان ياسمين الحمامات السينمائي الدولي في تونس، ومهرجان الإسكندرية السينمائي. وغير ذلك. هنا حوار "المجلة" معه.

  • ما الذي ميز الدورة السادسة من مهرجان العين السينمائي الدولي، التي أقيمت في فبراير/ شباط الماضي؟

- هذه الدورة هي الثانية منذ أن اتخذ المهرجان الصفة الدولية، وقد تميزت بعرض أفلام من دول عدة تفوقت من الناحية الفنية، وهو ما أشادت به لجان التحكيم وصناع الأفلام. كما ركزنا في هذه الدورة على الأفلام التي تناقش قضايا البيئة، وكان هناك العديد من الأفلام البيئية في المسابقات القصيرة والعربية والعالمية، بالإضافة إلى الأفلام الروائية الطويلة.

وكانت أفلام المسابقات قوية جدا، وهذا ما جعل التنافس شديدا في كل الفئات، من الأفلام الإماراتية والخليجية والعالمية، إذ تعتبر هذه الدورة الأقوى والأكثر منافسة من بين الدورات الخمس الماضية من ناحية نجاح الأفلام البيئية العالية المستوى، وأيضا من ناحية الأفلام الخليجية القصيرة، إلى جانب ورش هذا العام التي تميزت بمواضيعها، إذ ناقش بعضها للمرة الأولى استخدامات الذكاء الاصطناعي في السينما.

تحديات سينمائية

  • كيف ترى أثر المهرجان في الحراك السينمائي الإماراتي؟

- لمسنا ارتفاعا في المستوى الفني للأفلام، سواء الأفلام الإماراتية القصيرة أو الطويلة التي بدأت في التطور، وهذا ما أعطانا مؤشرا إلى أن صناع الأفلام الذين بدأوا مع مهرجان العين تطوروا بصورة لافتة لأن المقاييس التي شاهدناها في الأفلام الإماراتية القصيرة ارتفعت بمستواها الفني بنسبة 30%، كما تنافست خمسة أفلام إماراتية روائية طويلة للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، وهو رقم قياسي لم يحدث من قبل.

لمسنا ارتفاعا في المستوى الفني للأفلام، سواء الأفلام الإماراتية القصيرة أو الطويلة التي بدأت في التطور

  • في العودة إلى تجربتك، حدثنا عن التحديات التي واجهتك في فيلمك الأخير، "غنوم الملياردير"، الذي يعتبر فيلم الأكشن الأول في السينما الإماراتية؟

- كان من أصعب الأفلام تنفيذا بالنسبة إليّ، لأننا أدخلنا الطابع التجاري والتنوع في طرح القضايا، وقد أوليت الاهتمام ككاتب ومخرج ومنتج بنوعية هذه الأفلام التي لا بد أن تكون موجودة لأن أذواق المشاهدين مختلفة، وعلينا ألا ننسى أننا في بداية مرحلة الإنتاجات الإماراتية السينمائية، ومن حق الجمهور أن يجد التنوع عند مشاهدة الأفلام.

cinemavisionfilms

وقد واجهتنا صعوبات كثيرة كوني خضت تجربة الأكشن كلها، فنحن نفذناها بأيدينا، وهو أمر أردنا التعرف إليه أكثر، وأستطيع القول إنني أديت العمل كفريق متكامل (كاتب ومخرج ومنتج ومخرج الأكشن أيضا). وخلال ذلك حرصت مع فريق العمل على صناعة الفيلم بشكل دقيق وإنتاج ضخم، وحافظنا على المستوى العالي في مشاهدنا الخارجية التي وصلت إلى 95% من مشاهد الفيلم، حيث صورنا في مواقع صعبة وفي أخرى جميلة مثل بوليوود بارك وقصر الإمارات وأبراج الاتحاد واستوديهات كيزاد وميناء أبوظبي، وهذا تنوّع تطلب منا جهدا كبيرا.

فيلم أكشن

  • كان هناك إصرار على أداء أبطال الفيلم لمشاهدهم الصعبة، فكيف استطاعوا إنجازها على الرغم من خطورتها في بعض الأحيان؟

- باعتبار أن الفيلم أكشن كوميدي، وفيه أغان سينمائية أنتجناها بالصور البصرية والكلمات والألحان، اخترت له ممثلين غيروا من طبيعة الممثل الإماراتي ونوعيته، وهذا من أهم التحديات التي واجهتني، فعند مشاهدة الفيلم لن يرى الجمهور الممثل الإماراتي التقليدي، فقد انتقلت به إلى الخارج، وهذا ما تطلب منه أن يعبّر بالحركة والأسلوب والأكشن، واخترت لذلك الممثلين عمر الملا الذي تميز بموصفات جعلتني أختاره بطلا للفيلم، مع شريكه البطل الثاني عبدالله الشحي وهو رياضي حاصل على أحزمة ويتميز بعضلاته، وهذا ما يقابل البطل الأميركي أو البطل الهندي الذي يقوم بكل شيء بما في ذلك المشاهد الصعبة، وهذا أكبر مكسب للفيلم وللسينما الإماراتية.

