فصيح كيسو لـ"المجلة": الجسد ليس عريا بل فكر ومنهج

تجريبي متمرد على الحدود الثقافية والجغرافية

Walid Kyriani
Walid Kyriani
فصيح كيسو

فصيح كيسو لـ"المجلة": الجسد ليس عريا بل فكر ومنهج

كان يمكن الكاميرا التي أحضرها والده من بلغاريا أن تكون مجرد هدية يفرح بها الابن الشاب ويلتقط صورا لأهله وأصدقائه في المدرسة، إلا أنها كانت أول خطوة للفنان السوري فصيح كيسو ليكون مصورا فوتوغرافيا محترفا، ويذهب الى بيروت ليدرس في معهد الفنون الجميلة، ومنها الى ملبورن في أستراليا حيث تابع دراساته العليا، بينما كان في الأثناء يطور المواد التي يعمل عليها والأساليب التي يمزجها، وينتقل بين التصوير والفيديو وفنون الأداء المعاصرة، مؤرخا لتجاربه وأفكاره التي ظلت مرتبطة بالأمكنة التي عاش فيها، وظلت على صلة أيضا بالبيئة الثرية التي جاء منها.

من تجاربه في العري في البداية في بيروت، التي اصطدمت بالمنع والتضييق، إلى أعماله وعروضه العديدة في أوستراليا وفي سوريا، والتي أيضا شهدت أنواعا أخرى من المنع والاعتراض باسم الخصوصية والعيب وباسم الاحتجاجات النسوية ضد تصوير الموديلات النسائية من قبل فنان عربي. ولكن هذا لم يمنع فصيح كيسو من متابعة عروضه وأعماله التجريبية التي تعددت فيها المواد والاختصاصات، فخلط الصورة مع الأرابيسك والفن المفهومي. صنع مقاربات تجديدية بين عروض الفيديو والأداء التعبيري الجسدي المباشر. كل ذلك صنع هوية ومزاج هذا الفنان السوري الذي وضع بصمته في عالم التجهيز والفنون المتعددة الوسائط، وأخذ مكانه اللائق داخل تيارات الفن الأوسترالية المعاصرة. هنا حوار "المجلة" معه حول تجربته.

  • ولدت في قرية صغيرة في أقصى شمال شرق سوريا. في تلك البيئة المعروفة بتعددها الإثني والديني والاجتماعي، كيف نشأ اهتمامك بالفن؟ وماذا كانت المؤثرات التي لعبت دورا في ذلك؟

نعم ولدتُ في قرية اسمها سيكر تحتاني، تابعة لمحافظة الحسكة وكانت مكونة من أحد عشر منزلا طينيا، وكان سكانها كلهم من السريان. رجالهم يلبسون الكوفية والعقال، ونساؤهم ثيابا كثياب النساء الكرديات. وكانت القرية تتجاور مع قريتين، الأولى يسكنها عرب وفيها أحد شيوخ قبيلة شمّر، بينما الثانية يقطنها أكراد كانوا يترددون إلى بيتنا لأن والدي كان يعمل معهم ويتحدث معهم الكردية بطلاقة.

عشت داخل هذا التعدد الثري مع جيراننا العرب والأكراد. وحين انتقلت وأنا في الصف الرابع إلى الحسكة، كان البيت الذي اشتراه والدي يقع في وسط المدينة، وكان قريبا من "مكتبة الراشد" التي اطلعت عبرها على المجلات المصورة مثل "سوبرمان" و"تان تان". وكانت "سينما دمشق" مجاورة لسكني. في بيتنا كانت هناك كتب ومؤلفات عالمية مترجمة، ناهيك عن المركز الثقافي في المدينة الذي كانت نافذة صالوننا تطل عليه. كان أصدقائي في المدرسة الثانوية خليطا من القوميات والديانات والأحزاب، وكانت الخلافات بينهم شائعة، في حين كنت أُنسيهم خلافاتهم السياسية عندما أجمعهم لالتقاط الصور التذكارية بكاميرتي التي اشتراها والدي من بلغاريا عندما سافر برفقة أمي وأخي الصغير الذي أصيب بشلل الأطفال، وذلك لمعالجته هناك. تلك الكاميرا كانت الحدث الأهم في حياتي حينذاك. أفلام الأسود والأبيض فقط كانت متداولة، وكانت الكاميرا ترافقني في الرحلات التي كانت من ثقافة أواخر الستينات وبداية السبعينات.

