استعرضت "المجلة" في الجزء الأول تاريخ أربع منظمات دولية وإقليمية: جامعة الدول العربية، الأمم المتحدة، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والاتحاد الأوروبي.
اقرأ: "الجامعة العربية" والأمم المتحدة و"آسيان" والاتحاد الأوروبي... التأسيس والتأثير (1-2)
كيف تأسست كل واحدة؟ أعضاؤها؟ آلية اتخاذ القرارات؟ التأثير؟ الموازنة؟ المقر؟ وفي الجزء الثاني والأخير تستعرض الاختلافات والتشابهات الرئيسة بينها.
المقارنة العامة بين المنظمات الأربع: الاختلافات والتشابهات
النشأة والعضوية: تأسست جامعة الدول العربية والأمم المتحدة في سياق ما بعد الحرب العالمية الثانية (1945) وإن كان نطاق الأولى إقليميا (الدول العربية). بينما الثانية عالمية تضم معظم دول العالم. في المقابل، تأسست "آسيان" خلال حقبة الحرب الباردة (1967) كتكتل إقليمي لدول جنوب شرق آسيا، أما الاتحاد الأوروبي فجاء تتويجا لتكامل اقتصادي بدأ في 1957 وتحول إلى كيان سياسي أوسع عام 1993. عدد الأعضاء يختلف جذريا: الأمم المتحدة شبه عالمية (193 دولة)، الجامعة العربية (22 دولة) ضمن نطاق لغوي ثقافي محدد. "آسيان" صغيرة (10 دول) متجانسة جغرافيا. الاتحاد الأوروبي انتقائي (27 دولة أوروبية) يرتبط برؤى وقيم مشتركة.
مقار المؤسسات: تتمتع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بمقر مركزي واحد ثابت (نيويورك والقاهرة على التوالي) تم اختياره بموجب اتفاق بين الأعضاء. "آسيان" أيضا اختارت مقرا دائما واحدا هو جاكرتا. بالمقابل، الاتحاد الأوروبي حال فريد، حيث تتوزع مقاره عبر عدة دول ما يعكس الطبيعة الفوق-وطنية له وعدم تركيز السلطة في عاصمة واحدة.
من ناحية الدولة المضيفة، لا تشترط أي منظمة أن تكون دولة المقر صاحبة امتياز سياسي خاص: في حالة الجامعة العربية و"آسيان" حصل أن دولة المقر تستضيف أيضا مواطنا كأمين عام تقليديا، لكن ذلك وفق عرف أو ترتيب دوري وليس لأن نظام المنظمة يفرض جنسية بعينها في القيادة.
حجم وهيكل الأمانة: لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أجهزة إدارية ضخمة تتناسب مع اتساع مهامهما. إذ يوظف الأول عشرات الآلاف حول العالم، والثاني نحو ستين ألفا في مؤسساته (عدا موظفي الإدارات الوطنية المنخرطين في أعمال "الاتحاد"). في المقابل، تحتفظ الجامعة العربية و"آسيان" بأمانات عامة صغيرة نسبيا (الجامعة العربية غير معروف عدد موظفيها)، ما قد يحد من قدرتهما التنفيذية ولكنه يتفق مع ميزانياتهما المحدودة ومع حرص الدول الأعضاء على سيادة القرار الوطني وعدم تفويض صلاحيات واسعة لأجهزة مركزية. بعبارة أخرى، يعتمد أداء الجامعة العربية و"آسيان" كثيرا على إرادة الدول الأعضاء ومساهمتها المباشرة، بينما طور الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بيروقراطيات قادرة على العمل المستقل نسبيا لتنفيذ برامج واسعة النطاق.