قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية، اُغتيل المرشح صفاء المشهداني بعبوة متفجرة اُلصقت بسيارته أثناء عودته من مشاهدة مباراة لكرة القدم. المشهداني عضو في مجلس محافظة بغداد وأبرز المرشحين عن "تحالف عزم"، الذي يقوده "الزعيم السُني" خميس الخنجر، المعروف بمواقفه الناقدة للنفوذ الإيراني في العراق.
قبل الحادثة بأيام، اُستبعد البرلماني ذائع الصيت سجاد سالم، بقرار من مجلس مفوضية الانتخابات، بدعوى "عدم توافر شرط حسن السيرة والسلوك"، ومثله عشرات المرشحين والبرلمانين السابقين "الشيعة" المعروفين بمناهضتهم للنفوذ الإيراني في العراق وانتقادهم لفصائل "الحشد الشعبي". في الوقت ذاته، لم يتمكن الحزبان الكرديان الرئيسان من تشكيل الحكومة المحلية في "إقليم كردستان"، على الرغم من مرور عدة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية المحلية هناك، ما يؤشر إلى وجود ضغوط إيرانية واضحة لمنع حدوث ذلك قبل إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية.
ضبط بأي ثمن
يرى المراقبون أن تلك الأحداث، ومثلها إجراءات وممارسات سياسية وميدانية يومية أخرى، تدل على مدى استنفار أدوات النفوذ الإيراني داخل العراق، وسعيها الدؤوب لضبط نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية قبل حدوثها، فضبط التشكيلة البرلمانية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإيران، وأداة جوهرية لحفاظها على نفوذها وأدوات قوتها هناك.