بعد إعلان إسرائيل من جهة وحركة "حماس" من جهة أخرى موافقتهما على خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لإنهاء الحرب في في قطاع غزة، وبدء تنفيذ المرحلة الأولى من تلك الخطة، يفترض من الناحية النظرية، وقد أعلن أصحاب الشأن الفلسطيني أنفسهم قبول خطة ترمب، أن لا تظل لجماعة الحوثيين حجة في استمرار هجماتها وتحرشها بالمصالح الغربية في المياه الدولية، لكن الواقع يقول شيئا آخر، فبعد إطلاق مبادرة الرئيس الأميركي هاجم الحوثيون في خليج عدن السفينة الهولندية "مينر فاغراخت" ما أدى إلى مقتل أحد بحارتها، وذلك بدعوى ارتباطها بإسرائيل.
زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة أن السفينة "تعرضت لإصابة مباشرة وأنها توشك على الغرق بإذن الله"، الأمر الذي دانته الحكومة الهولندية بشدة واعتبرته دليلا على أن الحوثيين "لا يزالون يشكلون خطرا على سلامة الملاحة البحرية"، فيما يرى آخرون في ذلك "رفضا صريحا" لخطة ترمب من قبل الجماعة وموقفا ثابتا إزاء ما يعتبرون أنها "خطة مفخخة" مصممة لتصفية القضية الفلسطينية ومحاولة إسقاط دول وشعوب المنطقة في خانة التطبيع، ما يفرض عليهم حربا مفتوحة حتى "زوال إسرائيل" وغير ذلك من المقولات الخمينية والخامنئية المعروفة، ومستلهمين ذلك أيضا من مواقف بعض الأطراف داخل الفصائل الفلسطينية المرتبطة بإيران (مثل "حماس" و"الجهاد" وحتى "الجبهة الشعبية") التي قالت في بيان مشترك لها إنها ترفض بشدة "أي نوع من الوصاية الأجنبية" على قطاع غزة وإن "تحديد شكل إدارة القطاع شأن فلسطيني داخلي"، مؤكدة على "مواصلة المقاومة بكل أشكالها حتى تحقيق حقوقنا كاملة" وفق ما ورد في نص البيان.
كما أكد القيادي في "حماس"، حسام بدران، أن "نزع سلاح "حماس" أمر غير وارد أو قابل للنقاش" وهذا مطلب إسرائيلي رئيس لوقف الحرب، وإن كان يمثل البند الأكثر إشكالية وغير محسوم في اتفاق وقف الحرب في غزة حتى الآن، كما أضاف القيادي في "حماس" أن "الحركة سترد على أي هجوم إسرائيلي إذا ما استؤنفت الحرب في غزة" على حد تعبيره.