متحف الجاسوسية في واشنطن يعرض العالم الخفي للصراع على المعلومات

الابتكار منهجية ووالتكنولوجيا حجر أساس

Nic Lehoux, courtesy of Rogers Stirk Harbour + Partners (RSHP)
Nic Lehoux, courtesy of Rogers Stirk Harbour + Partners (RSHP)
استوحى المهندسون المعماريون في شركة "روجرز ستيرك هاربور + شركاؤه" تصميم المبنى من مفهوم التجسس القائم على "الاختباء على مرأى من الجميع".

متحف الجاسوسية في واشنطن يعرض العالم الخفي للصراع على المعلومات

يعرض "المتحف الدولي للتجسس" في واشنطن العاصمة عالما من الأسرار المثيرة والتفاصيل المجهولة المرتبطة بالحروب والصراعات والمؤامرات والدسائس الخفية. من عمليات التجسس المعقدة لجمع المعلومات، إلى الخطوات الاستباقية التي تتخذ قبل شن الهجمات، أو لإحباطها قبل وقوعها، إلى غرف الاستجواب والتعذيب، والعرض الفعلي للإيهام بالغرق، يفتح المتحف نافذة على الجانب الخفي من تاريخ هذه المهنة، حيث تصنع القرارات في الظل، وترسم ملامح العالم من خلف الكواليس، وتنتزع المعلومات بأساليب وحشية.

مبادرة فردية

بدأت فكرة المتحف كمبادرة فردية من ميلتون مالتز، مفكك الشفرات السابق في الحرب الكورية، ومؤسس مجموعة "مالرايت" للاتصالات. ففي عام 1996، خطرت له فكرة إنشاء متحف فريد من نوعه يروي تاريخ الجاسوسية، ويوثق أسرارها. أراد مالتز أن يكون المشروع مزيجا من التعليم والتسلية، مكانا يثري وعي الزوار، ويشبع فضولهم، دون أن يبتعد عن الجاذبية البصرية والتشويق الذي يميز هذا العالم. وبفضل هذه الرؤية، تحول المتحف إلى وجهة ثقافية عالمية، تجمع بين التوثيق وروح المغامرة.

افتتح المتحف عام 2002 في حي "بن كوارتير" في واشنطن العاصمة، بعد استثمار بلغ أربعين مليون دولار. مولت شركة "مالرايت" نصف التكلفة، وجاء النصف الآخر من "صندوق منطقة كولومبيا" من طريق سندات تمويل خاصة. لعب هذا المشروع دورا مهما في إعادة إحياء المنطقة التي بدأ تجديدها في ثمانينات القرن الماضي. وأصبح المتحف مع مرور الوقت وجهة سياحية رئيسة. وبعد ازدياد الإقبال عليه، وتوسع مجموعاته، اقتضت الضرورة البحث عن مساحة أكبر لاستيعاب الزوار فأعلن في عام 2015 عن خطط لإنشاء مبنى جديد للمتحف، وتصميمه، وأوكلت المهمة إلى المهندس المعماري الشهير روجرز ستيرك هاربر. وفي 12 مايو/ أيار 2019، افتتح المتحف في موقعه الجديد في ”لي إنفانت بلازا“ بعد استثمار قدره 162 مليون دولار جعل المتحف ينتقل من كونه مشروعا ربحيا إلى مؤسسة غير ربحية هدفها نشر الثقافة والمعرفة حول الجاسوسية. يمتاز المبنى الجديد بمساحة واسعة تصل إلى 32 ألف قدم مربع، ويشمل مسرحا يتسع لمئة وخمسة وأربعين مقعدا، وشرفة تطل على المدينة، فضلا عن مساحة متعددة الاستخدامات للطابق العلوي.

