اتسمت علاقة الرئيس دونالد ترمب بالقضاء الأميركي بأنها مثيرة للجدل خلال فترتي رئاسته، وحتى وهو خارج الحكم، حيث شهدت صدامات متكررة بين قراراته التنفيذية والأحكام القضائية.
من الأمثلة البارزة التي توضح هذا التوتر، في ولايته الأولى، قرار "حظر السفر" في يناير/كانون الثاني 2017، حيث أصدر ترمب أمرا تنفيذيا يحظر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، مما أثار جدلا واسعا بتهمة التمييز الديني. وقد أصدرت محاكم فيديرالية في فبراير/شباط 2017 أحكاما موقتة لتعليق الحظر، بما في ذلك قرار من محكمة استئناف الدائرة التاسعة التي رفضت إعادة تفعيل الحظر. ووصفت إدارة ترمب القرار بأنه "سياسي"، ووصف ترمب القضاة بأنهم "منحازون" وهاجم القضاء، مما أثار انتقادات حول تهديد استقلالية القضاء.
من الأمثلة أيضاً قضية "الجدار الحدودي" في فبراير/شباط 2019، حين أعلن ترمب حال طوارئ وطنية لتحويل أموال عسكرية لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، مما أثار جدلا حول صلاحياته. وأصدرت محكمة فيديرالية في تكساس حكما في أكتوبر/تشرين الأول 2019 بمنع استخدام الأموال، معتبرة أن إعلان الطوارئ غير مبرر. لاحقا، سمحت المحكمة العليا في يوليو/تموز 2019 باستخدام جزء من الأموال، لكن القضية ظلت مثيرة للجدل. وقد هاجم ترمب القضاة المعارضين متهما إياهم بـ"عرقلة" أجندته، مما أثار نقاشات حول احترام الفصل بين السلطات.
مثل آخر هو "التدخل في قضايا شخصية" حيث واجه ترمب في السنوات 2020-2024 دعاوى قضائية شخصية، مثل قضية إي. جين كارول (اتهامات بالتشهير والاعتداء الجنسي)، حين أدانته محكمة فيديرالية في نيويورك في 2023 و2024 بدفع تعويضات كبيرة. وقد وصف ترمب الأحكام بأنها "مسيسة" وهاجم القضاة مثل القاضي لويس كابلان، مما زاد التوتر مع القضاء.