يشهد قطاع المقاهي في مصر طفرة لافتة في ظل التحديات الاقتصادية. فعلى الرغم من التضخم المتواصل وارتفاع أسعار المشروبات والإيجارات، باتت المقاهي أحد أبرز ملامح الحياة اليومية للمصريين، حيث يجتمع فيها الترفيه والعمل، وتزدهر فيها مشاريع الشباب، وتتلاقى الأجيال. بين مقاهٍ شعبية في الحارات، وأخرى حديثة تحت الجسور، يظهر اقتصاد جديد يعبّر عن تغير في الثقافة والسلوك والاستهلاك.
تزدهر السياحة في البلاد، وتتحول المقاهي إلى رافد اقتصادي وسياحي، بحيث تطرح هذه الظاهرة أسئلة عن أثرها الحقيقي في المجتمع، البيئة، والمدينة. فعلى الرغم من الغلاء المستفحل، والتراجع المستمر في القدرة الشرائية للمصريين، لا تزال المقاهي، بكل أنواعها، تحافظ على وهجها وحضورها في المشهد الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
في القاهرة وحدها، لا يخلو حي أو زقاق من مقهى شعبي (قهوة) أو حديث (كافيه). ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية، بات كثيرون من المواطنين يفضلون لقاءاتهم وجلساتهم إلى طاولات المقاهي، حتى ولو اضطروا إلى الاستغناء عن ضروريات أخرى. يقول يوسف أنسي، وهو موظف حكومي في الأربعين من العمر: "لم يعد هناك مكان نرتاح فيه أو نلتقي بالأصدقاء سوى المقهى. لم يعد النادي الرياضي في المتناول، والمنازل لا تصلح دائما للقاءات".