ضمن سلسلة الاتفاقيات التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترمب خلال الزيارة التاريخية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض، برز التزامه بالبدء في معالجة أزمة السودان كإحدى أكثر الخطوات المفاجئة.
ووفق ما ذكره ترمب، أكد الأمير محمد بن سلمان أن إحراز تقدم في الملف السوداني سيكون "أفضل ما يمكنه تحقيقه". ولاحقا، كتب ترمب على منصة "تروث سوشيال": "سنعمل مع المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، وشركاء آخرين في الشرق الأوسط لإنهاء هذه الفظائع، وفي الوقت ذاته تحقيق الاستقرار في السودان".
تلك الاستراتيجية سليمة من حيث المبدأ، لكن إقناع الأطراف الخارجية بالتوقف عن تأجيج الصراع سيبقى تحديا بالغ الصعوبة، حتى بالنسبة لترمب.
غير أن على ترمب مواكبة الواقع القائم على الأرض، فالميليشيات المنشقة المعروفة باسم "قوات الدعم السريع" استولت بالقوة خلال أكتوبر/تشرين الأول على مدينة الفاشر. ولا تزال الانتهاكات ضد الأبرياء متواصلة، فيما تتفاقم الكارثة الإنسانية يوما بعد يوم.
كما تتقدم "قوات الدعم السريع" نحو مدينة الأبيض، التي تُعد عقدة محورية تربط بين خطوط الإمداد والاتصال الممتدة من غرب السودان إلى العاصمة الخرطوم. وإذا تمكنت هذه القوات من السيطرة على الأبيض، فإن ذلك سيؤدي إلى عزل شرق السودان عن غربه، ما يعني فعليا تقسيم البلاد الشاسعة إلى نطاقين شبه مستقلين، في تطور خطير يضع الدولة السودانية على طريق التفكك.