معارض

يتكون المبنى من طوابق عدة مخصصة لأنواع مختلفة من الأنشطة والمعارض. فالطابق الأرضي مخصص للزوار، ويحتوي على المدخل الرئيس ومنطقة الاستقبال، بينما تشمل الطوابق العليا المعارض الدائمة التي تعرض قطعا أثرية تتعلق بتاريخ التجسس. ويضم الطابق الخامس معظم المعارض الرئيسة، حيث تعرض مجموعة من الأدوات المتنوعة المستخدمة في عمليات التجسس عبر العصور، مثل أجهزة التنصت وأدوات التخريب والملابس المتخصصة التي كان يستخدمها الجواسيس في الماضي. خصص الطابق السادس للمعارض التفاعلية التي تشرح كيفية تجنيد الجواسيس، والتكتيكات التي يستخدمونها في مختلف الحروب والصراعات. أما الطابق السابع فيحتوي على قاعة للأفلام والندوات، حيث يمكن الزوار مشاهدة أفلام وثائقية عن الجاسوسية، أو حضور محاضرات وندوات تعليمية.

يعرض المتحف الأدوات المتنوعة المستخدمة في عمليات التجسس عبر العصور، مثل أجهزة التنصت وأدوات التخريب والملابس المتخصصة التي كان يستخدمها الجواسيس 

يشبه الدخول إلى المتحف للمرة الأولى ولوج عالم آخر من السرية والتشويق والأجواء التي توحي بالأخطار. ففي اللحظة التي يدخل فيها الزائر يجد نفسه في مكان مظلم وأجواء مشحونة كأنها تنبض بطاقة قصص مليئة بالفتنة والتشويق. تشد بصره شبكة تجسس معقدة تمتد على مدى عقود، وتشمل قارات عدة. يتقدم الزائر في جو كل زاوية وكل قطعة أثرية وكل عرض تفاعلي فيه ينطوي على إمكان الكشف عن طبقة جديدة من العالم الخفي للجواسيس.

Sam Kittner for the International Spy Museum
ادخل في عالم الجواسيس! اختبر مهاراتك التجسسية في مهمة أثناء تجولك في المعرض الدائم للمتحف. ستُتَابع تجربتك ضمن مهمة سرية تعتمد على تقنية RFID، وتُقدَّم لك إحاطة كاملة بعد انتهائك، تُقيَّم فيها مهاراتك وقدراتك

الختم العظيم

من القطع المهمة المعروضة في المتحف نسخة طبق الأصل عن "الختم العظيم"، وهو الختم الرسمي الذي تستخدمه حكومة الولايات المتحدة لإضفاء الشرعية على وثائقها الفيديرالية. ما يجعل هذا الختم مثيرا للاهتمام، ليس قيمته الرمزية فحسب، بل القصة الاستخباراتية التي ارتبطت به: في عام 1945، قدم وفد من الأطفال السوفيات إلى السفير الأميركي في موسكو نسخة منحوتة يدويا من الختم العظيم كهدية رمزية. بقي هذا المجسم معلقا في مكتب السفير لسنوات، حتى عام 1952، حين اكتشف الفنيون الأميركيون جهاز تنصت دقيقا مخبأ داخله. كان الجهاز غريبا إلى درجة أنهم أطلقوا عليه اسم "الشيء"، لأنه لم يحتو على بطارية، أو دارات كهربائية، وكانت آلية تشغيله غامضة. وبعد شهرين من التحقيق، كشف فريق بريطاني مختص أنه عبارة عن "مجاوب جوفي سلبي"، أي جهاز لا يعمل من تلقاء نفسه، بل يفعل من خلال حزمة من الأشعة تسلط عليه من شاحنة خارج المبنى. وعندما يتحدث أحد داخل المكتب، تدخل الموجات الصوتية عبر فتحات دقيقة تحت منقار النسر، فيهتز غشاء حساس داخل المجسم، ويقوم بتعديل الأشعة المرتدة، فيتحول الكلام إلى إشارات يمكن التقاطها من قبل المتنصتين في الخارج. هذه القصة ليست مجرد حكاية تجسسية مذهلة، بل مثال حي على براعة الابتكار في عالم من السرية، حيث يمتزج الرمز الوطني بالتقنية الخفية في لعبة معقدة من الذكاء والمكر.

