أثار الهجوم الصاروخي الذي شنته جماعة الحوثيين في اليمن على محيط مطار بن غوريون البالغ الأهمية في إسرائيل، فزعا واضحا لدى السلطات، والسكان هناك، وفي العالم أيضا، نجمت عنه حالة من الارتباك والفوضى، وإجراء تعديلات على جداول حركة وصول، ومغادرة الطائرات من هذا المرفأ الجوي، الأكثر حيوية وحساسية في إسرائيل والشرق الأوسط.
وفق تقارير أولية، لم يُسفر الهجوم عن ضرر كبير يذكر، إذ أحدث فقط حفرة كبيرة نسبيا دون خسائر مادية أو بشرية، لكن الإعلام الإسرائيلي تحدث لاحقا عن إصابة ثلاثة أشخاص، إثر سقوط الصاروخ الحوثي في منطقة المطار، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
لكن الهجوم أطلق جملة من التساؤلات، أولها بشأن كيفية عدم القدرة على اعتراضه قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية. والثانية، حول ما إذا كان "الصاروخ الحوثي" أظهر تطورا جديدا يمكِّنه من مراوغة وتضليل أكثر أنظمة الدفاع الإسرائيلية تقدما، كالقبة الحديدية، وغيرها من الرادارات المتطورة، سيما في حالة حرب مفتوحة مع أكثر من جهة، كما تعتبر إسرائيل نفسها.
أكثر من ذلك، استدعى الهجوم ردود فعل غلبت عليها لغة التهديد والوعيد من قبل إسرائيل، برد عنيف قد لا يتأخر كثيرا، وبالإعلان لأول مرة عن خطط جاهزة للتعامل مع الحوثيين، تحتاج إلى مصادقة (عليها) من قبل الكنيست قبل البدء في تنفيذها، وذلك مما قد يوحي بضخامة حجمها، وكلفتها والآثار المترتبة عليها. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهد عقب الهجوم، بتوجيه "ضربات" جديدة للحوثيين، وباستهداف إيران.
كان نتنياهو قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة الأميركية "تقوم بعمل جيد في اليمن حاليا" في إشارة إلى انشغاله بتوسيع حربه في قطاع غزة، لكن تصريحاته الأخيرة، توحي بأن الحرب في غزة ربما تضطره إلى استئناف هجماته "العنيفة" ضد الحوثيين، بل وإلى الدفع بتنفيذ خططه الواسعة المؤجلة ضدهم.
وبالفعل، لم يتأخر كثيراً رد إسرائيل، إذ شنت أكثر من 30 مقاتلة إسرائيلية غارات على ميناء الحديدة ومصنعٍ للإسمنت في مدينة (باجل) زعمت إسرائيل أن الحوثيين يستخدمونه لإنتاج الحديد الذي يسهم إلى جانب الإسمنت في تمويل خزينة الحوثيين المالية ودعم صناعاتهم الحربية من الصواريخ والمسيرات، فضلا عن استخدامها في بناء الأنفاق والتحصينات تحت الأرض وفي الكهوف الجبلية.
ويبدو أن الغارات الإسرائيلية التي ألقت نحو 48 قنبلة نُفذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتستهدف مثل سابقاتها "تجفيف مصادر تمويل الحوثيين" خصوصاً موانئ ومصانع الحديدة التي يعتقد الإسرائيليون آنها بمثابة "الدجاجة التي تبيض ذهباً" للحوثيين.