خبير عسكري لـ«المجلة»: ليس من مصلحة طهران ضبط الحدود السورية مع الأردن

ماذا بعد زيارة وزير دفاع الأسد لعمّان؟

وزير الدفاع السوري علي أيوب والرئيس السوري بشار الأسد

خبير عسكري لـ«المجلة»: ليس من مصلحة طهران ضبط الحدود السورية مع الأردن

القامشلي: أجرى العماد علي أيّوب وزير دفاع نظام الرئيس السوري بشار الأسد زيارةً رسمّية إلى العاصمة الأردنية عمّان، وهي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب السورية التي دخلت عقدها الثاني، وسط توتّرات أمنّية جديدة تشهدها الحدود الجنوبية المشتركة بين سوريا والأردن منذ أشهر.
وركّز أيوب خلال لقائه مع اللواء يوسف الحنيطي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، على القضايا الأمنية والسياسية المشتركة بين الجانبين السوري والأردني، وفق ما أعلنته وسائل إعلامٍ حكومية في كلا البلدين المجاورين.
كما بحث كلا المسؤولين تنسيق الجهود لتأمين الحدود البرّية المشتركة والحد من التوترات الأمنية التي شهدتها مؤخراً محافظة درعا الواقعة على الحدود مع الأردن، إضافة لمكافحة الإرهاب وعمليات التهريب بين البلدين لا سيما المخدرات.

 التنسيق الأمني بين البلدين

قال الخبير العسكري الأردني جلال العبادي إن «عمّان وافقت على استقبال وزير الدفاع السوري بعد تفاهمٍ أردني روسي أميركي جاء في أعقاب المعارك التي شهدتها درعا قبل أسابيع، وذلك لبحث التنسيق الأمني على الحدود بين البلدين ومنع عمليات تهريب الأسلحة والذخائر والمخدرات التي ارتفعت وتيرة تهريبها في الفترة الماضية وكذلك ضرورة المحافظة على أمن معبر نصيب الحدودي».
وأضاف لـ«المجلة» أن «الزيارة تمهّد أيضاً لتسهيل حركة البضائع والمسافرين في معبر نصيب الحدودي خاصة أن حجم التبادل التجاري بين دمشق وعمّان كان كبيراً قبل الأزمة السورية وقد طلب الملك الأردني عبد الله الثاني من الإدارة الأميركية خلال زيارةٍ سابقة لواشنطن بتخفيف وطأة عقوبات قانون قيصر فيما يتعلق بالأردن وصادراته إلى سوريا ووارداته منها».

الخبير العسكري الأردني جلال العبادي""
الخبير العسكري الأردني جلال العبادي
هجرة العقول السورية... فرص لامعة في المهجر وحلم بالحصول على «وطن»


وعلى الرغم من الوعود التي قطعها وزير دفاع الأسد بضرورة مكافحة الإرهاب ومنع عمليات التهريب بين الحدود السورية الأردنية، إلا أن تنفيذها يبدو صعباً خاصة مع وجود عدّة أطراف عسكرية تتواجد في محافظتي درعا والسويداء اللتين تقعان على الحدود مع الأردن.
وقال الخبير العسكري في هذا الصدد إن «مدى قدرة وزير الدفاع السوري على الالتزام بما تعهّد به، مرهونة بالعامل الزمني، لكن معظم المنطقة الجنوبية من سوريا تتواجد فيها الفرقة الرابعة من الجيش السوري التي يقودها ماهر الأسد إلى جانب ميليشيا حزب الله اللبناني وجماعات مسلّحة أخرى مدعومة من إيران، علاوة على الشرطة العسكرية الروسية. ومع كل هذا، لا مصلحة لطهران في وجود أي تنسيقٍ حدودي روسي مع الأردن»، مستعبداً أن يتمكن الوزير السوري من المضي قدماً مع نظيره الأردني على تنفيذ كلّ ما اتفقا عليه خلال زيارته إلى عمّان.
وأضاف أيضاً أن «التنسيق الأمني على الحدود البرية السورية الأردنية كان من أهم أهداف زيارة أيّوب إلى عمّان، بالإضافة إلى منع محاولة عبور الحدود أو التهريب بمختلف أشكاله خاصة الأسلحة والذخائر والمخدرات باتجاه الأردن أو دول الخليج، سيما مع وجود مصانع مخدّرات لميليشيا حزب الله وقد تباحث الملك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإدارة الأميركية حول هذه المسألة».
واعتبر أن هذه الزيارة تبدو بمثابة «البداية» في تحسن العلاقات الحكومية بين دمشق وعمّان، خاصة وأن وزير الطاقة السوري كان قد زار عمّان أيضاً قبل أسابيع لمناقشة مشروع خط الغاز العربي الذي يهدف لتوفير الطاقة للبنان عبر الأراضي السورية والأردنية.