تأثرت بالمسرح التجريبي في بيروت الذي كان أساسه الحركة والجسد والصوت والتشكيل، أما المواضيع فولدت من تجاربي الحياتية

أتذكر دائما كم كانت الحياة في تلك المدينة الصغيرة متنوعة وجميلة وكم كانت مصدر ثقافة بصرية وفكرية. ما يؤلمني أنها تراجعت ثقافيا وهاجر منها كثيرون. عندما عدت لفترة إلى سوريا للتدريس، أنشأتُ فيها عام 2010 أول صالة خاصة للمعارض والتي للأسف لم تستمر إلا عاما واحدا. 

بيروت الاستكشاف والتجريب

  •  بعد ذلك اخترت متابعة دراستك الجامعية في معهد الفنون في بيروت. لماذا اخترت بيروت وليس دمشق؟

لم تكن بيروت خيارا في مقابل دمشق. ذهبت إلى بيروت لأن أقارب لي كانوا قد سبقوني للعيش والعمل فيها، وهاجروا لاحقا إلى السويد. تبعتهم لأنهم ببساطة أمّنوا لي الإقامة والعمل وهناك، وهكذا وجدت نفسي طالبا في معهد الفنون الجميلة في بيروت التي سأعرف لاحقا أنها لن تكون مكانا لدراستي فقط، بل ستترك أثرا قويا في حياتي ومسيرتي كلها.

فاطمة، 1995، أكريليك على 1440، صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود

  •  في بيروت اتجهت لاحقا الى الفيديو والتجهيز والفن الأدائي. وكان ذلك اختيارا ونوعا من الانتماء المبكر إلى الفنون الأكثر حداثة وقتها، إذْ لم يكن التجهيز انتشر في المشرق العربي. لماذا اخترت ذلك؟

عُرفت خلال دراستي في بيروت بصور الأسود والأبيض التي كنت ألتقطها. لم يكن غيري في المعهد يعتمد الكاميرا أداة إبداعية. كنت أستخدم كاميرا "زينيت" الروسية. أصبحت مصورا محترفا من خلال الجهد الشخصي في تعلم فن التصوير الضوئي، فالتصوير لم يكن يُدرس الجامعة التي درست فيها التصميم المعماري الداخلي لمدة خمس سنوات. وعند تخرجي كنت الأول في دفعتي.

فنون الحداثة أو ما يسمى الآن تداخل التخصصات، جاءت نتيجة للمزج الذي عشته خلال تطوري المعرفي أثناء دراستي الجامعية وبعدها. من ناحية الشكل تأثرت خلال عملي بالمسرح التجريبي في بيروت، الذي كان أساسه الحركة والجسد والصوت والتشكيل، أما المواضيع فولدت من تجاربي الحياتية مثل العيش بين المتقاتلين وحروبهم، وأيضا من محاولات إخضاع جسدي والآخرين ليكون ممتلكا من قبل النصوص الدينية والعادات الاجتماعية ومن قبل مؤسسات البلاد التي عشت فيها في الشرق وفي الغرب.

أجساد محجبة، 1996

ولدت الصورة الضوئية الفنية عندي في بيروت في بداية الثمانينات وأصبحت تجريبية الشكل والمضمون في بداية التسعينات. وأذكر أنني في بداية الثمانينات درست شارع المنارة ليتحول إلى مكان للعروض الأدائية والمسرحية والموسيقية. أما تجربة الخوض في فنون ما بعد الحداثة وتداخل الفنون، أو ما يطلق عليها الآن تقاطع التخصصات، فجاءت نتيجة للعيش والبحث عن أساليب مختلفة في تقديم الفنون وذلك خلال إقامتي ودراستي للماجستير في ملبورن بأستراليا في منتصف التسعينات. وللحقيقة، كنت أُعتبر في أستراليا وما زلت، مجرّبا. فأنا من المنظرين للتجريب، ولهذا خلال تدريسي الجامعي لم أكن أرفض أي فكرة او مقترح فني وهذا كان يعتبر سلوكا غريبا غير مفهوم أو حتى مرغوب من قبل الطلبة.