هل تعرف من يراقبك؟استخبارات الاتحاد السوفيتي صنعت هذا النموذج لطائرة تجسس صغيرة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA). في ذلك الوقت، كانت صغيرة جدًا بحيث لا يمكن التحكم بها عن بُعد أو تزويدها بمعدات مراقبة.

ومن المعروضات المثيرة في المتحف، جهاز تنصت مذهل صمم على هيئة جذع شجرة. هذا "الجذع" ليس سوى خدعة بصرية بارعة، فقد كان في الحقيقة جهاز تنصت متطورا يعمل بالطاقة الشمسية، صممته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ليبدو عنصرا طبيعيا من البيئة. زرع في منطقة غابات قريبة من موسكو أثناء الحرب الباردة كي يعترض إشارات الرادار والاتصالات القادمة من قاعدة جوية سوفياتية قريبة، دون إثارة أي شك.

قصة "الختم العظيم" والشجرة التي تتجسس وأحمر الشفاه الذي يمنح قبلة الموت

ولا يتوقف الإبداع التمويهي عند هذا الحد، إذ سيرى الزائر أيضا ضمن المعروضات ما يعرف بـ"مسدس أحمر الشفاه"، أحد أخطر الابتكارات التي استخدمها عملاء الاستخبارات السوفيا،تية "كي جي بي". كان هذا المسدس بحجم صغير لا يتجاوز حجم أحمر شفاه عادي، لكنه قادر على إطلاق رصاصة من عيار 4.5  ملم بلمسة واحدة. صمم ليبدو غير مثير للريبة، مما يسهل تمريره عبر نقاط التفتيش الأمنية. وكان يطلق عبر الضغط بالفوهة على الضحية، ليمنحها "قبلة الموت" دون أن يلفت الأنظار.

Sam Kittner for the International Spy Museum
ضع نفسك مكان المحللين! هذه التجربة التفاعلية الدراماتيكية تتيح للزوار المشاركة في تمرين استخدمه محللو وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في مطاردة أسامة بن لادن.

عمليات سرية

كلما تعمقنا أكثر داخل المتحف صعب علينا إغفال التنوع الهائل للقطع المعروضة التي يبلغ عددها سبعة آلاف. وتتنوع المعروضات من تحف تاريخية تخص بعض أشهر الجواسيس في التاريخ إلى تقنيات حديثة تستخدم في التجسس اليوم. ما يحدث في جو كهذا، هو أن كل عرض يدعوك الى مزيد من الاستكشاف: قسم "العمليات السرية"، يستعرض أساليب استخدمها القادة للتأثير على الأحداث من خلال المهام السرية، والتخريب، والعمليات القاتلة، ويسلط الضوء على عمليات تجسس معينة مثل عملية "غانرسايد"، وهي الجهود المشتركة للحلفاء في الحرب العالمية الثانية لمنع الألمان من صناعة قنبلة نووية. يعرض القسم أيضا تقنيات الخداع الكلاسيكية التي استخدمها الجواسيس لجعل قوة ما تبدو أقوى مما هي عليه، أو لإخفاء وجودها وهذه استراتيجيات لا تزال تستخدم حتى اليوم.  

Courtesy of the International Spy Museum
صُنعت هذه القطعة النقدية من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لطياري برنامج طائرة التجسس U2، وكانت تحتوي على دبوس محمّل بنابض مغطى بالسم، بحيث يتمكن الطيار الذي يُسقط من اتخاذ خيار الموت بدلًا من الوقوع في الأسر.

يحتوي المتحف أيضا على قسم خاص مثير هو مكان العرض المخصص لسيارات التجسس. يجسد هذا المعرض فكرة أن التجسس لا يعتمد فقط على الأجهزة التكنولوجية المتطورة، أو الرسائل المشفرة، بل أيضا على السيارات التي لعبت دورا محوريا في العمليات الخفية. فالسيارات المعروضة ليست عادية، إنها مزودة أدوات وتعديلات تجعلها أشبه بأجهزة تجسس خيالية.

