ظافر الشهري لـ"المجلة": أفتخر بصوري داخل جواز السفر السعودي

برامج المعالجة الرقمية أفقدت الصور دهشتها

نجران

ظافر الشهري لـ"المجلة": أفتخر بصوري داخل جواز السفر السعودي

المصور السعودي ظافر الشهري، ابن مدينة الطائف، التي يظهر أثرها وتأثيرها في الكثير من تفاصيل صوره. بدأ التصوير وهو في سن الخامسة عشرة، ليحترفه منذ العام 2008، ويحصل في العام ذاته على الميدالية الذهبية في "مسابقة آل ثاني العالمية للتصوير الفوتوغرافي" في قطر، ليعود ويحصل عليها كذلك في العام 2011.

انصب اهتمامه على البيئة السعودية وتفاصيلها، فاختيرت صوره في العام 2022، لتكون داخل جواز السفر السعودي. حاز عددا كبيرا من الجوائز والميداليات الذهبية، منها، الميدالية الذهبية في مسابقة النمسا الدولية للتصوير الضوئي 2010، وجائزة التميز الإعلامي في مسار الصورة الفوتوغرافية في العام 2019. وكذلك جائزة سوق عكاظ. ومع ما صوره من تفاصيل الحياة السعودية فإن أنظاره لا تزال تتطلع لتصوير "إكسبو 2030"، وتفاصيل الحياة النوعية في المملكة. وكان لـ"المجلة" الحوار التالي معه.

لنتحدث عن البدايات، النشأة وأثر المكان على تصويرك، ومتى شعرت بالرغبة في نقل التفاصيل المصورة؟

ولدت في مدينة الطائف، مدينة الورد، ولا يزال قلبي معلقا بهذه المدينة إلى الآن، ولها من الحب الكثير في قلبي، وصورتي الشخصية على وسائل التواصل هي صورة الورد الطائفي، الذي أسعد كل موسم بتصويره.

كان حلما قديما أن يكون لي عمل يتداول بشكل كبير بين الناس، وتحقق ذلك في أكثر من مشروع، بما في ذلك مشروع جواز السفر

البدايات، كانت في سن الخامسة عشرة تقريبا، كان عندي حب لتوثيق اللحظات للأسرة والأصدقاء لفترة سنتين تقريبا، ثم انقطعت تماما حتى سن الخامسة والعشرين، وعدت الى التصوير بشكل تدريجي، وبشكل احترافي في عام 2008.

منطقة حنيدر

وكانت البداية قوية جدا، إذ كنت مطلعا على التصوير وأدواته، ومتابعا لعدد من المصورين البارزين على مستوى العالم، فوجدت نفسي في نهاية العام ذاته، وقد حصلت على جائزة عالمية في مسابقة آل ثاني للتصوير الفوتوغرافي، وجائزتين محليتين.

جواز السفر، هوية نحتاجها جميعا للعبور والتنقل حول العالم، كيف وقد أصبح الجواز السعودي، حاملا صورك؟

من المشاريع التي أفتخر فيها كثيرا أن يصبح أحد أعمالي على وثيقة رسمية يحملها كل مواطن. كان حلما قديما أن يكون لي عمل يتداول بشكل كبير بين الناس، وتحقق ذلك في أكثر من مشروع، بما في ذلك مشروع جواز السفر.

للمجد والعلياء

عندما أبلغت بتكليفي بالمشروع، كان اختبارا حقيقيا لمسيرتي، هل سيتم أخذ صوري أم لا؟ قدمت في حينها مجموعة كبيرة حسب الشروط، ولله الحمد اختيرت أربعة أعمال لي في الجواز السعودي.

جماليات الصحراء

الصور تروي مشاهد من البيئات السعودية، حدثنا عنها، بشكل خاص الصحراء، كيف هي بعين مصور وهل أخذت حقها من التصوير؟

حينما نتحدث عن الصحراء فنحن نتحدث عن جزء من الطبيعة، في كل مرة أكتشف شيئا جديدا فيها، وكأني أخوض التجربة للمرة الأولى، رغم تشابه الرمال وتضاريسها، إلا أن كل منطقة تختلف عن الأخرى.

روضة الخف، الرياض

الصورة تصف جزءا من الصحراء وهو الجزء البصري، الذي يعادل في تقديري عشرين في المائة من جمالها، الصحراء هي علاج للنفس وراحة وطمأنينة، وهي نفسها أيضا الضياع والخوف والعطش، لذلك يجب في كل رحلة اتخاذ كامل الاحترازات لكيلا يحدث ما يجعلها كابوسا.

