حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، خلال مؤتمر عقد في جامعة هيرتي ببرلين في 26 مايو/أيار المنصرم من أن النظام الاقتصادي العالمي "يشهد تصدعا" بسبب السياسة الحمائية التي أطلقتها الولايات المتحدة منذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وأوضحت أن الاقتصاد العالمي ازدهر بفضل الانفتاح والتعددية. وتساءلت ما إذا كانت التغييرات الجارية تمهد الطريق لـ"لحظة عالمية لليورو"، محذرة في الوقت نفسه، من أن اليورو لن يكتسب نفوذا إضافيا بشكل تلقائي، بل سيكون على الاتحاد الأوروبي العمل من أجل ذلك، مما يعتبر تعديلا في الموقف الأوروبي المعلن في تقرير البنك المركزي الأوروبي لعام 2002، المؤيد لعدم السعي إلى تدويل اليورو كهدف مستقل.
فالدور العالمي لليورو شهد ركودا بعد إطلاقه نظرا الى التباطوء والتقاعس في تحقيق ما هو المطلوب لهذا الدور. وقد أوضحت لاغارد أنه لكي يتغير هذا الوضع، تحتاج أوروبا للالتزام الراسخ بالتجارة الحرة والتحدث بصوت واحد ولبناء سوق رأس مال أعمق وأكثر سيولة وتكاملا. فالنظام المالي الأوروبي يعاني من التشرذم ومن نقص الأصول الآمنة والسائلة والمتاحة على نطاق واسع، مما يحد من جاذبيته للمستثمرين العالميين. كذلك، يتطلب تعزيز استخدام اليورو في المعاملات الدولية، تطوير الأسس القانونية للاستثمار والتخطيط لابرام المزيد من الاتفاقيات التجارية باليورو، خصوصا اتفاقيات السيولة مع البنك المركزي الأوروبي لطمأنة الشركاء الدوليين، كما تطوير البنية البينية الفضلى للمدفوعات عبر الحدود وتشجيع الشركات الأوروبية على إصدار فواتير صادراتها ووارداتها باليورو لتعزيز مكانة العملة في التجارة العالمية.
ينبغي أيضا تعزيز الأمن الجيوسياسي، فالمستثمرون المؤسساتيون يفضلون الاستثمار في عملات الدول التي تعتبر شركاء موثوقا بهم، وتعزز التزاماتهم النقدية الدولية قدرات عسكرية مناسبة.