يوميات كاتب في السودان: "إنها الحرب... يا للغباء"

لحظات الرعب والقلق

AFP
AFP
نزوح السكان من أحيائهم وسط قتال بين الجيش وقوات "الردع السريع" في الخرطوم في 19 أبريل/نيسان 2023 عقب انهيار هدنة استمرت 24 ساعة.

يوميات كاتب في السودان: "إنها الحرب... يا للغباء"

لم يكن من السهل عليّ أن أقنع طفلتي نبأ (5 سنوات) بضرورة تأجيل رحلتنا القصيرة إلى حدائق الخرطوم العامة، فلأكثر من أسبوع وهي مشغولة بهذه الرحلة بعد حبسها هي وإخوانها في البيت طوال أيام رمضان المنقضية، وكنا نخطّط لإفطار في الهواء الطلق على شاطئ النيل في إحدى الحدائق المفتوحة. كنت أحاول أن أشرح لها أن الحرب اندلعت،لكنها ظلّت تصرّ على الذهاب وتقول: "خلاص نمشي بكرة ما في حرب"، بيد أنها غيرت رأيها سريعا بعد سماعها دوي "الدانات" والمدافع وأصوات الطائرات المنطلقة في رعب في فضاء المكان.

جاءتني خائفة وقالت: "خلاص ما نمشي الحديقة، لا بكرة ولا أي يوم تاني".

 تأكد الجميع أن الحرب جدية وأن الموت يتربص بالكل متلونا مع الأدخنة المتصاعدة في الفضاء، ومتداخل مع أصوات الفرقعات المدوية، خلت الشوارع من المارة وبدت على وجوه الجميع آثار الفزع والخوف. هناك شيء جديد، شبحي ومرعب ومخيف يحيط بالكل ويحاصرهم في زاوية الترقب والتوجس والقلق



اختبار الحرب

يمكنني الادعاء بأنني اختبرت احساس الحرب قبل سنوات طويلة من الآن، وذلك حين كنت أقطن مدينة نيالا بإقليم دارفور. وقتها عايشت إرهاصات الحرب الأولى، وذقت ألم فقد أصدقاء ومعارف قتلوا في تلك البدايات المظلمة، وهو الأمر الذي ألهمني كتابة روايتي الأولى "تخوم الرماد" التي عدّها كثير من النقاد والقراء نبوءة مبكرة بنشوب الحرب في إقليم دارفور. لكنْ، برغم ذلك فإنّ ما أحسه وأعايشه الآن يختلف تماما، وأجدني لأول مرة في قلب الحرب، إن كان لها قلب!

في اليوم الأول لاندلاع المعارك العنيفة، السبت الخامس عشر من أبريل/ نيسان، خرجت في منتصف النهار لأستطلع الأمر! أنا أسكن أمدرمان، في منطقة تسمى كرري، على اسم أشهر المعارك في التاريخ السوداني الحديث. المعركة الحاسمة بين الجيش الإنجليزي الغازي وجيش المهدية؛ عند الجبل، جبل كرري. فعلى سفوح هذا الجبل بعد نحو قرن أو أكثر من "معركة كرري" دارت وتدور حاليا أعنف المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. فهنا شيدوا معسكرات التدريب والمطارات الحربية، وعلى مقربة بنوا الكلية الحربية المسماة بـ "مصنع الرجال وعرين الأبطال". متى تقاسم الدعم السريع المكان مع الجيش؟ لست أدري، لكنّ المعارك اندلعت عنيفة ومرعبة أحالت أمننا إلى خوف ووجل.

خرجت نهارا أستطلع الأمر، فالتقيت أحد جيراني مبتلا بالعرق ويمشي كأنه يهرول وبين يديه أكياس مكدّسة بالمواد التموينية. قال لي: "لا نعرف ما الذي سيحدث.. دي حرب وقد تستمر طويلا، لابدّ من الاحتياط.. اشتري حاجيات وخزّنها". وكان يقصد بالطبع الدقيق واللحم والخبز.. لكني، وقتها لم أكن أملك من المال ما يكفي لإفطار اليوم، والدنيا رمضان، ناهيك عن مؤونة حرب!

