بعض ما يكتب حول الموسم الرمضاني كل عام بات ديباجة غير موثوق بها تماما، لاسيما القول إن كل موسم هو موسم استثنائي، حتى إن لم يكن ثمة جديد في جوهر الأعمال أو كانت مجرد معالجات متواضعة لأفكار قديمة لا تتقاطع مجتمعيا أو سياسيا مع جدل قائم بالفعل في اللحظة الراهنة.
يبدو أن ذلك تغير نسبيا هذا العام، إذ يمكن دون استحياء البدء من تلك الديباجة المعتادة وفق المعطيات الآنية: هذا موسم استثنائي في السعودية كما في سوريا، يحمل في قلبه عرض مسلسل "معاوية" المؤجل منذ سنوات. كذلك عرض مسلسل "أم 44" الذي يطرح قصصا نسائية جريئة، وهو عمل بطلاته قادمات من مناطق عربية مختلفة، تعود فيه سمية الخشاب للشاشة من باب إقليمي. ويشهد أيضا عرض "شارع الأعشى"، الذي تدور أحداثه في الرياض، خلال سبعينات القرن الماضي، عن رواية بدرية البشر "غراميات شارع الأعشى"، وهو عمل تلفزيوني آت من رحم رواية لبدرية البشر التي لا تقل كتاباتها عن كتابات أديبات أخريات أسسن للكلام أدبيا على واقع المرأة السعودية.
أما في سوريا فهناك مسلسلان يعكسان إلى حدّ ما التحولات الأخيرة بعد سقوط نظام الأسد. سوريا البِكر المنتظرة في أولى مواسمها الجديدة تعرض مسلسل "ليالي روكسي" حول قصة أول فيلم سينمائي فيها، لتمر سريعا على التاريخ المنسي للبلد العريق في لحظة وليدة رغم القلق المحيط بها. ومسلسل "تحت سابع أرض" الذي يروي قصة تورط شرطي في عالم الجريمة والفساد المظلم.
"أم 44"... دراما سعودية فاتنة
من بين الأعمال السعودية التي خرجت في رمضان وضخت فيه "إم بي سي" قوتها، كان مسلسل "أم 44". قصص منفصلة متصلة تدور مع ثماني نساء تجاوزن الأربعين، يواجهن الكثير من التحديات على المستوى الأسري والعاطفي والمهني. تسعى كل واحدة منهن لتعزيز الاستقرار في حياتها على كافة الصعد، وتحقيق طموحاتها قبل فوات الأوان.
إلى جانب هذا العمل المميز ننوه بالمسلسل القصير الآخر "جايبة العيد" الجريء على مستوى خطابه في سرد قصص نسائية. لكن "أم 44" اهتم أكثر بالوسيط (التلفزيون) والجمهور والسياق، فبدا أكثر جماهيرية دون أن يكون ذلك معطّلا لخطابه المتمرد نوعا ما، تماما مثل "معاوية" مع اختلاف السياق بالطبع.