مساء الثاني من مايو/أيار، هاجمت مجموعة من اللصوص في مدينة غزة، مخازن مواد غذائية أساسية تابعة للمطابخ المجتمعية في المنطقة الغربية للمدينة، وبعد محاولات لمنعهم من القيام بالسرقة من قبل القائمين على المطبخ، أطلق اللصوص الرصاص الكثيف وهاجموا المكان مع عدد من النازحين، ما أدى إلى سرقة كافة المواد الغذائية وأدوات الطبخ التي يعتمد عليها القائمون على العمل في صناعة وجبة طعام يومية مجانية للنازحين في ظل استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر منذ قرابة سبعين يوما.
يقول أحمد حسن، وهو أحد المبادرين الشباب الذين أخذوا على عاتقهم افتتاح مطبخ مجتمعي، لتقديم وجبة طعام يومية رئيسة للنازحين، أنه وزملاءه في العمل التطوعي المجتمعي، أُجبروا على وقف عملهم، ما تسبب في حرمان مئات النازحين من الحصول على وجبة طعام رئيسة يومية بسبب عملية السرقة التي طالت المخازن ومكان إعداد وجبة الطعام التي كانت تقدم مجانا، مضيفا لـ"المجلة": "يدعون أنهم جائعون، لكن الجائع ومش لاقي ياكل ما بحمل سلاح وبهاجم الناس هيك، جوعان تعال خود وجبة طعام مجانية يوميا ليش تسرق".
بدأ حسن عمله في المبادرة التطوعية مع زملاء آخرين في مدينة خانيونس منذ أكثر من عام، حيث كان قد أجبر الجيش الإسرائيلي سكان شمال قطاع غزة على النزوح إلى مناطق وسط وجنوب القطاع منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعد إغلاق المعابر الذي تسبب في فقدان المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعار المتوفر منها، ما دفعهم للعمل على جلب تمويلات خارجية لشراء مواد غذائية وطهوها ثم تقديمها بشكل يومي للنازحين، ولم تكن الفكرة محتكرة على جهة أو مجموعة واحدة، بل انتشرت في مختلف المناطق ومخيمات النازحين، وحتى بعد سماح إسرائيل بعودة النازحين إلى مناطق سكنهم شمال القطاع، انتقلت بعض تكيات الطعام المجانية لتقديم خدماتها هناك، فيما لا زالت تكيات أخرى تعمل في مناطق الوسط والجنوب.