ما تحسبت له جيدا واحتطت له بقدر معقول كان الماء، توقعت أن تقطع الكهرباء فجأة وفي أي لحظة، ولا ماء هنا لدينا دون كهرباء، وموتور كهربائي لسحبها، وهذا قبل الحرب بالطبع. حملت (جردلي وحافظتي) وأسرعت في قيظ النهار إلى أقرب "كلر ماء" خيري في الجوار. هذا الماء سيكفيني مع أطفالي بقية هذا اليوم وصباح الغد، أما بعد ذلك فربك كريم بعباده.

AFP
سودانيون يحملون أمتعتهم هربا من القتال بين الجيش وقوات "الردع السريع" في 19 أبريل 2023.

ليل بلا نوم

في نهار اليوم الثاني، تأكد الجميع، وأعني من هم حولي في موقع سكني بمحلية كرري، أن الحرب جدية وأن الموت يتربص بالكل متلونا مع الأدخنة المتصاعدة في الفضاء، ومتداخل مع أصوات الفرقعات المدوية التي لم تتوقف طوال نهار ذلك اليوم. أغلقت البقالات وخلت الشوارع من المارة وبدت على وجوه الجميع آثار الفزع والخوف. هناك شيء جديد، شبحي ومرعب ومخيف يحيط بالكل ويحاصرهم في زاوية الترقب والتوجس والقلق.

لكن الرعب الحقيقي تحقق في ليل ذلك اليوم. انقطعت الكهرباء، وازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بالصور ومقاطع الفيديو المؤلمة والمرعبة. الخرطوم، تحترق؛ مدن نيالا، الأبيض ومروي، كل السودان في هذه اللحظة يشتعل بالنيران. سعار مجنون يدفع الطرفين المتقاتلين لتكثيف وتيرتهما القتالية، في سباق سرابي محموم لحسم المعركة في أيامها الأولى.. لكن "الحرب ليست نزهة!".

في ليل ذلك اليوم قررت أن أظل ساهرا عسى ولعلّ أن تنفرج أزمة المياه قليلا، فنهار اليوم كان شاقا على الجميع، بحثا عن الماء هنا وهناك، أما أنا فقد تبددت احتياطاتي الصغيرة مع انتهاء اليوم. انفتح الجحيم عند الساعة الثانية صباحا أو الثالثة فجرا. "شرائط" مندفعة من النيران أخذت تتصاعد في السماء، يتبعها دوي يهز الجدران. وبين الحين والآخر يئز صوت الطائرات المنطلقة في الفضاء باتجاه معسكرات كرري.

قلت لنفسي في ذلك الليل البهيم "بلا شك هذه هي النهاية". لن يمضي وقت طويل قبل أن تسقط إحدى الدانات أو القنابل، أو حتى إحدى الطائرات فوق رؤوسنا، لتدمر المكان وتأخذنا في أتون نيرانها المشتعلة إلى الأبد.. لكن، والحمد لله انقضى الليل، وحل الصباح والدوي قد خفت قليلا. الموت إن لم يحضر هنا الليلة، فهو حاضر هناك، قريبا من المعسكر؛ وإن أن استمر الحال المرعب كما هو فبلا شك ستزورنا النيران المهلكة عما قريب. ونمت.

الموت يحاصر المدينة ويحيل طعم الأشياء إلى حنظل. العيد على الأبواب، وكل الأعياد صارت متكأ للنواح والمآتم، منذ فض الاعتصام، اعتصام القيادة، يوم اغتيل غدرا الثوار في أول أيام عيد الفطر قبل أربعة أعوام.. ومن قتلهم حينها؟ هما الفرقتان المتقاتلتان الآن

