تأسست "مصدر" عام 2006 من ضمن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتنويع انتاج الطاقة في البلاد وتقديم دورها كطرف فاعل في مكافحة تغيّر المناخ. وعلى مدى معظم الفترة منذ تأسيسها، حظيت الشركة بإعانات حكومية، إذ كانت الربحية هدفا ثانويا مقارنة بالطموح والحضور في سوق الطاقة المتجددة. لكن ذلك تغير عام 2024 حين أعلنت "مصدر" عن صافي أرباح بلغ 412 مليون درهم (112 مليون دولار)، بعدما تكبدت خسارة مقدارها 45 مليون درهم (12 مليون دولار) في العام السابق. هذا التحول جاء نتيجة الانضباط في إدارة التكاليف، والمشتريات الاستراتيجية، والنضج التشغيلي لعدد من المشاريع الكبرى.
يؤدي خفض التكاليف المباشرة دورا محوريا في تحسين أداء الشركة المالي، ويساهم التقدم في تكنولوجيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب الكفاءة في سلاسل الإمداد العالمية، في خفض تكلفة نشر البنية التحتية للطاقة المتجددة. وتستجيب "مصدر" لذلك عبر ضبط تكاليفها وإبرام اتفاقات طويلة الأجل لشراء الطاقة تساهم في استقرار تدفقات الإيرادات. وكثيرا ما تتمتع هذه الاتفاقات بدعم من ضمانات سيادية أو ضمن أطر متعددة الأطراف، مما يوفر الاستقرار المالي اللازم للانتقال من نموذج يحظى بإعانات حكومية إلى نموذج مستدام تجاريا.
توسع في آسيا الوسطى وأفريقيا
تتزامن ربحية "مصدر" مع توسعها في الأسواق الناشئة. خلال السنتين المنصرميتن، وسعت الشركة حضورها في آسيا الوسطى وأفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا. هذه المناطق توفر بيئات تنظيمية مؤاتية وتكاليف أقل للمشاريع، مما يولد فرصا للنمو والتأثير. في زرافشان بأوزبكستان، تطور "مصدر" مزرعة رياح بقدرة 500 ميغاواط – هي الكبرى في آسيا الوسطى حتى الآن – وباستثمار مقرر يتجاوز 600 مليون دولار. وفي غاراداغ بأذربيجان، أنشأت محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 230 ميغاواط، يُتوقَّع أن تزود 110 آلاف منزل الكهرباء وتخفض الانبعاثات بمقدار 200 ألف طن سنويا.
وفي أنغولا، وقعت الشركة اتفاقات لتطوير قدرة إنتاجية من الطاقة المتجددة تصل إلى اثنين غيغاواط، تشمل مشاريع للطاقة الشمسية والمائية بهدف دعم إيصال الكهرباء إلى المناطق الريفية. وفي إندونيسيا، شاركت في إنشاء محطة "سيراتا" العائمة للطاقة الشمسية بقدرة 145 ميغاواط، هي الكبرى في جنوب شرق آسيا، لتوفير الكهرباء النظيفة لما يقارب 50 ألف أسرة.