سجّل الرئيس السوري أحمد الشرع سابقة تاريخية هذا الأسبوع، حين أصبح أول زعيم سوري تطأ قدماه العاصمة الأميركية واشنطن، ويُستقبل رسميا في البيت الأبيض، للقاء رئيس الولايات المتحدة. وما زاد من فرادة الحدث أن الزيارة جاءت بعد أقل من عام على بدء المرحلة الانتقالية في سوريا، وأن الضيف كان فيما مضى أحد قادة تنظيم "القاعدة".
وخلال زيارته التي امتدت يومين، التقى الرئيس الشرع نظيره الأميركي دونالد ترمب، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، وعددا من قادة مجلسي الشيوخ والنواب، إلى جانب أكثر من ثلاثين من الرؤساء التنفيذيين وكبار مديري الشركات الأميركية.
منذ دخوله دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024، حقق الرئيس الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني إنجازات لافتة على صعيد السياسة الخارجية. فقد أتاح التحول التاريخي في سوريا لهما فرصة استقبال وفود رسمية من أكثر من ثمانين دولة ومنظمة، متعددة الأطراف خلال أحد عشر شهرا فقط، في موجة انفتاح دبلوماسي غير مسبوقة في تاريخ الدول الخارجة من الحروب. ومع ذلك، لا يكاد يختلف اثنان على أن قرار الرئيس ترمب استقبال الرئيس الشرع في مايو/أيار 2025 يُعد الإنجاز الأهم على الإطلاق.
منذ اللقاء التاريخي الذي جمع الزعيمين في المملكة العربية السعودية في مايو، شهدت العلاقات السورية-الأميركية نموا متسارعا. ومع بدء إدارة ترمب برفع العقوبات وتجميد بعضها أواخر مايو، تدفّق الاهتمام الأميركي بالاستثمار في سوريا على نحو غير مسبوق. وتوافدت الوفود الأميركية إلى دمشق– من قطاع النفط والغاز إلى التكنولوجيا، والبناء، والخدمات اللوجستية، والنقل، والتمويل، لعقد اجتماعات مع الرئيس الشرع وأعضاء حكومته. وقد لعبت غرفة التجارة الأميركية والمجلس الأميركي– السوري للأعمال، الذي أنشئ حديثا، دورا محوريا في تسهيل اللقاءات والمباحثات الجادة.