هدوء كاذب

في اليوم الثالث هدأت الأوضاع فجأة. خفتت الدوي، إلا من أصوات متقطعة لما يشبه الطلقات النارية والمدفعية الخفيفة. خرج الناس إلى الشوارع وبدأ أصحاب بعض المحال في فتح محالهم، وعلى وجووهم تقرأ إنها الحرب، وللحرب اقتصادها! ارتفعت – هكذا – بين ليلة وضحاها أسعار المأكولات والغاز والوقود، وبالطبع حليب الأطفال. خرجت مثل غيري بحثا عن الخبز والأخبار والقليل من الاطمئنان. وكنت في ورطة صغيرة وطريفة، فكلّ من يلتقيني يظنّ أن لدي الخبر اليقين، فأنا صحفي، والصحفيون على علم بكل شيء، لكنني كنت استمع أكثر مما أتحدث، فما تبثه القنوات الفضائية وما تنشره صفحات وقروبات مواقع التواصل يقول إن الأمر سيطول ولا مخرج قريب. ومن يظنون أن الجيش الرسمي سينتهي من "المسألة" خلال ساعات وبالكثير مجرد أيام قلائل واهمون، فالمعارك تشتعل في محيط قيادة الجيش وفي القصر الرئاسي رمز الدولة الرسمي منذ العهد الإنجليزي البائد.

قضينا نهارا نرصد الأدخنة المتصاعدة في محيط المكان، وفي البعيد على جهتي الخرطوم وبحري. تتبعنا في قلق وخوف أخبار المعارك العنيفة التي تدور في أحياء الخرطوم المتفرّقة، حيث للدعم السريع قوات ومعسكرات هناك، ولنا – كلنا – أخوة وأشقاء وأهل وأصدقاء يقطنون هناك. الموت يحاصر المدينة ويحيل طعم الأشياء إلى حنظل. العيد على الأبواب، وكل الأعياد صارت متكأ للنواح والمآتم، منذ فض الاعتصام، اعتصام القيادة، يوم اغتيل غدرا الثوار في أول أيام عيد الفطر قبل أربعة أعوام.. ومن قتلهم حينها؟ هما الفرقتان المتقاتلتان الآن.

في الليل تظهر سلاسل النيران المضادة للطيران، مضيئة وملتهبة تضيء السماء وتخضبها باللون الأحمر. هل انجلى الخوف، لنظل هكذا متكومين في نواصي الشوارع نرصدها، هي والطائرات الفارّة والمهاجمة؟ أم أن الأيام الثلاثة فقط كانت كافية بالنسبة لنا لتتساوى جميع الأشياء، وتجرنا إلى ما دون خط الحذر؟

وفي الليل، ليل اليوم الثالث كنا نرصد حركة مجموعة من الشباب صغار السن وهم يتحركون في مجموعات صغيرة متقطعة وبأيدي كل منهم (كيس صغير)! إنهم جنود الدعم السريع الفارون. هكذا أكد الجميع، أبدلوا ملابسهم العسكرية بالملابس المدنية وانسحبوا من المكان بعد هزيمتهم عند سفح الجبل. أبدلوا الأسلحة الخفيفة بالملابس المدنية، هكذا قال أحدهم. من قايضهم ومن أخذ السلاح وإلى صدر من سيوجهه في يوم الغد؟ ثم إلى أين يمضون الآن، بكل هذا الاطمئنان وكأنهم في نزهة. وهل هزيمتهم هنا تعني بالضرورة خسارتهم للمعارك هناك، في المدينة الرئاسية المشتعلة بالنيران؛ الخرطوم.

AFP
يستمر نزوح السكان في الخرطوم عقب انهيار هدنة استمرت 24 ساعة.

جثث في كل مكان

أراني أحد الجيران، في جلسات النهار المقلقة، صورة لضابط مقتول. ضابط شرطة بالزي الأبيض المخصّص لشرطة المرور. قلت له هذا ابن عمي. اغتيل في اليوم الثاني لنشوب القتال. رجل أحببته كثيرا، رحل هكذا فجأة وهو في كامل انضباطه المهني. لأربعة أيام كتمت حزني عليه ولم أخبر أحدا. إنه شهيد الواجب وشهيد الالتزام، وعشق الجندية.

