تعمل المملكة العربية السعودية على توسيع قدرتها على تكرير النفط الخام للتكيف بشكل أفضل مع التغيرات في أسواق الطاقة العالمية. ولا تكتفي المملكة بالاستجابة لتقلبات السوق على المدى القصير، بل تسعى بنشاط لإعادة تحديد كيفية الاستفادة من مواردها الهيدروكربونية لتعظيم القيمة وضمان المرونة الاقتصادية على المدى الطويل.
ارتفع نشاط تكرير النفط الخام في المملكة العربية السعودية إلى أعلى مستوى له منذ عامين في أبريل/نيسان 2025، وفقا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء. فقد ارتفع مؤشر الرقم القياسي للإنتاج الصناعي للمنتجات البترولية المكررة من 97,4 في يناير/كانون الثاني إلى 123,5 في أبريل/نيسان، وهو أعلى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني 2023 على الأقل. ويشكل هذا الزخم التصاعدي جزءا من اتجاه أوسع بدأ في مارس/آذار ويشير إلى تحرك مستمر نحو تعظيم عمليات المصب (التكرير والتوزيع).
وتزامنت الزيادة في مخرجات التكرير مع التخلي التدريجي عن خفوضات "أوبك بلس" الطوعية. فاعتبارا من أبريل/نيسان، بدأت مجموعة أساسية من ثمانية منتجين، تشمل المملكة العربية السعودية وروسيا والإمارات، في تقليل 2,2 مليون برميل يوميا من الخفوضات الطوعية. وقد ساهمت الرياض بأكبر زيادة فردية، إذ أضافت 130 ألف برميل يوميا من الإمدادات في مايو/أيار، وفقا لمسح أجرته وكالة "رويترز". لكن بدلا من أن تصدر المملكة هذا النفط الخام الإضافي، وجهته إلى التكرير المحلي، مما يبرز سياسة تفضيل التحول نحو الأنشطة ذات القيمة المضافة على تصدير السلع الخام.