شكّل التوغل الإسرائيلي في منطقة بيت جن بريف دمشق فجر يوم الجمعة 28 نوفمبر/تشرين الثاني، لحظة فارقة وغير مسبوقة في سياق التدخلات الإسرائيلية في سوريا منذ سقوط النظام السوري السابق شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. حيث أدى التوغل إلى حصول اشتباك بين الجيش الإسرائيلي وشبّان في المنطقة أثناء محاولة الأول اعتقال أفراد قال إنهم يتبعون لمجموعة "تنظيم الجماعة الإسلامية".
الاشتباك ردّت عليه إسرائيل بضربات جوية على المنطقة أسفرت عن مقتل 13 شخصا- بينهم نساء وأطفال- وجرح 25 آخرين. والاشتباك بحدّ ذاته تطور ملحوظ يُنبئ بازدياد وتيرة الغضب الشعبي بين السوريين حيال التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية، والذي بدأت واشنطن على أثره جولة محادثات مع سوريا وإسرائيل خلال الأيام الماضية، تُوّجت بزيارة المبعوث الأميركي توماس باراك إلى دمشق للقاء الرئيس أحمد الشرع، واتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي الوقت الذي تزداد فيه التعقيدات الداخلية والإقليمية والدولية حيال الجنوب السوري وفيه، تبذل أذرع إيران جهودا أكبر لاستغلال حالة عدم الاستقرار، عبر محاولات التجنيد والدعم المقدم لفصيل "المقاومة الإسلامية في سوريا-أولي البأس" الذي نشأ بعد سقوط النظام السوري واتخذ من جنوب سوريا مركزا له ولعملياته. الفصيل والماكينات الإعلامية التابعة للميليشيات الإيرانية العابرة للحدود يستخدمون ورقة التدخل الإسرائيلي في سوريا كذريعة في محاولة تغيير المزاج العام السوري وتجنيد مقاتلين لصالح "أولي البأس". وبحسب معلومات "المجلة" فإن "أولي البأس" كثّفت عمليات التجنيد ومحاولات الحصول على الأسلحة خلال الأشهر الماضية، عمليات التجنيد تستهدف بشكلٍ رئيس العناصر السابقين في الميليشيات الإيرانية، وأولئك الذين كانوا ضمن الفصائل الفلسطينية المدعومة من إيران أو روسيا في سوريا زمن نظام الأسد، كل ذلك من خلال استغلال حالة الفوضى التي تلعب إسرائيل دورا بارزا في تعميقها في الجنوب السوري.