  • ما ميزة أن تكون مخرجا وكاتبا للنص في آن واحد؟

- تعودت أن أعمل ضمن ما يعرف بسينما المؤلف، الذي يكتب القصة ويخرجها، فنحن من أوائل عشاق السينما في الإمارات، والسينما لم تصل إلى درجة من الازدهار بحيث يكون لدينا كتاب سينمائيون متنوعون بمواضيعهم، لذلك رأيت أن أبدأ بالكتابة كوني متابعا للسينما وعاشقا وفيا لها، لتوفير أشياء كثيرة تتوافق مع ما أريد فعله وما أريد أن أوصله.

cinemavisionfilms
مشهد من فيلم "شبح"

فأنا أكتب وأعرف طريقة إخراج النص، ولذلك تسهل مهمتي، فاليوم ليس لدينا كتّاب في الإمارات وكوني أعشق السينما استطعت كتابة قصص أفلامي التي حققت بعد إخراجها الصدى المناسب والنجاح المحلي والعربي، ولهذا أعرف بالضبط ماذا أريد ككاتب، وفي الوقت نفسه أعرف كمخرج ما يقصد الكاتب بهذا المشهد، أي تسهل مهمتي كثيرا بدءا من الكتابة بكل تفاصيلها واختيارات الممثلين ومن ثم طريقة الإخراج.

الشبح 2

  • تجهز حاليا الجزء الثاني من فيلم "شبح"، فهل كان القرار حاضرا منذ بدء العمل على الجزء الأول؟

- بدأنا بالفعل بالتجهيز للفيلم ولم نبدأ بتصويره بعد، لأنه من المقرر أن يعرض خلال العام المقبل. وفي الأساس عندما أخرجت الجزء الأول الذي حقق نجاحا كبيرا، حرصت على أن تكون النهاية مفتوحة، وأظهرت في المشهد الأخير أن الأشباح الذين طوردوا من قصر العائلة، يمتلكون القلادة السحرية، وبالتالي سيعودون للانتقام وهو ما يوضح إن هناك جزءا ثانيا.

أفلام الرعب محبوبة من معظم الجمهور لأنها لا تحاكي جمهور النخبة فقط

  • ما الذي قد تحققه أفلام الرعب على اختلافها؟

- إذا قارنا بين أفلام الرعب على مستوى العالم، فسنجد أن فيها قوالب متشابهة، والمخرج يختار القالب الذي يريده، لكننا حرصنا على تقديم "شبح" بطريقة مختلفة وبفنية عالية، ليظهر للمشاهد كأنه يرى فيلما أميركيا أو عالميا. فقد عملت عند كتابة القصة على رسم الشخصيات وتحديدها بدقة، بالتالي سوف يبنى الجزء الثاني على الشخصيات التي رأيناها في الجزء الأول مع وجود الكثير من المفاجآت، فالأشباح الذين كانوا طيبين وكانوا يريدون السكن في القصر، أصيبوا في النهاية بالأذى، ولذلك سيكون الجزء الثاني قاسيا وانتقاميا وأكثر دموية.

وأعتقد أن هذه الأفلام محبوبة من معظم الجمهور، لأنها لا تحاكي جمهور النخبة فقط. لذلك نرى أن هناك العديد من أفلام الرعب الإماراتية والخليجية قد ظهرت بعد "شبح" وسيظهر أيضا المزيد من هذه النوعية في السنوات المقبلة.

قوة الصورة

  • ما البصمة التي تحرص على تركها في أفلامك؟

- أولي اهتماما كبيرا للسيناريو، وداخل السيناريو أحرص على رسم الشخصيات بمعنى أن تكون الشخصيات قوية ومختلفة، وأهتم كثيرا بتحويل السيناريو إلى صورة سينمائية، هذه بالنسبة إليّ قاعدة لا أتنازل عنها. فالجمهور ذكي ويشاهد أفلاما عالمية كثيرة، ولذلك إن لم تكن الصورة البصرية على مستوى عالٍ وتخدم الفيلم، فلن ينجذب الجمهور إلى الفيلم.

cinemavisionfilms
خلال تصوير فيلم "شبح"

أؤمن أن الفيلم أرشيف يجب العمل عليه بأدوات وصورة بصرية رائعة ومواقع تصوير تخدم القصة، وهذا الأرشيف يمكن مشاهدته بعد أكثر من عشر سنوات وهو لا يزال محتفظا بقيمته النوعية. للأسف هناك بعض الأفلام يخجل أصحابها بعد سنة أو اثنتين من عرض الفيديوهات الخاصة بها، وقد يقال عنها إنها الصناعة التي لا ترتقي الى مستوى جيد، ولهذا أطمح أن تبقى أفلامي في الذاكرة من خلال قوتها البصرية.

  • ذكرت ذات مرة "أن التمسك بالمحلية هو الطريق إلى العالمية"، فكيف تترجم هذه المقولة؟

- بعض الأفلام يتمسك بالمحلية بروح عالمية عبر الحكاية كفيلم "شبح" أو أي فيلم آخر، وعلى الرغم من أن الأحداث متشبعة بالملامح الإماراتية، لكن هذه الأحداث قد تحصل في كوريا أو أميركا، أي أنها تحكي قضية أو قصة عامة، مثلا عندما أتكلم عن "عاشق عموري" وهو فيلم يتحدث عن أحلام الشباب الذين يطمحون إلى أن يصبحوا لاعبي كرة قدم، وتواجههم المشاكل والعقبات من الأهل والتحديات للوصول إلى الهدف المنشود، هذه قصة محلية، لكنها تنطوي على عناصر عالمية أيضا، هذا النمط الذي أركز عليه في الكثير من أفلامي، فالحكايات تصلح لكل الثقافات. 

font change

مقالات ذات صلة