جاء خطاب الملك محمد السادس، في افتتاح الدورة البرلمانية الأخيرة (الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025)، ليضع حدا لـ"انتظار أطول من ساعاته" عاشه المغرب في الأيام الأخيرة. هذا الترقب الذي تجاوز المألوف عكس التباين الكبير بين آمال شباب "زد" وأطياف المجتمع بقرارات جذرية، وواقع المسار السياسي.
لقد أنهى الخطاب حالة الانتظار الزمني، وبدأ مرحلة جديدة من ترقب كيفية استجابة الحكومة والبرلمان وباقي المؤسسات الرسمية للتوجيهات الملكية.
لا شك أن سقف الآمال كان غير مسبوق، حيث الطبقات الاجتماعية تنتظر حلا جذريا لمأساة تردي الخدمات الأساسية، على رأسها الصحة والتعليم والشغل. وقد تفجرت هذه الأزمة التي فاقمتها وفاة ثماني أمهات أثناء التوليد في مستشفى بأغادير، وهي المدينة التي يتولى رئاسة بلديتها رئيس الحكومة الحالي رجل الأعمال عزيز أخنوش، ما ضاعف من ثقل الانتظارات والمسؤولية.
لذلك، كانت فئة شباب "زد"، بلا منازع هي الطرف الأكثر ترقبا للخطاب، حيث تجاوزت هذه الحركة كل الوسائط التقليدية- من أحزاب ونقابات وهيئات منظمة وإعلام رسمي- ورفعت مطالبها بشكل مباشر إلى المؤسسة الملكية.