كان أحد المصورين الخاصين بياسر عرفات يمنعني من الدخول وتصويره، عندها نظر إليّ عرفات بعد أن دخلت عنوة ولم يتحرك وكأنه يقول خذ ما تريد

  •  يبدو أن بيروت لم تكن مكانا للدراسة فقط بل حدثا مفصليا في حياتك وتجربتك الفنية. كانت لك علاقات وصداقات ومعارض، وشهدت حصار بيروت 1982. ماذا قدمت المدينة لك، وما الذي تتذكره دائما من هذه التجربة؟

بيروت شكلت لي صدمة ثقافية، في الوقت الذي أعطتني فيه الحرية وعززت لدي الثقة في التعبير، ساهمت في قولبة موضوعي عن الجسد العاري، واكتشفت أنها مدينة عربية بالرغم من غلافها الغربي. غاليرياتها كانت تتخوف من موضوع العري في بداية التسعينات، إلا أن فناني المدينة وشعراءها ومخرجيها وصحافتها كانت تدافع عن تجربتي الفنية، ولولا ذلك لما تمكنت من عرض أعمالي عن الجسد العاري. كان الصراع واضحا وقتها في بداية سيطرة التيارات الدينية وانحسار الفكر التقدمي الحر، وكنت محظوظا بإعلان تجربتي للجمهور اللبناني بفضل دعم مثقفيها. وأشير هنا إلى أن تجربتي التي كان مركزها في بيروت عُرضت أولا في تونس في مسرح التياترو الذي يملكه ويديره المخرج المعروف توفيق الجبالي. وبعد عرضها في بيروت وبفضل التغطيات الصحافية الإيجابية، عُرضت هذه الأعمال بدمشق في المركز الثقافي الفرنسي مع رقابة مهذبة من مديره الفرنسي الجنسية، خشية على حياء الدمشقيين.

أبواب القلعة، 1996، أكريليك على صور فوتوغرافية

في بيروت أيضا كان حصارها واحتلالها من قبل الجيش الاسرائيلي وخروج منظمة التحرير الفلسطينية، مرحلة ساهمت في تجذري الفكري بثقافة وتاريخ المنطقة والصراعات فيها. عملت مخرجا فنيا في الصحافة وتحديدا في "فلسطين الثورة" وكان لي شرف إخراج العدد الأخير منها وتوثيق رحيل الفلسطينيين فوتوغرافيا من بيروت. أتذكر أنه وبينما ياسر عرفات جالس ينتظر الصعود في السفينة، كان أحد المصورين الخاصين به يمنعني من الدخول وتصويره، عندها نظر إليّ عرفات بعد أن دخلت عنوة ولم يتحرك وكأنه يقول خذ ما تريد. 

في ملبورن

  •  في أستراليا حيث أكملت دراستك، وانفتحت تجربتك على عالم أوسع، قدمت أعمالا عديدة، إضافة إلى إقامات مؤقتة في موسكو ونيويورك. ماذا أضاف ذلك إلى تجربتك، وما المواد والسياقات التي خاطبتَ بها المتلقي هناك؟

- الصدمة الثانية التي حدثت لي كانت في ملبورن، حيث المنع مغلف بالحريات والأيديولوجيات النسوية. أمضيت سنة كاملة في موسكو مع طلبة من كل العالم يدرسون السينما. هناك أخذت تجربتي على الجسد العاري حريتها المطلقة كون الموديلات رجالا ونساء لم تكن لديهم مشكلة في إظهار وجوههم، بينما في بيروت لم يقبل سوى صديقي الشاعر والممثل فادي أبو خليل أن يُظهر وجهه كموديل ذكري. مئات الأفلام التي صورتها بالأبيض والأسود في موسكو لم تر النور بل ما زالت مسودات مخزنة. من موسكو إلى ملبورن مباشرة، ساهمت التيارات النسوية الأسترالية في عدم عرضها، وكانوا يسألون عن هدفي كرجل في تصوير النساء العاريات، وقتها لم يكن لدي جواب سوى رغبتي بإبراز جمال الجسد.

