في ظل موجة غلاء غير مسبوقة وتقلبات اقتصادية متسارعة، تعيش سوق الدواء المصرية واحدة من أكثر مراحلها حساسية. فبين ارتفاع أسعار الأدوية، وتزايد أرباح الشركات، وعجز منظومة التأمين الصحي، يقف المريض المصري أمام معادلة صعبة: دواء مستورد مرتفع السعر ودواء محلي أقل فاعلية. ومع تضارب المصالح بين الشركات وهيئة الشراء الموحد، ومخاوف المرضى من آثار الأدوية المحلية، تتعمق الأزمة في واحد من أهم القطاعات الحيوية في البلاد.
تستمر أزمة نقص بعض الأدوية في السوق المصرية في ظل موجة الغلاء التي تضربها، ونقص بعضها في مستشفيات التأمين الصحي. ويواجه قطاع عريض من المرضى مشاكل بسبب الأعراض الجانبية للأدوية المصنعة محليا، على الرغم من استيراد المواد الخام من الخارج، لكنها ليست بفاعلية مثيلاتها المستوردة، وخصوصا أدوية السرطان والعلاجات المناعية والبيولوجية.
تشهد السوق المصرية توترا بين شركات الأدوية وهيئة الشراء الموحد، حيث تطالب الشركات بزيادة الأسعار أو الانسحاب بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، بينما ترفض الهيئة أي زيادات جديدة، علما أن شركات الأدوية حققت أرباحا كبيرة عقب رفع الأسعار بأكثر من 50 في المئة، وبعد رفع الحكومة أسعار مئات الأصناف ما بين 20 و45 في المئة، مما انعكس إيجابيا على أداء أسهمها في البورصة المصرية.