المصور الجيد هو الذي يستطيع أن يخلق من الظروف المحيطة والبسيطة صورة تحمل معنى

الصحراء تعيد التوازن الى الروح والجسد من مشاكسات الحياة الحديثة، وتزاحم الأعمال وسرعة الأحداث، حقيقة هي مشاعر يصعب وصفها، إذ تختلف من شخص الى آخر، هناك من يجد فيها الهدوء الذي هو في أمس الحاجة له، ومن يجد فيها العودة الى الحياة القديمة التي تسترجع له الذكريات.

ما خصوصية فن التصوير الفوتوغرافي، في ظل المواءمة بين توثيق لحظة ما وعدم سلبها قيمتها الجمالية؟

هي لحظة في بعض الأحيان لا يمكن الانتظار فيها لاختيار زاوية أو انتظار ظلال أو شروق الشمس أو غروبها لالتقاط صورة، المصور الجيد هو الذي يستطيع أن يخلق من الظروف المحيطة والبسيطة صورة تحمل معنى، وأيضا تكون ذات تكوين جمالي مريح للعين.

حرفي صناعة المدات

للأسف ما يحدث اليوم في عالم الصورة، أنه أصبح هناك فارق كبير في الإحساس بالصورة، خاصة مع وصول برامج معالجة الصور بالذكاء الاصطناعي بشكل مبالغ فيه، مما أفقد الصور الكثير من المصداقية والإحساس بها، نستطيع القول إن شعور الدهشة لم يعد كالسابق.

أثر الصورة

وفقا لمقولة "الصورة بألف كلمة"، متى يمكن الصورة أن تقول الكثير؟

عندما يكون تأثيرها يلامس الجميع، وحينما تغير قرارا أو تخلق قرارا.

يحزن العالم من صورة ويفرح من صورة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، مثل صورة الطفل السوري آلان كردي الذي وجد ميتا قبل سنوات على شواطئ تركيا.

الإفطار الرمضاني في الحرم المدني

الصورة التي التقطتها للملك سلمان بن عبد العزيز في قمة الرياض عام 2017، شهدت تفاعلا واسعا، لشدة تفصيلها وخصوصيتها، حدثنا كيف يتفاعل السعوديون مع التفاصيل الحياة الملكية، وماذا قالت تلك الصورة؟

دائما المجتمع السعودي ما يكون تفاعله مع صور الملك وولي العهد، واضحا ويظهر للعالم. تلك الصورة كانت في العام 2017، أثناء قمة الرياض، كنت قريبا جدا وأحببت أن ألتقط صورة مختلفة، فكانت صورة مقربة ليد الملك حفظه الله، وتظهر فيها الكثير من التفاصيل، أهمها وضع اليد الذي يدل على الحزم. وهي من الصور التي لاقت انتشارا واسعا ولله الحمد.

يد الملك

الخصوصية

بعضهم يتهم مهنة التصوير الفوتوغرافي بانتهاك الخصوصية، وفي الحادث الأشهر للأميرة ديانا، يصدر المصورون على رأس قائمة المتهمين أو المسببين، كيف ترى هذه الجدلية؟

نعم، هناك جدل على نطاق واسع وفي كل مرة يثار الموضوع بسبب بعض الصور.

يجب على المصور أن يستطيع الموازنة بين المهنية والحس الإنساني بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر

بالنسبة إلى الشخصية المشهورة، فإن حياتها تكون صعبة في الأماكن العامة، لأنها تعتبر مادة دسمة لوكالات الأخبار، لوجود جمهور كبير يرغب في معرفة حياتها وتحركاتها بحكم شهرتها، أما بالنسبة إلى عامة الناس، فيجب أن يكون المصور ذا معرفة بقوانين البلدان في ما يتعلق بتصوير الأشخاص، سواء الكبار أو الأطفال، وأيضا يختلف الأمر من مكان الى آخر، فبعض الأماكن تكون عامة ويسمح بالتصوير فيها دون التركيز على الأشخاص بشكل مقرب.

نجران

في الجانب الجدالي نفسه، طرحتْ بعض الصور وعلى مستوى العالم، نزاعا حول أحقية الفعل في لحظة ما، بين الجانب الإنساني والجانب المهني، كيف تنظر إلى الموضوع؟

هنا يجب على المصور أن يستطيع الموازنة بين المهنية والحس الإنساني بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر. مصورو الحروب والإغاثة يجب أن ينقلوا الحدث كما هو بكل ما فيه من آلام ومعاناة وخوف، ليصل الى العالم كما هو دون خداع وتمثيل في الصور، أو مبالغة، وأيضا أن يستطيع القيام بدور إنساني في مساعدة جريح أو تقديم مساعدة لمحتاج حينما يتطلب الأمر ذلك.

ما البيئات والأحداث التي تترقب لتصويرها؟

كلي شوق لتصوير أحداث "إكسبو 2030" في المملكة وجميع مشاريع السعودية النوعية.

font change