فيتامين، 2019، أداء جماعي

هذا الرفض الذي لُعب عليه ليبدو أنه ليس منعا، دفعني إلى البحث عن صيغ مختلفة لاستخدام الجسد في أعمالي الفنية. وتطورت تجربة إخفاء الجسد بتكثيف اللون على الصور بالأسود والأبيض وتكرارها والتي كنت بدأتها في مرحلة بيروت بهدف التجريب والبحث عن شكل جديد باستخدام الصورة في الفن التشكيلي. وكوني أعيش في الغرب كنت أحاول استثمار فن الأرابيسك في إنشاء تزاوج بصري وفكري بين الشرق والغرب. وقدمت هذا الأسلوب على أنه محاولة لإرضاء المتفرج العربي أو خداعه بتقريب أعمالي من فن الأرابيسك والتي أستخدم فيها العري.

السياسة الأسترالية تتبنى التعدد الثقافي بينما الممارسات على الأرض تشذ عن هذه السياسة في غالبية الأحيان

أذكر هنا عملا قدمته عام 1998، وكان متعدد المواد والأساليب ولكنه كان متجانسا بفضل وحدة الموضوع، إلا انه أربك الجمهور في ملبورن، إذ استخدمت الصورة الضوئية المطبوعة على مواد مختلفة، والصوت والفيديو والتشكيلات باستخدام الأقمشة وثياب الراقصات التي اشتريتها من سوق الحميدية بدمشق ومجوهرات تقليدية من سوق دلهي بالهند، بالإضافة إلى الأداء الغريب من قبل راقصات شرقيات أستراليات من دون أن يرقصن. كل هذا جاء في معرضين متتاليين عن موضوعة الرقص الشرقي وممارساته في الغرب، المعرض الثاني الذي كان سيقام في كنيسة، ألغي بسبب الجدال على الحلقة الأولى منه واحتجاجات النسويات ضدي. حيث تبين أن هذا الموضوع نسوي من وجهة النظر الأسترالية ويجب على الرجال ألا يقتربوا منه. صدمات كادت أو ساهمت نوعا ما في محاولات تهميشي في تيار الفن الأوسترالي، مع غالبية هذا الإنتاج وما تلاه كان مدعوما من مؤسسات التمويل الحكومي كونه يخدم التعددية الثقافية.

العشاء الأخير، 2016

كانت فترة دراسة الماجستير في جامعة ملبورن هي فترة الوعي السياسي وعمقت لدي مفهوم الاختلاف الثقافي بين شعوب عالمنا التي انعكست في كتابة أطروحتي عن اشكالية سياسة تبني الاختلاف الثقافي في السياسة الأسترالية، بينما الممارسات على الأرض تشذ عن هذه السياسة في غالبية الأحيان من قبل المؤسسات العامة والخاصة. تلتها الدكتوراه من جامعة سيدني التي ناقشت فيها تجارب ست فنانات من أصول عربية يعشن ويعملن في الغرب وعلاقة أعمالهن التي تتخذ من الجسد موضوعا ومدى ارتباط إنتاجهن الفكري بثقافتهن الأصلية. وصدر هذا البحث بعد تخرجي بأربع سنوات في كتاب نشر باللغة الإنكليزية بعنوان "الجسد وقت الغسق".

أنا أحب المفوضية والمفوضية تحبني، 2023، أداء تفاعلي جماعي

الهوية الأولى

  •   رغم إقامتك الطويلة وأعمالك العديدة في أستراليا، يبدو أنك لم تنقطع عن هويتك الأولى، وقدمت أعمالا أدائية وتجهيزا وفيديوا في لبنان وسوريا، وكان التركيز على الدمار الذي لحق بمدينة تدمر الأثرية واحدا منها.

