لم يكتف الضوء بهزيمة الظلام، بل فرض وجوده بدرجات لا متناهية من الألوان والأشكال على إيقاعات يبدو أنها جاءت من بعيد لتأخذ المستمع برحلة حسية قد تبدأ من جذور الأرض ومن ثم تحلق بعيدا في الفضاء، ومن خلال هذه الأجواء يصبح الإنسان جزءا لا يتجرأ من العمل الفني، فالأضواء الملونة تتساقط على جسده دون استئذان، وهو الآن تفصيل من مشهد طبيعي أو فراشات متحركة تعبره من كل اتجاه، ليصبح واحدا مع ما حوله.
إنه "تيم لاب فينومينا" في أبوظبي الذي يتيح للزائر عيش هذه الحالة المغايرة عن كل ما يصادفه يوميا، ويختبر نوعا من الفن مختلفا تماما عن كل ما شاهده من فنون، بعد أن يخطو خطواته الأولى في مبنى "تيم لاب" الواقع في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في العاصمة الإماراتية.
استكشاف فني
"الكون الحيوي" و"تراكم الزمن" و"مسارات مستمرة في التغيير والتشكل"، بعض العناوين لأعمال فنية موزعة على قاعات المبنى الذي يمتد على مساحة 17,000 متر مربع. والعناوين التي لا تبدو مألوفة، تعتبر مدخلا لما قد يعايشه المتجول من حالات داخل القاعة التي تتفاعل بمكوناتها مع الحواس الخمس، وهو ما يحفز على استكشاف مشاعر جديدة تتغير وتتجدد بتغير لعبة الأضواء والتفاعل معها. فالعمل الفني "من الأمواج" يتعدى فكرة كونه مجرد خداع بصري، ليصبح حقيقة في الفضاء المادي الذي يشغله جسد المشاهد حين يمتلئ بالأمواج، وهو ما يضيف المزيد من التفاصيل إلى العمل، حيث يتكامل وجود المشاهد مع حركة الأضواء المدروسة في لقطات متحركة ومتناغمة تخوض تجربة واحدة.