بعد أيام من تصعيد الجيش الإسرائيلي، لعمليات القصف المكثف وارتكاب عشرات المجازر التي تسببت بمسح عدد من العائلات في قطاع غزة من السجل المدني بعد سحق جميع أفرادها، أعلن الجيش عن البدء في عمليات عسكرية برية في مختلف مناطق القطاع، والتي تأتي في إطار المراحل التحضيرية الأولى للعملية البرية الموسعة التي هدد بشنها قادة الجيش ووزراء الحكومة الإسرائيلية، والتي تحمل اسم "مركبات جدعون".
ويأتي الإعلان الإسرائيلي بالتزامن مع تبلور خطة أميركية لإنشاء ما يعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية" تتضمن الطلب من السكان على التوجه إلى المناطق الجنوبية ولمسافات طويلة للحصول على الغذاء، وإخضاعهم إلى فحص أمني.
وفي 13 مايو/أيار الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي بتسع قنابل ثقيلة ساحات ومحيط مستشفى غزة الأوروبي جنوب شرقي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، معلنا عن استهدافه غرفة قيادة تحت الأرض يوجد بداخلها عدد من كبار قادة "كتائب القسام"– الجناح العسكري لحركة "حماس"، ليفصح عدد من قادة الجيش في تصريحات منفصلة عن استهداف القيادي البارز في الكتائب محمد السنوار، وهو شقيق رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" سابقا وأبرز المتهمين بالتخطيط وتنفيذ عملية اقتحام المستوطنات الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعقب عملية الاغتيال- التي لم يتمكن الجيش من تأكيدها حتى نشر المقال- كثف الجيش من عمليات القصف المدفعي والجوي على مناطق شمال ووسط وجنوب القطاع وعلى مدار الساعة في غارات إسرائيلية متتالية، لتعلن وزارة الصحة بغزة، عن مقتل أكثر من 500 فلسطيني، منهم قرابة 150 لم تتمكن طواقم الإنقاذ الخدماتية من انتشالهم من تحت الأنقاض، فيما توسعت عمليات القصف لتشمل محاصرة مستشفيات بطائرات مُسيرة وتوغل آليات عسكرية في عدد من المناطق الشرقية والشمالية للقطاع، في إطار التجهيز والإعداد لبدء العملية البرية الموسعة "مراكب جدعون"، إن لم يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين "حماس" وإسرائيل ضمن مساعي الوسطاء- مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية- في التوصل للاتفاق.