الشاردة الأولى

الشاردة الأولى

[caption id="attachment_55226450" align="aligncenter" width="567" caption="لا أقل ولا أكثر"]لا أقل ولا أكثر[/caption]

الشوارد هي النوافر، استخدمتها العرب في الإبل كما يقول القاموس المحيط، ثم تطوّر استخدامها في الأدب لتعبر عن شوارد الفكر والكلام والمشاعر، فيقولون: كل شاردة وواردةٍ، تعبيرا عن الاستقصاء والجمع عبر جملة تجمع النقيضين.

ومن أشهر الأبيات المترددة على ألسنة الناس، بيت أبي المتنبي المشهور:
أنام ملء جفوني عن شواردها***ويسهر الخلق جرّاها ويختصم

قيل إنها شوارد اللغة كما ذكر العكبري الشارح لديوانه، ولكنّ الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردّوني يحكي عن شوارد الأطياف حين يقول:
وعلى صمتهم تهيأ شيخٌ***مثلما تخفق الطيوف الشوارد

فكما في اللغة والكلِم شوارد كذلك في الأطياف والأفكار، ويضيف شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري شوارد في العواطف واللواعج فيقول:
ويا شعر سارع فاقتنص من لواعجي***شوارد لا تصطاد إن لم تسارعِ

وفي تعبير هؤلاء الشعراء شيءٌ مما أردته بهذه المدونة، فإنني لا أريد منها مقالاً متماسكاً، ولا بحثاً رصيناً، ولا أي شيء أجيل فيه كثيراً من الحبك والسبك، بل قصارى ما أبتغي تعليقاً قصيراً على كتابٍ قرأته أو حكمة وقفت عليها، أو بيت شعر هزّني، أو مقطعاً مصوراً، أو فيلما أحببته أو رواية شدّتني أو موقفاً أثّر فيّ، إنها باختصار شيء مما رأيت ومما قرأت ومما تأثرت به، لا أقل ولا أكثر.
font change