اتخذ الخلاف بين إيلون ماسك ودونالد ترمب منعطفا جديدا في يوليو/تموز عندما أعلن رئيس شركة "تيسلا" أنه يتحدى أجندة الرئيس الأميركي من خلال تأسيس حزب سياسي جديد. وأشار ماسك إلى أن "حزب أميركا" سيصب اهتمامه في البداية على الفوز بعدد من انتخابات مجلس الشيوخ والكونغرس، بهدف التمكن من التصويت لصالح عرقلة أو صياغة مشاريع القوانين الأكثر إثارة للجدل التي طرحها ترمب. وقد انطلقت شرارة هذه الخطوة نتيجة غضب الملياردير مما أطلق عليه ترمب اسم "The Big Beautiful Bill" (القانون الكبير الجميل)، الذي سُنّ في الرابع من يوليو/تموز، والذي هاجمه ماسك لأنه يضيف 3 تريليونات دولار إلى ديون أميركا خلال السنوات العشر المقبلة.
وبشكل يتناسب مع شخصيته، رفض ترمب تدخل حليفه السابق ووصفه بأنه "سخيف"، مؤكدا أن "الأحزاب الثالثة لم تنجح قط". وصرح الرئيس للصحافيين: "لطالما كان النظام قائما على أساس حزبين، وأعتقد أن إنشاء حزب ثالث سوف يزيد من الارتباك". وقد يبدو ترمب محقا في وجهة نظره. فعلى الرغم من الجهود الكثيرة، بقي النظام السياسي للولايات المتحدة خاضعا لهيمنة الجمهوريين والديمقراطيين منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع فشل الأحزاب الثالثة على الدوام في إحراز أي تقدم ملحوظ. فهل محاولة ماسك الأحدث محكوم عليها بالفشل، أم إن الأمثلة التي تقدمها بعض الدول الأخرى قد تمنحه الأمل؟