أعلنت روسيا، في الثالث من يوليو/تموز 2025، اعترافها الرسمي بحكومة طالبان في أفغانستان، لتُصبح أول دولة تُقدم على هذه الخطوة، منذ عودة الحركة إلى السلطة عام 2021.
ورغم أن الاعتراف جاء تتويجا لعلاقات روسيا مع طالبان منذ 2017، فإنه يمثل تحوّلا لافتا في توجهات السياسة الخارجية الروسية، إذ جاء في ظل تصاعد المواجهة مع الغرب، وتنامي القلق الروسي، حيال الأوضاع الأمنية في منطقة آسيا الوسطى، ولا سيما في الدول المحاذية لأفغانستان، التي طالما اعتبرتها موسكو خاصرة رخوة في منظومة أمنها الإقليمي.
خلفيات القرار وتوقيته
جاء الاعتراف الروسي بحكومة طالبان في لحظة إقليمية حساسة، تتقاطع فيها اعتبارات أمنية وجيوسياسية، مع تحولات كبرى في السياسة الدولية. وبدا أن موسكو تريد التأكيد على دورها كدولة عظمى، تتخذ قراراتها من دون الالتفات إلى مواقف باقي دول العالم. وفي جوهر القرار، تسعى موسكو إلى تعزيز حضورها في المجال الحيوي الجنوبي، تحديدا في آسيا الوسطى، حيث يزداد القلق الروسي، من محاولات تمدد النفوذ الغربي في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وزيادة حضور الصين وتركيا.
وعلى وقع التوترات المتصاعدة مع الغرب، منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، باتت روسيا أكثر انفتاحا على عقد شراكات غير تقليدية من أجل كبح أي اختراق غربي محتمل لهذا الفضاء، وتحصين حدودها، والمحافظة على وجودها بأي ثمن.