في بداية القرن السابع عشر، قدم عالم الفلك الإيطالي الشهير غاليليو غاليلي"، تقريرا يتضمن أول رسومات تفصيلية لسطح القمر، أظهرت له بعض الفوهات والوديان والجبال والسهول، التي تؤكد أن القمر يمتلك تضاريس مثل الأرض، مما فتح آفاقا واسعة حول بنية الأجرام السماوية المختلفة. ربما لم يكن غاليليو عالم الفلك الوحيد الذي استخدم التلسكوب لدراسة القمر جيدا، لكنه أول من نشر تقريرا مفصلا عنه في عام 1610، فذاع صيته في جميع أنحاء أوروبا، حتى إن هناك اعتقادا شائعا بأنه هو مبتكر التلسكوب.
لكن الحقيقة أن أول صانع للتلسكوب هو صانع نظارات هولندي موهوب يدعى هانس ليبرشي، قدم طلبا للحصول على براءة اختراع لابتكاره التلسكوب، فسمع غاليليو بذلك التلسكوب، فطور تصميمه بما يتناسب مع عمله في الرصد الفلكي. وتوالت عمليات تطوير التلسكوب إلى أن استطاع البشر من خلاله رصد أبعد المجرات والنجوم والأجرام السماوية المذهلة.
تبع غاليليو العديد من العلماء المؤثرين في العلوم، نذكر منهم نيوتن، روبرت هوك، داروين وغيرهم. وجميعهم أضافوا الى العلوم وطوروها. وزعم المجتمع الأوروبي في أثناء القرن التاسع عشر بالاكتشافات والابتكارات غير المسبوقة للغرب في العلوم، مستندينالى التاريخ العلمي، الأمر الذي أشعل التنافس بين الشرق والغرب في دراسة تاريخ العلوم لمعرفة "من صاحب حق التباهي؟".
ولأن علم الفلك من أقدم العلوم وأهمها، اهتمت به كوكبة من أنبغ العلماء على مر التاريخ. يسعى كثيرون لمعرفة من وضع أساسياته ومنهجياته، فعلماء مثل غاليليو استطاعوا بالفعل تقديم أوراق ملموسة وصلت الى عصرنا الحالي، معتمدين على المنهجية العلمية في التحليل والقياس في حدود الأدوات المتاحة لهم وقتئذ. لكن ماذا حدث في الماضي؟ لمن السبق العلمي؟ حسنا، تلك قصتنا.
من وصف إلى قياس وتنبؤ
منذ فجر التاريخ، وحتى قبل التاريخ، كانت السماء محط اهتمام الإنسان، خاصة سماء الليل، وقد لاحظ البشر النجوم منذ قديم الزمان، ربما كان الأمر في البداية مجرد وصف لأشكال المجموعات النجمية الجذابة، ويتجلى ذلك في الرموز والرسومات التي تركها بشر عاشوا في الكهوف منذ آلاف السنين.