يتجه الوضع الاقتصادي في الجزائر نحو استيعاب صدمة التعريفات الجمركية المرتفعة التي فُرضت على السلع الجزائرية وبلغت نسبتها 30 المئة، وهي نسبة مرتفعة بالمقارنة مع دول عربية أخرى مثل الخليج ومصر والمغرب ولبنان والسودان. إذ بلغت قيمة التعريفات الجمركية المفروضة على هذه الدول 10 في المئة، وهي النسبة الأدنى، في حين قاربت الرسوم المفروضة على الجزائر تلك المفروضة على الصين وسويسرا.
ومن يدقق في هذه النسبة يدرك أن الرسوم الجمركية مبالغ فيها، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن الجزائر من الدول الناشئة وليست من الدول المنافسة اقتصاديا لواشنطن مثل الصين صاحبة ثاني أقوى اقتصاد في العالم. وهنا تطرح أسئلة ملحة: ما الدوافع والخلفيات الكامنة وراء القرار؟ وما أسباب التمييز؟ وعلى أي أساس حددت هذه الرسوم؟ وما التأثير الاقتصادي المحتمل لها؟
يجيب عن السؤال الأول الدكتور حمزة العرابي أستاذ المحاسبة والاقتصاد في جامعة البليدة 2 في الجزائر، ان "ترمب يفكر حاليا بعقلية رئيس جمعية رجال الأعمال الأميركيين أكثر منه بعقلية رئيس أميركا وهو رجل أعمال قبل أن يكون سياسيا".