يرتبط قطاع الطاقة في العالم العربي بالمشاريع الضخمة التي تقودها دول الخليج، مثل أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم في نيوم، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 5 غيغاوات في دبي. مع ذلك، تشهد المناطق الريفية في شمال أفريقيا والمشرق العربي مساهمة هادئة في التحول في مجال الطاقة. وتتصدر المجتمعات المحلية حلول الطاقة المتجددة المبتكرة القائمة على التمويل المختلط، والملكية المجتمعية، والتنمية المحلية.
على سبيل المثل، مكّن نهج التمويل الذي اتبعته المغرب من تحقيق مد شبكة كهرباء شبه شاملة في المناطق الريفية، في حين ساهمت أنظمة الطاقة الشمسية المحلية في لبنان، التي نشأت عقب انهيار شبكة الكهرباء، في توفير كهرباء موثوق بها وتعزيز القدرات المحلية على الصمود. تظهر هذه النماذج مساهمة جدية للتحول في مجال الطاقة واستدامة قطاع الكهرباء، ليس من حيث الحجم، وإنما من خلال القدرة على الصمود والتكيف وتأمين الخدمة والملكية المحلية.
الابتكار لتوليد الطاقة في الريف
حققت المنطقة العربية تقدما ملحوظا في الحصول على الكهرباء مقارنة بالأقاليم النامية الأخرى، إذ ارتفع معدل الوصول إلى الكهرباء حاليا إلى 91 في المئة بعد أن كان 88.4 في المئة في عام 2010. وعلى الرغم من هذا التقدم، تعاني المجتمعات الريفية في العديد من الدول العربية من عدم انتظام الخدمات، وارتفاع في تكلفة الكهرباء، وتأخيرات طويلة في إيصال الخدمة.