تنبض لوحات الفنان التشكيلي العراقي مراد إبراهيم بقصص المدن والناس الذين يعيشون فيها. ومنذ تسعينات القرن الماضي صنع تجربة خاصة وشارك بمعارض داخل العراق وخارجه وحصل على العديد من الجوائز. اختار مراد إبراهيم لتجربته ثلاثة مسارات، أولها رسم المدن والحياة اليومية، كما برع في رسم البورتريه، أما المسار الأخير فهو عمله كرسام "كوميكس" في مجلات عدة من بينها "المزمار" و"مجلتي" و"العربي الصغير". حول هذا التنوع كان لـ"المجلة" الحوار التالي معه.
كيف تقدم نفسك الى القارئ العربي الذي ربما لم يطلع بما فيه الكفاية على تجربتك بعد؟
تجربتي واقعية تجريدية، وبدايات هذه المدرسة كانت في أربعينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا عموما، لكنها لم تنتشر في العالم العربي إلا على نطاق ضيق، لأن الجمهور كان منقسما، بين من يميل إلى الأشكال الواضحة أي الواقعية والكلاسيكية، ومن يميل إلى الفن الحديث، حتى وإن كان لا يفهمه، لكنه أحبّ الفكر والطرح الجديد الذي أثر على التصاميم والديكورات، وهو ما طور أذواق الناس، فحتى إن لم يفهموه، فقد تمكنوا من استشعاره. أما أنا فاخترت أسلوب الواقعية المعاصرة، لأني أمتلك من طفولتي ذاكرة الصورة، فسعيت إلى تقديم قصص المدن ومشهدياتها.
قصص فنية
ما الذي يجذبك إلى هذا العالم؟
أحببت المدينة المعاصرة وكثرة التفاصيل فيها، لكني عند رسمها لم أعتمد على التصوير الواقعي بل جسدت الانفعالات والتعابير، عبر قصص مجموعة ناس، كل واحد منهم يحمل شعورا ما، حاولت نقله إلى سطح لوحتي. وأتأخر دائما في إنجاز اللوحة، لأنني أحاول أن أستشعر أشخاص العمل وتفاصيله لكي أوصل الإحساس الذي شعرت به أو اللقطة التي تخيلتها.