لم يتسن للرئيس دونالد ترمب خلال الزيارة القصيرة إلى المنطقة التي قام بها الأسبوع الماضي التطرق لكل الملفات التي تنشغل بها الإدارة الأميركية في الإقليم المشتعل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. لكن ما فات الرئيس ترمب عوضته مداخلات وتصريحات مبعوثيه الكثر والذين يزدادون كل يوم وآخرهم مبعوثه إلى العراق، من ستيف ويتكوف إلى جاريد كوشنر إلى توماس باراك، وكلهم استفاضوا بحسب "اختصاصهم" في تفنيد خطة رئيسهم العشرينية، وملحقاتها الإقليمية ولاسيما في سوريا ولبنان، على ما جاء في مقالة باراك الاثنين والتي شكلت ما يمكن تسميته الملحق السوري واللبناني لخطة العشرين بندا الخاصة بغزة.
"فسيفساء السلام" التي تحدث عنها باراك في مقالته لا تكتمل برأيه من دون سوريا ولبنان، أي من دون انضمامهما إلى مسارات التطبيع والسلام مع إسرائيل، وإذا كانت سوريا قد خطت خطوات إلى الأمام في هذا الاتجاه عبر "تطبيع هادئ"، بحسب وصف المبعوث الأميركي، فإن لبنان لا يزال بعيدا وكأنه، بحسب التصنيف الأميركي الجديد، لا يزال يتخبط في مرحلة ما قبل وقف إطلاق النار في غزة.
وإذا كان من خلاصة رئيسة لتصريحات المبعوثين الأميركيين فهي أن إدارة الرئيس ترمب تدفع بقوة للحفاظ على "الإنجاز التاريخي" المتمثل بخطة العشرين بندا الأميركية، كرافعة للرؤية الأميركية للمنطقة والتي تتمثل في توسيع "الاتفاقات الإبراهيمية" من خلال انضمام دول عربية جديدة إلى مسار التطبيع مع إسرائيل، أو تحضير الأرضية لهذا الانضمام، ومن ذلك قول باراك: "إن قمة سلام غزة لم تكن عرضا بروتوكوليا أو لحظة رمزية عابرة، بل كانت الافتتاح الحقيقي لسيمفونية جديدة من التعاون، ترتكز على تكامل الطاقة، وتماسك الاقتصاد، وطموحات إنسانية مشتركة".