سجال أميركي حول ضرائب الأغنياء

ملايين الأميركيين يريدون نظاما ضريبيا عادلا

إيلون ماسك

سجال أميركي حول ضرائب الأغنياء

واشنطن: في الأسبوع الماضي، وصل الجدل الدائر منذ قرون في الولايات المتحدة حول ضرائب الأغنياء إلى ذروته عندما اشتبك إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم (ثروته 300 مليار دولار تقريباً) مع السيناتور إليزابيث وارين، من قادة الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي.

وكانت هناك أكثر من مفارقة:

أولاً، خلال نفس الأسبوع، اختارت مجلة «تايم» ماسك «شخصية العام»، بسبب نجاحات شركاته، ومنها «سبيس إكس» في مجال الفضاء، و«تيسلا» في مجال السيارات الكهربائية.

ثانيا، اختارت وكالة «ناسا» الحكومية لاستكشاف الفضاء شركة «سبيس إكس» كشريك في الاستكشاف.

خلال هذا العام، خطت شركة «سبيس إكس» خطوات كبيرة في تطوير «ستار شيب»، وهو صاروخ يتوقع أن يحدث ثورة في السفر إلى الفضاء. ويجعل القمر والمريخ في متناول رواد الفضاء. وخلال تجارب الصاروخ، استعملت الشركة نظام اتصالات «ستارلينك»، وهو الآخر يتوقع أن يحدث ثورة في عالم الاتصالات الفضائية.

وهناك صاروخ «فالكون-9»، الذي استعملته الشركة لإطلاق سفينة الشحن الفضائية «دراغون»، التي نقلت معدات ومؤنا إلى محطة الفضاء العالمية التي تدور حول الأرض منذ سنوات كثيرة. وأيضا، ينقل الصاروخ «فالكون-9» سفينة المسافرين الفضائية «انسبايريشن-4»، والتي، فعلا، نقلت مسافرين، وطافت بهم في الفضاء الخارجي حول الأرض.

في الجانب الآخر، شابت نجاحات ماسك، إخفاقات ومشاكل:

أولا، قاضته وكالة حكومية لأنه قدم معلومات كاذبة عن إحدى شركاته.

ثانيا، قاضته وكالة حكومية أخرى لأنه تجاهل قوانين فيدرالية فنية عن السيارات الكهربائية.

ثالثا، قاضته شركة «تويتر» لأنه نشر معلومات كاذبة عن فيروس كورونا.

رابعا، انتشرت أخبار عن علاقته مع الملياردير جيفري ابستاين، الذي اعتقل في العام الماضي (وانتحر داخل السجن) لأنه نظم للمشاهير حفلات جنسية مع فتيات قاصرات.

أما السيناتور إليزابيث وارين، عدوة ماسك الشرسة، فهي من قادة الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي. ليست اشتراكية، مثل زميلها السيناتور بيرني ساندرز، لكنها قريبة من الاشتراكية. وقبل أن تصبح سياسية، كانت أستاذة قانون في جامعة هارفارد. ومنذ عام 2013. صارت تمثل ولاية ماساتشوستس في مجلس الشيوخ.

تركز على حماية المستهلك، والعدالة الاقتصادية، والضمان الاجتماعي. وكانت شديدة الانتقاد للرئيس السابق دونالد ترامب. وفي عام 2017. قدمت في مجلس الشيوخ «قانون تضارب المصالح الرئاسية»، وقصدت به فساد ترامب. لكن، لم يجد مشروع القانون عددا كافيا من المؤيدين لإجازته.

في الجانب الآخر، لقيت وارين نصيبها من الانتقادات والمشاكل. عندما قالت إن واحدا من جدودها من الهنود الحمر (سكان البلاد الأصليين)، اتهمت بأنها تستغل العطف عليهم، وتريد معاملات خاصة لنفسها. هذا غير التندر عليها. وكان ترامب من القادة الذين تندروا عليها. وسماها بوكاهونتا، وهو اسم امرأة من الهنود الحمر أيام هجرة الأوروبيين الأولى إلى الدنيا الجديدة.

فيما يلي مقتطفات من آراء كل من ماسك ووارين المتعارضة، من التغريدات، ومواقع الإنترنت، والتصريحات الصحافية.

السيناتور إليزابيث وارين

 

وارين: الضرائب على الأغنياء

دعونا نغير قانون الضرائب العتيق وغير العادل. دعونا نسن قانونا قويا ينهي الحيل، والألاعيب التي يستعملها الأغنياء للتهرب من دفع الضرائب المستحقة عليهم. دعونا نكشف حقيقة «رجل العام» الذي وضعته مجلة «تايم» على غلافها...

يجب أن لا نضع اعتبارا لمثل هذه الدعايات الإعلامية. ولا إلى البكاء الذي يريد به العطف عليه، وكأنه طفل صغير.

ليس السيد ماسك إلا رأسماليا مستغلا ومتحايلا. ولأن الطيور على أشكالها تقع، صار نجما في تلفزيون «فوكس» اليميني، وصار نجوم «فوكس» يسبحون بحمده ليلا ونهارا...

