عبد الفتاح البرهان

بعد أن تخطت الحرب شهرها السادس ودخلت في نصف العام الجديد، لا يزال أطرافها ومؤيدوهم يؤكدون كل صباح أن حسمها عبر الآلة العسكرية ممكن وقريب، ولكن الطرفين منفصلان عن الواقع

منذ اندلاع الحرب الأخيرة بين الجيش و "قوات الدعم السريع"، ظل أمر توحيد القوى السياسية المدنية في جبهة موحدة مطروحا بشدة في النقاشات السياسية المرتبطة بالشأن السوداني

بعد أن أبدى المجتمع الدولي رفضه لما جرى في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 عاد البرهان مرة أخرى إلى المسار السياسي وجلس مع القوى السياسية، وقدم تعهدا جديدا وهو خروج المؤسسة العسكرية من السياسة

يستحق السودانيون أن يرتاحوا من الهتاف والنضال... وكتابة القصائد

جهود الوساطة الدولية لإيقاف الحرب في السودان... هل ثمة ضوء في نهاية النفق؟

هناك اتهامات لـ "قوات الدعم السريع" بانها كانت ولا تزال مؤسسة مرتبطة في الكامل بأطراف خارجية في إطار خدمة وتحقيق طموحات مالكها

ما يجعل مهمة "سحق قوات الدعم السريع بالكامل" بالغة الصعوبة أن هذه "القوات" تلقت تدريبا متقدما على يد قوات الجيش نفسها، وانتدب لها أفضل الضباط من الجيش السوداني، ولديها تسليح وقدرات قتالية هائلة

زعزع خروج البرهان المفاجئ وظهوره الجماهيري من سردية سيطرة الميليشيا بشكل محكم على العاصمة

تفتقر هذه الحرب في السودان إلى أي أسس تاريخية أو سياسية تتعلق ببنية الدولة السودانية، كما تدعي الميليشيا وحلفاؤها

أثار قرار إعفاء حميدتي أسئلة عديدة كان في مقدمتها: هل يحتاج مثل هذا القرار كل هذا الوقت من الحرب والاقتتال؟ ثم ما دلالاته الآن؟ ولماذا اختار رئيس الحركة الشعبية مالك عقار بدلا منه دون غيره؟