أعلن في الجزائر عن التشكيلة الكاملة للحكومة الجديدة التي يقودها الوزير الأول (رئيس الوزراء) سيفي غريب، وهي ثالث حكومة منذ بداية العهدة الرئاسية الثانية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والسابعة منذ اعتلائه رسميا سدة الحكم في ديسمبر/كانون الأول 2019، وخلال هذه الفترة غيّر الرئيس أربعة رؤساء وزراء حتى الآن وهم: عبد العزيز جراد وأيمن بن عبد الرحمن ونذير لعرباوي وسيفي غريب.
وكما في كل مرة، فإن الأكاديميين والسياسيين يأملون أن تسهم هذه الخطوة في تحقيق هدفين رئيسين وهما: إبعاد المتراخين من الوزراء، ففي اجتماع لمجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 20 أكتوبر/تشرين الأول سجل الرئيس الجزائري "تراخيا في عزيمة العمل لدى بعض الوزراء وأمر باستفاقة الجميع وتحديد المسؤوليات وأن يكون المواطن هو الشغل الشاغل".
أما الهدف الثاني فيتعلق بطموح أن يؤدي استحداث حقائب وزارية وتعيين كفاءات وطنية جديدة إلى تحسين الأداء المؤسساتي الحكومي وهو ما سينعكس إيجابا على جودة الحياة اليومية للمواطن والخدمات المقدمة له.
لكن ثمة تساؤل مهم يطرح في كل مرة يتم فيها الإعلان عن أعضاء حكومة جديدة بموجب تغيير حكومي أجراه الرئيس وهو: هل تعاقب الحكومات وكثرتها يهدد مسار تنفيذ الأجندات الاقتصادية والمخططات التنموية والقيام بالإصلاحات السياسية والاجتماعية العميقة التي تندرج في إطار بناء الجزائر الجديدة؟
خلفيات الإقالة
جاءت إقالة نذير العرباوي (تم تعيينه خلفا لرئيس الوزراء السابق أيمن بن عبد الرحمن في نوفمبر/تشرين الثاني 2023) في أعقاب حدثين بارزين أثارا موجة غضب عارمة محليا، يتمثل الأول في مصرع 18 شخصا وإصابة 24 آخرين في حادث سقوط حافلة لنقل المسافرين من أعلى جسر إلى مجرى وادي الحراش في الطريق الرابط بين المحمدية والهواء الجميل ببلدية الحراش (تقع في الضاحية الشرقية للجزائر العاصمة) وهي مأساة كشفت وبوضوح عن هشاشة منظومة النقل وضرورة التدخل العاجل لإعادة هيكلتها وفق رؤية شاملة ومستدامة.
أما الحدث الثاني فتمثل في هجرة سبعة أطفال قصر تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، على متن قارب نزهة انطلق من سواحل العاصمة وبالتحديد من شاطئ "لابيروز" نحو إسبانيا مطلع الشهر الجاري، ولقد هزّ هذا المشهد المؤلم ضمير الرأي العام وأبان عن حالة يأس عامة في البلاد.