هكذا شاءت الأقدار، أن يكون إنتاجي الفني مرتبطا بسيرتي الذاتية وحياتي في أمكنة ومناخات ثقافية مختلفة. أعمالي عادة تأتي من محيطي ومن مدلولاته التاريخية والاجتماعية والسياسية. تخريب آثار التراث الإنساني كان موضوعا غنيا للاستكشاف. وتصادف أنني كنت أدرّس في جامعة القلمون عندما استولى الجيش السوري وبدعم روسي على مدينة تدمر الأثرية. دخلتُ مع العديد من الصحافيين بكاميرتي المحمولة، ووثقت تدمر حسب ما رأته الكاميرا بطريقة تجريبية متحركة وغير ثابتة تعكس رعب المكان المدمر. كما أنها سجلت الفوضى البشرية بين الدمار من قبل المحتفلين بالانتصار آنذاك. مشاهد سوريالية بامتياز تجعلك تندهش من فعل الدمار وفعل الرقص بين الدمار.

وثقت تدمر حسب ما رأته الكاميرا بطريقة تجريبية متحركة وغير ثابتة تعكس رعب المكان المدمر

الجسد حالة معقدة وفي الوقت الحالي أبحث وأكتب عن مسألة العري تحديدا عند الفنانات السوريات وإشكالية هكذا إنتاج على ممارسيها، آخذا في الاعتبار التحولات الحالية في المجتمع السوري. 

  •  من خلال مشاريعك في بلدان وثقافات متعددة. هل وجدتَ فوارق كبيرة بين الجمهور أو المتلقي الأجنبي والعربي لأعمالك؟

الجمهور إن كان في البلاد العربية أو الغربية والآسيوية يتلقى أعمالي بدهشة أو بصمت وتساؤلات كثيرة، وأعتقد أن المواضيع التي أطرحها والأساليب المتغيرة عندي بالنسبة إلى شكل العرض وتعدد المواد المستخدمة ونوعيتها غير مفهومة عند الغالبية. فالإشكالات والمنع يلاحقانني دائما كأنهما أصبحا متلازمين مع مسيرتي.

مشروع متعدد الوسائط، لقطة من معرض في صالة كاونهان، ملبورن

المثقفون في بيروت لا يزالون يذكرون إلغاء معارضي بعد الموافقة عليها بما يخص العري في عام 1990. حتى المركز الثقافي الفرنسي في دمشق كاد أن يلغي المعرض ومنع تعليق ملصقات المعرض وانتهى بوضع بعض الأعمال جانبا. وللحقيقة فإن صالة مسرح التياترو في تونس كانت الوحيدة التي تحققت فيها حرية العمل الفني بالكامل.

كان 1998 العام الذي تكلل اسمي كفنان أسترالي معروف، وفيه دُعيت لإقامة عرض أسميته "إنهم يقتلون الراقصات، أليس كذلك"، عن إشكالية وممارسات الرقص الشرقي في أستراليا. لا تعلم ردود فعل الجمهور الغربي عن أعمالك، ولكنك تعرف أنهم يتعمقون في دراسة العمل الفني ويبذلون جهدا لفهمه، خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بثقافة أخرى، ولكن عند المناقشة يتضح أن ثقافة الاستشراق هي الطاغية على الغالبية. هناك رسائل ضدي أُرسلت الى صالة العرض كُتب فيها أنه كيف لصالة مهمة أن تسمح لنفسها بعرض أعمال قميئة كهذه، ولماذا يُقدم الدعم المادي لفنون كهذه من قبل مؤسسات الدولة، وتلا ذلك مقالة نقدية لاذعة بقصد إقصائي عن الساحة الفنية الأسترالية نُشرت في إحدى الصحف الواسعة الانتشار، جاء فيها أن هذا الرجل الآتي من مجتمع بطريركي، أي أنا، يستخدم ثقافته بحجة الاستمتاع بأجساد النساء الأستراليات.

font change


مقالات ذات صلة