إذن، صارت الصور ومقاطع الفيديو هي المصدر الأول لمكامن الألم والأوجاع. مدينتي نيالا تحترق الآن. المعارك تدور في أركانها الأربعة. حي شم النسيم، وحي الجمهورية والكنغو وغيرها، كلها ساحات للقتال الآن. أبصر صورا موجعة لاحتراق سوقي "الشطة والعيش"، احس باحتراق ذكرياتي وانتثارها في الرماد الذي يغطي المكان. استعيد زمانا قديما، شابا وجميلا، حين كنت أتسكع بلا هدف بين السوقين الشعبيين، بين دكاكين العيش وأواني البهارات والناس المتحركون دون عجلة تنطلق منهم الضحكات والقفشات. كنت أجد راحتي بينهم دون أن أحتك بأحد.. أدور فقط في المكان، الذي صار الآن لا مكان، أثر بعد عين!

أراني أحد الجيران، في جلسات النهار المقلقة، صورة لضابط مقتول. ضابط شرطة بالزي الأبيض المخصّص لشرطة المرور. قلت له هذا ابن عمي. اغتيل في اليوم الثاني لنشوب القتال. رجل أحببته كثيرا، رحل هكذا فجأة وهو في كامل انضباطه المهني

شهيد الجامعة

انتشرت أخبار الموت والدمار كما هو متوقع. تناقل الناس في ألم قصص وحكايات المحبوسين والمحاصرين في مناطق مختلفة في دائرة الاشتباك العنيف شمال الخرطوم وشرقها. طلاب جامعات وطلاب مدارس، موظفون خرجوا مبكرا لأداء مهامهم فباغتهم الرصاص. عمال الفجر الكادحون؛ بائعات الشاي والتجار الفريشة، والصغار الضائعون أبدا من الشماسة المشردين.

استوقفتني بشكل خاص قصة طالب الآداب – أو خريجها – بجامعة الخرطوم الذي اغتيل أثناء احتدام المعارك، وعجز رفاقه من المحاصرين معه داخل أسوار الجامعة من إخراج جثمانه ودفنه إلى أن اهتدوا إلى فكرة دفنه داخل حرم الجامعة. أيكون هذا أول مزار داخل كلية غردون التذكارية؛ مهد الأفندية والنخب التائهة؟

ما الحرب؟ وما موقفي منها؟ وإلى أي طريق أنتمي؟ استعدت في لحظة الحصار هذه ورقة قديمة قدمتها قبل سنوات (2008) في ورشة عن أدب الحرب أقامها اتحاد الكتاب السودانيين. في ذلك الوقت لم يكن أحد يتوقع أو (يتخيل) أن الحرب ستشتغل وتتحول إلى واقع معاش في العاصمة الخرطوم، وكان الحديث عن حروب الأطراف: دارفور وجنوب كرفان والنيل الأزرق، وبالطبع الجنوب الذي كان في سبيله إلى الانفصال.

REUTERS
أشخاص يبحثون عن المياه خلال الاشتباكات شمال الخرطوم، السودان، 20 أبريل 2023.

 في تلك الورقة قلت:

"كتابة لا تحفل بالمتغيرات المجتمعية وما يعتريها من تفكك وانحلال نتاج ظواهر في ظاهرها الغموض والانبهام؛ وفي بروزها المباغتة وإن كانت تتكون ببطء وفي غفلة من الجميع؛ كتابة لا تحفل بكل هذا غير جديرة بالتوقف لديها؛ على الأقل تحت الظرف التاريخي الراهن؛ محليا وعالميا؛ إذ كيف يمكن أن تُكتب ـ أي كتابة ـ وموت مجاني مجنون يحاصر الجميع؟.

