بدأ العد العكسي لوقف الحرب الروسية على أوكرانيا التي منحها الرئيس دونالد ترمب مهلة 12 يوما، وأعلن نشر غواصتين نوويتين في اتجاه روسيا ردا على استفزازات صدرت عن ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق. وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإن "فلاديمير بوتين قادر على فهم إشارات ترمب العسكرية، ومن غير المرجح حدوث تصعيد عسكري". والرسالة هي أن الرئيس مصمم على تفعيل التهديد كما حدث في حرب الرسوم الجمركية، ومن المنتظر أن يتم استخدام الآليات التجارية للضغط على حلفاء روسيا الاقتصاديين، خصوصا الهند والصين، ودفعهما لإقناع موسكو بضرورة وقف إطلاق النار، كمرحلة أولى نحو مفاوضات مقبلة مع أوكرانيا.
رسوم جديدة مخفضة
بعد سلسلة من التهديدات والمفاوضات الى ماذا انتهت اليه التعريفات الجمركية الأميركية اعتبارا من الشهر الجاري؟
نشر البيت الأبيض قائمة جديدة من التعريفات الجمركية تشمل نحو 70 دولة، تتراوح نسبها من 15 في المئة إلى 41 في المئة، وشملت تكتل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية بتعريفات 15 في المئة، وفيتنام وبنغلاديش وتايوان 20 في المئة، وتايلاند وباكستان 19 في المئة. وستخضع الهند لرسوم أولية بنسبة 25 في المئة، قد تضاف إليها غرامة، بسبب شرائها النفط الروسي، مما يمثل مصدر دخل لموسكو، لمواصلة الحرب في أوكرانيا. وتقف نيودلهي في عين العاصفة، لدورها في توريد وتكرير وإعادة تصدير، كمية كبيرة من النفط الروسي، مما يساعد في إطالة أمد حرب يعمل الجميع من أجل إنهائها، وتشكل تحديا شخصيا للرئيس ترمب. وتسعى الإدارة الجديدة لتعويض نقص الطاقة الروسية، خصوصا نحو أسواق الاتحاد الأوروبي، وكل دعم لموسكو في هذا المجال هو إجهاض للمشروع الأميركي.
وارتفعت الرسوم على كندا من 25 إلى 35 في المئة، وقال الرئيس ترمب "إن العلاقة معها معقدة ومتداخلة"، واستبعد "أن يكون الاعتراف بدولة فلسطين سببا في رفع التعريفات" على أوتاوا، المزود الأول للسوق الأميركية بمبادلات تجارية تتجاوز نصف تريليون دولار سنويا. وخلال الربع الأول من السنة، قدرت الصادرات الكندية بـ109 مليارات دولار، في مقابل 87,3 مليار دولار من الواردات الأميركية، أي بعجز تجاري أميركي بلغ 21,5 مليار دولار.