فاز ائتلاف "التنمية والإعمار" بقيادة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بالانتخابات النيابية السادسة بعد عام 2003، إذ حصل على 46 مقعدا، وجاء بعده تحالف "تقدم" برئاسة محمد الحلبوسي بـ37 مقعداثم ائتلاف "دولة القانون" برئاسة نوري المالكي بـ30 مقعدا.
وقد تنافس 7740 مرشحا على 329 مقعدا في البرلمان، ولم يتمكن أي تحالف سياسي من الحصول على أغلبية المقاعد، ما سيجبر القوى الفائزة على تشكيل حكومة ائتلافية قائمة على العرف السياسي المتبع منذ نشوء النظام السياسي الحالي، والمتمثل بحصول الشيعة على رئاسة الحكومة، والسنة على رئاسة البرلمان، والأكراد على رئاسة الجمهورية.
وقد حققت الانتخابات عدة مفاجآت، أبرزها نسبة المشاركة العالية التي وصلت إلى 56.11 في المئة، وهي الأعلى منذ انتخابات عام 2018، رغم مقاطعة أنصار زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر وبعض القوى المدنية، كما تلقى التيار المدني ضربة قاصمة إذ خسر تمثيله البرلماني بالكامل بعد أن كان يمتلك أكثر من 40 مقعدا في الدورة السابقة، ويعود هذا التراجع إلى الانقسامات الداخلية، وعجز القوى المدنية عن إحداث تغيير ملموس بعد وصولها إلى البرلمان عبر "حركة تشرين" الاحتجاجية عام 2019، إضافة إلى هيمنة الأحزاب التقليدية والفصائل المسلحة على قراراتها.
وشهدت الانتخابات صعودا واضحا للفصائل المسلحة العراقية، إذ زاد تمثيلها إلى أكثر من 40 مقعدا، متمثلة بـ"كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"كتائب الإمام علي"، وهو مؤشر واضح على زيادة نفوذها في المجتمع الشيعي، خصوصا أن معظم الناخبين هم موظفون في "الحشد الشعبي".
كما شهدت الانتخابات فشل القوى الحزبية الصغيرة في تجاوز عقبة "نظام سانت ليغو" المعدل، الذي يقسم الأصوات على 1.7 بدلا من 1.4، وكان من أبرز المتضررين تحالف "البديل" الذي ضم 15 حزبا، ولم يتمكن من الفوز، وقال رئيس تحالف "البديل" عدنان الزرفي إن التحالف خاض معركة انتخابية غير متكافئة بين المال السياسي واستغلال السلطة، مشيرا إلى أن بعض الجهات سعت إلى تشويه العملية الانتخابية عبر شراء الأصوات علنا وتبادل إطلاق النار، وهذه الممارسات تمس جوهر الديمقراطية وإرادة الناخب الحر.
وأكد الزرفي أن هذه التجاوزات أدت إلى عزوف جمهور الأحزاب المدنية عن المشاركة خوفا من الترهيب الذي حدث قرب مراكز الاقتراع.


