لا يمكن القول بوحدة سوريا الجغرافية وسيادتها على أراضيها، دون القول بوحدة الشعب السوري، واعتباره صاحب السيادة في بلده، ولا يمكن القول ببناء دولة مؤسسات وقانون دون القول بدولة مواطنين
تحولت محافظتا درعا والسويداء في السنوات الأخيرة إلى مركزين رئيسين لتهريب المخدرات عبر الاردن. وتوقع البعض أن يؤدي سقوط الأسد إلى انهيار كامل لهذه الشبكات. هل هذا ما حصل فعلا؟ ما المشهد جنوب سوريا؟
ليث البلعوس اليوم أمام اختبار المسار، الذي سار به على خطى أبيه، من مواجهة الأسد والنفوذ الخارجي، إلى التحالف مع الدولة الجديدة لدعم جهود توحيد البندقية والجغرافيا
ظهر الكثير من الشخصيات الدرزية على مسرح الأحداث في سوريا، منهم من كان في مقدمة النضال الوطني، مثل سلطان باشا الأطرش، ومنهم من شارك في الانقلاب العسكري، مثل فضل الله أبو منصور، وأمين أبو عساف
الأكيد أنه بات أمام الحكومة السورية مهمات داخلية (بالأخص) وخارجية شاقة، ولولا الحذر من استعادة عبارات لا يرغب السوريون في سماعها لقلنا أنها تحتاج إلى "حركة تصحيحية"
على الرغم من أن أحداث السويداء لا تُعد بالضرورة دليلا على فشل القيادة الجديدة في دمشق، فإنها تكشف بوضوح عن وجود حاجة ملحة إلى دمج الأقليات الدينية والإثنية ضمن مشروع إعادة بناء الدولة
ربما أسكت وقف النار صوت البنادق، لكن انتقالا سياسيا حقيقيًا وشاملا وحده كفيل بتضميد جراح سوريا. ومن دون خطوات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف، فإن هذا الهدوء الهش لن يصمد طويلا
ساد هدوء في السويداء ذات الغالبية الدرزية ودخلت مساعدات انسانية بعد رفض دخول وفد حكومي، في وقت تسلم الرئيس الشرع نتائج التحقيق بأحداث الساحل في مارس. لكن هل يصمد وقف النار والاقتتال الدرزي -العشائري؟
عقود من الخلافات بين البدو والدروز في السويداء لم تكن ببعد طائفي، فقد بدأت كخلاف اقتصادي محلي، ليصبح ذلك الخلاف عاملا استغلته القوى المتعاقبة على المنطقة، وذلك في خطوة منها للسيطرة على الجنوب السوري