في عالم الفن التشكيلي والكاريكاتور العربي يلمع اسم الفنان المصري الكبير جورج بهجوري، كأحد أهم المبدعين الذين رسموا ملامح الوعي الجمعي في مصر والعالم العربي، فهو ليس رسام كاريكاتور فحسب، بل مؤرخ بصري، التقط بريشته ولوحاته تفاصيل المجتمع المصري، وسخر من السياسة، واحتفى بالإنسان البسيط، وخلد وجوها صارت جزءا من التراث الفني والثقافي والإبداعي.
امتد عطاء بهجوري (المولود عام 1932) على مدى أكثر من سبعين عاما، وها هو يحضر اليوم مجددا، عبر معرض واسع أقيم في "إتيلييه ضي" للفنون بالزمالك، يأتي ليعيد تقديم بهجوري ليس فقط كرسام كاريكاتور لامع في الصحافة، بل كفنان شامل يختزل في لوحاته تاريخا من الإبداع الممتد بين القاهرة وباريس، بين الصحيفة والمرسم، بين التراث الشعبي وروح الحداثة.
تنوعت الأعمال المعروضة بين لوحات ورسومات بالحبر وأعمال مختلطة، وقدمت بانوراما واسعة لعالم بهجوري الفني. احتلت ملامح الوجوه المصرية مساحة كبيرة من اللوحات، حيث النساء بملامحهن القوية، والرجال بوجوههم الغائرة التي تفيض بالحكايات. كما حضرت شخصيات أيقونية في تجربة بهجوري مثل أم كلثوم التي لطالما شكلت مصدر إلهام له، فحضرت في أكثر من لوحة بألوان نابضة بالحياة وصوت يتردد في فراغ المعرض.