لقد مضى وقت طويل ونحن لم نغير قانون الضرائب غير العادل. وها هو أغنى رجل في العالم، ورفاقه من المليارديرات والمليونيرات، يرفضون المساهمة في ميزانية الدولة التي تحمي استثماراتهم. والتي ترسي الأمن والاستقرار لشركاتهم. والتي، أيضا، تقدم لهم خروقات في القانون ليستغلوها...

أريد أن يعرف الجميع أنني لست السيناتور الوحيد الذي يظل السيد ماسك يهاجمه ويهينه. في الماضي القريب، نشر تغريدة في «تويتر»، فيها إهانة جنسية للسيناتور رون وايدن. لماذا؟ لأن السيناتور رفض ضغوط السيد ماسك ليبيع له أسهمه في شركة سيارات «تسلا» الكهربائية.

هل تصدقون أنه، في عام 2018. لم يدفع السيد ماسك دولارا واحدا من ضرائب الدخل الفيدرالية؟ استغل خروقات في قانون الضرائب، واستغل تسهيلات حكومية للمستثمرين، واستغل حسن نوايا الشعب الأميركي...

لفت ذلك انتباه المخلصين الذين يعملون من أجل ضرائب أكثر إنصافا على أصحاب الدخل المرتفع. وهكذا، لست أنا الوحيدة الغاضبة من السيد ماسك. يغضب عليه، وعلى أمثاله، ملايين الأميركيين الذين يريدون نظاما ضريبيا عادلا.

خلال الصيف، أصدر مركز «بروبابليكا»، المتخصص في النظام الضريبي، تقريرا عن نسب الضرائب التي يدفعها، أو لا يدفعها، الأغنياء. وجاء السيد ماسك في مقدمة المتهربين من دفع الضرائب المستحقة عليهم.

خلال أربع سنوات، ما بين عامي 2014 و2018، زادت ثروته بمقدار 14 مليار دولار. لكنه دفع فقط 455 مليون دولار ضرائب عليه...

وفي عام 2018، لم يدفع السيد ماسك ولا دولارا واحدا إلى مصلحة الضرائب. كعادته، استغل خروقات في قانون الضرائب، واستغل تسهيلات حكومية للمستثمرين.

عندما أرسل له صحافيو مركز «بروبابليكا» استفسارا عن ذلك، رد بعلامة استفهام (؟)...

 

ماسك: أدفع ضرائب أكثر من أي شخص آخر

لم يساهم أي أميركي متجنس في بناء وطنه الجديد مثلما ساهمت أنا (هو في الأصل من جنوب أفريقيا)... خلال السنوات القليلة الماضية، ساعدت مؤسسات حكومية عملاقة، مثل وكالة «ناسا» الفضائية. ومثل برامج البنتاغون الفضائية، وساعدت عسكريين ومدنيين، وساعدت تجارا ومستثمرين...

اليوم، يسعدني أن أعلن أنني سأدفع ما مجموعه 11 مليار دولار ضرائب حكومية لهذا العام. لا أريد أن أتباهى. لكنني أريد أن أوضح أن الضرائب واجب وطني، وأنا من أوائل الذين يلتزمون بهذا الواجب الوطني. رغم أن كثيرا من الخبراء الاقتصاديين يرون أن الـ11 مليار دولار هذه كان يجب أن تستثمر في مزيد من الابتكارات التكنولوجية. وليس في البرامج الحكومية المهدرة مثل تلك التي تدافع عنها السيناتورة وارين، على مر السنين...

على أي حال، سأدفع ضرائب هذا العام أكثر من ضرائب أي أميركي في التاريخ...

لماذا لم تقدر السيناتورة وارين محاولاتي لجعل العالم مكانا أفضلا؟ لماذا لم تقدر اختراعاتي وابتكاراتي في مجال الفضاء؟ لماذا تركز على الضرائب؟

أعتقد أنها شنت هذه الحملة ضدي من أجل جمع التبرعات لحملتها الانتخابية. اذهبوا إلى صفحات «فيسبوك»، وأقرأوا الإعلانات التي اشترتها ضدي. ومع كل إعلان، طلبت من مؤيديها التبرع لحملتها الانتخابية...

تذكرني السيناتورو وارين، عندما كنت طفلاً، كانت والدة واحد من أصدقائي دائما غاضبة، ودائما تشتم الناس يمينا ويسارا.

أقترح أن تغير السيناتورة وارين اسمها إلى السيناتورة كارين (امرأة كثيرة الغضب، وكثيرة الشكوى)...

اليوم، أريد أن يعرف الجميع أن السيناتورة وارين ليست هي الوحيدة التي تهاجمني. لقد قرأت للتو تغريدة في «تويتر» كتبها زميلها التقدمي السيناتور بيرني ساندرز؛ قال إن الأغنياء يجب أن يدفعوا ضرائب أكثر. استغربت، لأني اعتقدت أنه ميت. حسنا، إنه حي على حافة القبر...

مثلما كتبت، علي أن أدفع 11 مليار دولار ضرائب هذا العام. لكن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين التقدميين، مثل وارين، وساندرز، تقدموا بمشروع قانون في مجلس الشيوخ لتعديل قانون الضرائب لأدفع 50 مليار دولار.

أعتقد أن هؤلاء التقدميين لا يجدون أموالا ينفقونها على برامجهم الحكومية السائبة، وجاء دوري...

 

 

font change

مقالات ذات صلة