يبرز اسم الروائي المصري فتحي إمبابي بوصفه أحد أبرز الأصوات السردية في المشهد الروائي العربي المعاصر. كاتب لا يهادن، وحكاء يعرف كيف يستخرج من الواقع مآسيه، ليعيد تشكيله في نصوص تغوص في عمق الإنسان، وتكشف المسكوت عنه في التاريخ والسياسة والمجتمع.
يقول إمبابي إنه كتب روايته الأحدث، "عشق"، التي تمثل الجزء الرابع من "خماسية النهر"، على شرف آلاف الضباط والجنود من مصريين وسودانيين، ممن قاتلوا في مديرية خط الاستواء في أعالي النيل، ضد تجار العبيد والأصولية الدينية.
يشار إلى أن إمبابي (1949) تخرج في كلية الهندسة، وعمل مهندس إنشاء أنفاق وساهم في إنشاء شبكة أنفاق القاهرة، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في 1995 عن روايته "مراعي القتل"، كما حصل على جائزة "ساويرس" الثقافية في الرواية لكبار الكتاب، عن روايته "رقص الإبل"، وهي الثالثة في خماسيته: "نهر السماء، عتبات الجنة، رقص الإبل، عشق، منازل الروح".
أصدر كذلك روايات "العرس" و"نهر السماء" و"أقنعة الصحراء" و"العلم" و"شرف الله"، و"عتبات الجنة"، وله مجموعة قصصية عنوانها "السبعينيون". هنا حوار معه.
بداية، ما نظرتك إلى الكتابة؟ وماذا تعني لك لحظة الكتابة؟ ولمن تكتب؟
الكتابة فعل إنساني خلاق، ونعمة إلهية لا تقدر بثمن، ولحظة الكتابة هي خليط من الشغف والمتعة والشقاء والحزن والبهجة والسعادة، إنها لحظة ملهمة لا تقارن، أخاطب خلالها في المرتبة الأولى الوعي الفردي والجمعي للجماعة المصرية والعربية، بهدف اتساع الرؤية، والتعرف الى إشكاليات الذات الفردية والجمعية، كي نكون قادرين على اقتطاع المساحة التي نستحقها من العالم، وفي المرتبة التالية تأتي جمهرة القراء والمثقفين.
حدثنا عن روايتك الأحدث، "عشق"، التي تمثل الجزء الرابع من "خماسية النهر"؟ ما الجديد في "عشق" عما قدم في الأجزاء السابقة؟
في عام 1883 دارت معركة دامية في غابة شيكان الواقعة جنوب مدينة الأبيض، عاصمة كردفان، في السودان الأوسط، بين جيش الدراويش بقيادة الإمام المهدي والقوات الحكومية المصرية بقيادة كولونيل بريطاني يدعى وليم هكس، وقد تمكن جيش المهدي من إبادة 13,000 جندي وضابط مصري وسوداني.
في مطلع 1885 دخلت قوات الأنصار والدراويش التابعة للحركة المهدية الخرطوم وتمكنت من السيطرة على السودان الأوسط وعزل القوات الحكومية المصرية الموجودة في المديرية الاستوائية (جمهورية جنوب السودان حاليا) عن قواعدها في القاهرة.