منذ سقوط النظام السوري، تستمر محاولات "حزب الله" اللبناني لاسترجاع كميات كبيرة من سلاحه المخزن في سوريا، إضافة إلى أسلحة كانت تابعة لجيش النظام السوري والمُخزنة في مواقع جغرافية ما زالت الحكومة السورية تحاول بسط سيطرتها عليها. عمليات التهريب التي تتم عبر الحدود السورية-اللبنانية على الرغم من تراجع وتيرتها مقارنة بفترة ما قبل سقوط النظام، إلا أنها ما زالت مستمرة وبتركيز أكثر من ناحية نقل السلاح من سوريا إلى لبنان، فيما تتم عمليات تهريب المخدرات من لبنان نحو سوريا، وذلك بحسب معلومات "المجلة".
"حزب الله" الذي قرر الوقوف في وجه مساعي الحكومة اللبنانية لحصر السلاح بيد الدولة، وهي مساعٍ تتماشى مع مطالب عربية وغربية، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، يسعى لتدعيم موقفه داخليا والتحضير لمواجهة محتملة مع إسرائيل، ومع وجود هذا الاحتمال يحتاج "الحزب" إلى سلاحه الموجود في سوريا، يضاف إليه سلاح النظام والميليشيات الإيرانية المخزنة سابقا في أماكن يعلم مكانها "الحزب"، خصوصا وأن الهجمات الإسرائيلية أفقدت "الحزب" مخزونا كبيرا من ترسانته العسكرية المخزنة منذ زمن في لبنان.
وبحسب معلومات "المجلة" فإنه خلال الأسابيع الثمانية الماضية استطاعت الدولة السورية إحباط نحو 13 محاولة تهريب من داخل سوريا إلى الجانب اللبناني، غالبيتها كانت شحنات أسلحة، فيما يعتقد مسؤولون في الأمن الداخلي أن الدولة السورية باتت قادرة على السيطرة على أكثر من 75 في المئة من الحدود التي تصل سوريا بلبنان، لكن في الوقت ذاته تبقى الفجوات الأمنية موجودة في الحدود السورية-اللبنانية المطلة على حمص والساحل السوري، وذلك نتيجة الجغرافيا الصعبة للمنطقة، فضلا عن عدم استقرار تلك المناطق أمنيا بشكل كامل. وبدرجة أقل الحدود السورية اللبنانية المُطلة على القلمون السوري في ريف دمشق، سيّما وأنها مناطق تنشط فيها عمليات التهريب لعشرات السنوات.