أحد الأمثلة الكلاسيكية سيارة "أستون مارتن دي بي إف" من أفلام جيمس بوند، التي يخفي سطحها الفضي اللامع مجموعة كاملة من الأجهزة السرية

أحد الأمثلة الكلاسيكية سيارة "أستون مارتن دي بي إف" من أفلام جيمس بوند، التي يخفي سطحها الفضي اللامع مجموعة كاملة من الأجهزة السرية. يدهشك الشكل الأنيق للسيارة، لكن ما يثير خيالك حقا هو قدراتها الخفية. ثمة سيارة أخرى تلفت النظر هي "شيفروليه كورفيت" عتيقة عدلت لمهمة تجسس حقيقية أثناء الحرب الباردة. وتشمل تعديلاتها حجرة سرية للوثائق الحساسة، وأجهزة اتصالات تسمح للعملاء بالبقاء متخفين أثناء التنقل في الأراضي المعادية. ما يدهش الزائر أكثر، ليس براعة هذه السيارات فحسب، بل الابتكار والإبداع الكامن خلفها. فهي ليست مجرد أشياء أنيقة أو سريعة، بل مصممة بفهم عميق للاحتياجات التكتيكية والاستراتيجية للجواسيس. ويبرز معرض السيارات الدور الجوهري الذي تلعبه وسائل النقل في التجسس، سواء لتمكين الجواسيس من الهروب من المواقف الصعبة، أو تزويدهم الأدوات اللازمة للتسلل خلف خطوط العدو دون أن يراهم أحد. ما يثير الإعجاب أيضا هو كيفية ارتباط هذا المعرض بالموضوع الأكبر للمتحف: الطريقة التي تتقاطع بها التكنولوجيا والتصميم في عالم التجسس. وفيما يقف الزائر أمام هذه السيارات، يصبح جليا أن التجسس ليس مجرد سلسلة من العمليات الخفية، بل عالم تقني مهندس بعناية. فمن أصغر الأدوات المخفية داخل الأقلام والنظارات إلى هذه السيارات المعدلة بشكل بارز، يظهر المعرض كيف يتقاطع الابتكار والسرية في عالم الجواسيس.

Sam Kittner for the International Spy Museum
هل تساءلت يومًا إن كنت تملك ما يؤهلك لتصبح جاسوسًا؟ تعرف على ما يتطلبه الأمر من خلال قصص حقيقية لجواسيس عبر التاريخ مثل مورتن ستورم، ديميتري بيسترولياتوف، ماتا هاري، السير فرانسيس وولسينغهام، وجيمس لافاييت.

تكنولوجيا التجسس

يعرض القسم الخاص بالتكنولوجيا الأدوات العالية التقنية التي استخدمها الجواسيس على مر السنين، بدءا من الكاميرات المخفية إلى الأقمار الصناعية للمراقبة الحديثة. يلقي هذا القسم الضوء على المعركة المتواصلة بين وكالات الاستخبارات وأشخاص يسعون للتجسس عليها، ويوضح كيف لعبت التكنولوجيا دورا جوهريا في تعديل وإعادة صناعة ممارسات التجسس. أما قسم "مهنة التجسس"، فيقدم للزوار نظرة تفصيلية على التدريب والمهارات التي يجب على الجواسيس إتقانها، مثل تشفير وفك شفرة الرسائل، وإنشاء هويات زائفة، وتنفيذ العمليات السرية.

ثمة جانب آخر مهم في متحف التجسس الدولي هو التزامه إحياء قصص التجسس من خلال التحدث عن التجربة الشخصية. ويمكن الزوار استكشاف حياة جواسيس حقيقيين، سواء كانوا مشهورين أو أقل شهرة. وتساعد هذه المعلومات الزوار في فهم العبء العاطفي للحياة السرية والقرارات الصعبة التي يواجهها الجواسيس في كثير من الأحيان والتضحيات التي يقدمونها من أجل الأمن القومي.

