أعلن نايجل فاراج، زعيم حزب "الإصلاح" البريطاني الشعبوي، في أواخر أغسطس/آب، أنه إذا فاز في الانتخابات المقبلة في المملكة المتحدة فسيسعى إلى ترحيل ما يصل إلى 600 ألف مهاجر غير شرعي وطالب لجوء خلال خمس سنوات.
تعكس هذه السياسة بوضوح الوعد الانتخابي الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والذي يبدو أنه بدأ بتنفيذه، والمتمثل في إطلاق "أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة". وتتقاطع هذه الخطط مع ما طرحه حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) خلال الانتخابات الفيدرالية عام 2025، حين دعا إلى تنفيذ "عمليات ترحيل واسعة النطاق" تستهدف المهاجرين غير الألمان.
وهكذا، يبدو أن الترحيل قد تحول إلى ركيزة أساسية في سياسات الغرب. غير أن هذه الفكرة ليست جديدة، فقد طالبت بها الجماعات اليمينية المتطرفة في أوروبا لعقود تحت شعار "إعادة المهاجرين". أما اليوم، فقد أعادت أحزاب اليمين الشعبوي صياغة هذه الطروحات وتقديمها على أنها حلول للمشاكل الداخلية، لتجد، ولدهشة الليبراليين، آذانا صاغية لدى قطاعات واسعة من الرأي العام.
يحظى فاراج وحزبه بزخم لافت في استطلاعات الرأي. فبحسب أحدث استطلاع أجرته "سكاي/يوغوف"، قال 28 في المئة من الناخبين إنهم سيصوتون لصالحه إذا أجريت الانتخابات غدا، مقابل 20 في المئة لحزب "العمال" الحاكم، و17 في المئة فقط لحزب "المحافظين"، الحزب اليميني التقليدي. ومع أن هذه الأرقام لا تعني بالضرورة أن فاراج في طريقه إلى رئاسة الحكومة، فالنظام الانتخابي البريطاني يجعل من الصعب على الأحزاب الجديدة تحقيق اختراق واسع، إلا أن احتمال صعوده لم يعد أمرا مستبعدا تماما. والوضع مشابه في ألمانيا، حيث تمكن حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) من الانتقال من الهامش السياسي إلى موقع مؤثر، محققا 20.8 في المئة من الأصوات في انتخابات فبراير/شباط 2025 ليحل في المركز الثاني. وبذلك، قد يغدو الترحيل الجماعي على الطريقة الترمبية جزءا من المشهد السياسي الأوروبي في المستقبل القريب.