وقلت أيضا:

"اتخاذ موقف تجاه هذه الفكرة الانهزامية، بالوقوف ضدها، وبالانحياز لكل ما يمكن أن يحقق السلم والأمن ويجتث الحروب من جذورها، هذا الموقف من الكاتب أو المثقف برأيي يرتبط ارتباطا عضويا بالكتابة والمنتوج الأدبي أو الإبداعي، بمعنى أن مقاومة ومحاربة التشوهات الإنسانية والانحرافات المجتمعية ـ الحرب أسطع صورهاـ همّ أساسي من هموم الكتابة والإبداع بصورة عامة؛ وهذا يعني أن الهم التاريخي المجتمعي والإنساني أحد الشروط الأساسية التي تنبني عليها الكتابة الإبداعية ـ هذا على الأقل بالنسبة لما أكتبه وأتبناه ضمن مشروعي الإبداعي".

إذن موقفي الثابت الذي لم أتغير عنه ولن أحيد هو الإدانة المطلقة للحرب، أيا تكن مبرراتها وأسبابها، ناهيك أن تكون حربا عبثية مثل التي تدار فوق رؤوسنا الآن، وتجعل من أبناء شعبنا البسطاء وقودا لها، بينما يحلم جنرالاتها بالمزيد من السلطة والنفوذ والثروات.. أما السودان فلا بواكيَ له.

أعود إلى أيام الحرب، وإلى يومها الثالث بالتحديد، ففي هذا اليوم عصفت بي الهواجس، فالقنوات الفضائية وصفحات الميديا، والوجوه الحائرة في الشوارع، جميعها لا تبشر بشيء سوى الهلاك. لقد بدأ الأكثرية بالخروج من الخرطوم وأمدرمان و(النزوح) صوب الولايات الآمنة، كما بدأت الأسعار – الشيء الملازم للحروب – في الارتفاع من جهة بينما تقابلها في الجهة المقابلة أزمة نفاد المال والماء والغذاء. كيف يمكنني الخروج بأطفالي الصغار ولا "مال عندي ولا وقود"؟ كيف يمكنني حراستهم وفي كل يوم تبدو معارك الشوارع أقرب إلى التحقق؟

AFP
مشهد جوي لدخان أسود يتصاعد فوق مطار الخرطوم الدولي وسط معارك المستمرة في 20 أبريل 2023.

في خضم هذا القلق وارتفاع مستوى الهواجس كان لابد من ضابط لحالي حتى لا انهار. قلت هي القراءة إن لم تكن الكتابة. عدت – يا سادتي – إلى قراءة رواية موسم الهجرة الشمال. احتميت بسيدي وإمامي الطيب صالح وتنزلت السكينة بقلبي. رددت معه الأبيات الأخيرة لقصيدة "نساء فنلدرز" وأنا اتأمل حالي وحال البلاد:

"ينتظرن الضائعين الذين أبدا لن يغادروا الميناء

ينتظرن الضائعين الذين أبدا لن يجئ بهم القطار

إلى أحضان هؤلاء النسوة ذوات الوجوه الميتة

ينتظرن الضائعين االذين يرقدون موتى في الخندق والحاجز والطين في ظلام الليل

هذه محطة تشارنغ كروس الساعة جاوزت الواحدة

ثمة ضوء ضئيل

ثمة ألم عظيم".

نعم ثمة ضوء ضئل والألم عظيم ويتضاعف.

من قال من الجانبين إن النصر قاب قوسين أو أدنى؟ كلاهما كاذب ومهزوم، فلا نصر في حرب وقودها أبناء شعبك من المدنيين والعسكريين. لكن من يتعظ!

اليوم المئة

ها أنا في اليوم السادس ولا زالت المعارك تدور. من قال من الجانبين إن النصر قاب قوسين أو أدنى؟ كلاهما كاذب ومهزوم، فلا نصر في حرب وقودها أبناء شعبك من المدنيين والعسكريين. لكن من يتعظ!

إلى هنا أتوقف، فالدوي عاد يتردّد وإن كان بعيدا ومتقطعا. الأكيد أن هناك أيام أخرى قادمة بأهوالها وآلامها. لا أدري، عند اليوم المئة أو الألف في أي مكان سأكون، وإن كنت وقتها قادرا على الكتابة أم أتحول أنا نفسي إلى مكتوب!

font change

مقالات ذات صلة