يقدم قسم "مهنة التجسس" نظرة تفصيلية على التدريب والمهارات التي يجب على الجواسيس إتقانها، مثل تشفير وفك شفرة الرسائل، وإنشاء هويات زائفة، وتنفيذ العمليات السرية

ويقيم المتحف أيضا معارض مؤقتة تتمحور حول جوانب معينة من التجسس أو فترات تاريخية معينة. على سبيل المثل، استضاف المتحف معارض حول الحرب الباردة، والتجسس السيبراني، وحتى صعود الجواسيس الإناث. تتيح هذه المعارض للمتحف أن يبقى ديناميكيا وملائما، مما يوفر وجهات نظر جديدة حول عالم التجسس، ويحافظ على جذب الزوار بمحتوى جديد. كما توفر هذه المعارض الفرص للباحثين والعلماء لاستكشاف الطبيعة المتطورة للعمل الاستخباراتي في مشهد عالمي دائم التغير.

Nic Lehoux, courtesy of Rogers Stirk Harbour + Partners (RSHP)
يُعتبر درون "آمبر" بمثابة الجدّ لطائرة "بريديتور" المسيّرة، وهو معلق من سقف بهو متحف التجسس. النموذج المعروض هو النموذج السادس الذي تم إنتاجه من هذا النوع.

تحديات أخلاقية

منذ افتتاحه، استضاف متحف التجسس الدولي مجموعة واسعة من المحاضرات والفعاليات والنقاشات، شارك فيها بعض أبرز المؤلفين والخبراء والجواسيس السابقين في العالم مثل ديفيد إغناتيوس، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومؤلف العديد من الروايات حول التجسس، وفلاديمير فرولوف، الضابط السابق في "كي جي بي" الذي كتب بشكل موسع عن الاستخبارات الروسية.

Sam Kittner for the International Spy Museum
كيف تحمي وكالات التجسس نفسها من التهديدات الداخلية؟ وماذا يحدث عندما تتجاوز حدودها؟ اغمر نفسك في قصص تجسس تمتد من البندقية في عصر النهضة إلى برلين في ذروة الحرب الباردة.

تناولت المحاضرات موضوعات مثل التحديات الأخلاقية التي يواجهها الجواسيس، وتطور التكنولوجيا في مجال المراقبة، ودور وكالات الاستخبارات في الديبلوماسية الدولية. وكان من بين أبرز المناسبات الثقافية في تاريخ المتحف، المحاضرة التي ألقاها جون لو كاريه، المؤلف البريطاني الشهير لروايات التجسس، والذي كان ضابطا في الاستخبارات، وقدم تأملات عميقة ومؤثرة حول تعقيدات التجسس، والتناقضات الأخلاقية فيه، والتكلفة الإنسانية للعمل السري. غير أن المحاضرات التي ينظمها المتحف غالبا ما تركز على تمجيد دور الأمن القومي، والاحتفاء بإنجازات أجهزة الاستخبارات، وترسيخ صورة البطولة المرتبطة بالسرديات الرسمية، التي تنطلق من منظور الهيمنة الغربية. لكن هذا الإطار التاريخي نادرا ما يكون موضوعيا أو شاملا. فغالبا ما تتجاهل أو تهمش أصوات الذين تعرضوا للمراقبة، أو التخريب، أو المؤامرات التي استهدفت زعزعة استقرارهم. ومن خلال تقديم عالم التجسس حصريا أداة للدفاع وضرورة استراتيجية، يغامر المتحف بإغفال الجوانب المعتمة لهذا التاريخ، ويساهم في تبييض أوجهه القاتمة التي تشكل جزءا من صراعات النفوذ العالمية.

font change

مقالات ذات صلة