 

""الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة
الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة


ومن جهته، شدد الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة على أن «هذه الزيارة بلا شك تساهم في فكرة عودة العلاقات السوريةـ العربية، خصوصاً أن الأردن يمثل الواقع الجغرافي لمشروع الغاز العربي الذي يضم مصرّ، وبالتالي هناك جانب سياسي عربي أيضاً في هذه المسألة».
وقال لـ«المجلة»: «باعتقادي أن مسار الأمور كان واضحاً منذ عودة الملك الأردني من واشنطن بأن هناك رغبة في التقارب مع حكومة دمشق، على الأقل تبلوّر في الملف الاقتصادي والحديث عن فتح المعابر وعن عودة الحركة التجارية، ومن ثم ظهور مشروع يمكننا تسميته (فاتح الأبواب) وأعني بذلك مشروع الغاز العربي المؤسس لفكرة اللقاءات الأمنية والعسكرية وحتى السياسية لاحقاً، فنحن نتحدّث عن خط غاز من مصر يصل لبنان ويمرّ من الأردن وسوريا، وبالتالي كأننا نقول لا بد من وجود تنسيق حقيقي بين هذه الأطراف، ولذلك كل هذه المتغيّرات تشير إلى أننا كنا على موعد مع لقاء وزير الدفاع السوري».


وأضاف أن «الكرة الآن في الملعب السوري، فالأردن عبّر عن مخاوفه ويدرك تماماً حجم المخاوف فيما يتعلق بملف الجنوب السوري وارتباطه بالأمن القومي الأردني وانعكاساته عليه، ولهذا تبقى الكرة الآن في ملعب دمشق في مرحلة بناء ثقة بين الطرفين، لكن بما أن عمّان تعبّر عن هذه المخاوف، فلا بدّ من أنها تنتظر من سوريا خطوات حقيقية تطمئن الجانب الأردني».


وتابع أن «مسألة الميليشيات المدعومة من إيران هي دائماً تشكل هاجساً أمنياً للأردن، وباعتقادي لا بدّ من أنها مطروحة باستمرار وهي أحد الأسس والنقاط الأساسية التي يتمّ التعامل معها ومناقشتها فيما يخص الإرهاب والأمن القومي الأردني وخطورة ما يجري في الجنوب السوري على الأردن»، مؤكداً أن «هذه المسألة تتجاوز الجانب الأمني وتصل إلى السياسي، وتعتبرها الأردن خطراً حقيقياً».
كما رأى أن زيارة وزير دفاع الأسد إلى الأردن، لها دلالات أخرى في العلاقات الرسمية بين الحكومتين السورية والأردنية.
وقال السبايلة في هذا الصدد إن «استقبال الوزير ترجمة حقيقية للعلاقات بين عمّان ودمشق، فزيارته لم تكن خاصة أو مغلقة وإنما علنية وتلت زيارة وزير الطاقة السوري إلى عمّان والحديث عن عودة الحركة التجارية، وهذه كلها نقاط تؤكد أننا نتحدّث عن الانتقال إلى العلاقات العلنية بين كلا البلدين والتي تؤكد عدم وجود مشاكل لدى عمّان مع الحكومة السورية».

منظمة العفو الدوليّة: أنت ذاهب إلى موتك... لاجئون يتعرّضون للتعذيب بعد عودتهم إلى سوريا
زيارة هي الأولى لمسؤول رفيع سوري إلى الأردن

الأسبوع الماضي زار وزير دفاع الأسد الأردن للمرة الأولى، وهي أول زيارة يجريها مسؤول أمني سوري رفيع المستوى بشكلٍ علني إلى عمّان منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها سوريا منتصف مارس (آذار) من عام 2011 والتي تحوّلت لاحقاً لحربٍ طاحنة.
واحتفظت الحكومة الأردنية بعلاقاتٍ محدودة مع نظام الأسد رغم القطيعة العلنية بين كلا الجانبين على خلفية دعم عمّان لمقاتلين من المعارضة السورية المسلّحة في مناطقٍ سورية تقع جنوب البلاد على الحدود مع الأردن، وإيواء شخصياتٍ معارضة لدمشق على أراضيها.
وزار وزير الطاقة السوري العاصمة الأردنية قبل أسابيع والتقى نظيريه الأردني والمصري أيضاً لمناقشة مشروع خط الغاز العربي. وتمّت تلك الزيارة بعد زيارةٍ أجراها وفدٌ حكومي لبناني إلى دمشق، وكانت الأولى من نوعها أيضاً منذ سنوات.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 650 ألف لاجئ سوري يعيشون في الأردن بحسب الأرقام التي توردها المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، لكن عمّان تقول إن ما يقارب 1.3 مليون لاجئ سوري يعيشون على أراضيها.

«الإدارة الذاتية» تتهم تركيا بخرق هدنتين وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل

 

font change

مقالات ذات صلة