خطيرة ومقلقة لأغلب دول العالم، تلك الهجمات التي شنتها مؤخرا جماعة الحوثيين الموالية لإيران في البحر الأحمر، وأسفرت عن إغراق السفينة "إترنيتي سي" قبالة الحديدة، واحتجاز عدد من بحارتها، وفقا لبيان السفارة الأميركية لدى اليمن، وذلك بعد أيام فقط من إغراق سفينة "ماجيك سيز".
تبرهن هاتان الحادثتان وما سبقهما من هجمات على فشل دولي ذريع في التعامل مع ممارسات هذه الجماعة التي استأنفت أنشطتها في المياه الدولية، وذلك بذريعة نصرة قطاع غزة في مواجهة تعنت إسرائيل، في الوقت الذي تنشط فيه وساطات مكثفة لإنهاء الحرب في القطاع.
الواضح أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا، أخفق مرة أخرى في إجبار الحوثيين على تغيير سلوكهم "المزعزع لأمن وسلامة الملاحة الدولية" في ممر مائي حيوي مهم للعالم بأسره.
مؤشرات وتحذيرات
في الأسبوع الماضي تزايدت التقارير التي تتحدث عن تنامي القدرات الصاروخية وغيرها من الإمكانات لدى الحوثيين أكثر من أي وقت مضى، كما تقول تلك التقارير. والواقع أن العالم لم يكن بحاجة إلى التأكد من هذا بعد أن وفر الحوثيون أنفسهم الدليل القاطع على ذلك بالصوت والصورة، وبشكل استعراضي (هوليوودي) ليكشفوا عن قدراتهم تلك.
لكن هذه القدرات لم تكن في الواقع وليدة اللحظة، ولكنها كانت قد تطورت بسرعة على يد إيران منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسميا في الـثامن من مايو/أيار عام 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في باريس عام 2015، لتشعر معه طهران بالخطر، ولتقول بصريح العبارة على لسان أكثر من مسؤول رفيع فيها إنه "لم تعد هناك إمكانية للوثوق بالولايات المتحدة، خصوصا في ظل رئاسة ترمب".