إخفاقات حكومات حزب المحافظين البريطاني تلاحق ريشي سوناك

كيف ساءت الأمور بالنسبة لسوناك بهذه السرعة؟ وهل ثمّة أمل له في النجاة؟

Andy Edwards
Andy Edwards

إخفاقات حكومات حزب المحافظين البريطاني تلاحق ريشي سوناك

لا تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لريشي سوناك. فرئيس الوزراء البريطاني الذي لم يمضِ على تولّيه منصبه أكثر من ستة أشهر منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتجه نحو هزيمة حتمية في الانتخابات العامة المقبلة، إذ من المفترض أن تجري انتخابات عامة على مستوى البلاد بحلول يناير/كانون الثاني 2025 على أبعد تقدير، فيما تشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن حزب سوناك، حزب المحافظين، متأخر بمعدل 18 نقطة عن حزب العمال المعارض.

ويبدو أن الأخبار السيئة بالنسبة لسوناك تتوالى مع مرور الأيام والأسابيع. ففي أوائل شهر مايو/أيار الماضي، تعرض حزب المحافظين لهزيمة ساحقة في انتخابات المجالس المحلية، حيث خسر الحزب قرابة 978 مقعدا في 47 مجلس محلي، كما شاهد حزب العمال وهو يتجاوزه ليصبح أكبر حزب في الحكومات المحلية. بعد ذلك بوقت قصير، أعلن كثير من النواب التابعين لسوناك، بمن فيهم النائب السابق لرئيس الوزراء دومينيك راب، أنهم سيتقاعدون في الانتخابات المقبلة، وتكهن كثيرون أن هذا القرار جاء لتجنب الإهانة التي ستصاحب فقدانهم مقاعدهم. ويتعلق الجدل الأخير بالتحقيق المستقل الذي طال انتظاره في بريطانيا بقضية تعامل الحكومة البريطانية مع جائحة كوفيد-19، حيث تحاول رئاسة الوزراء منع اللجنة المشرفة على التحقيق من الوصول إلى البيانات الحساسة التي قد تدين رئيس الوزراء شخصيا.

إرث مضطرب

وبالنسبة للمراقبين الخارجيين، يبدو سوناك أكثر يأسا. وعلى الرغم من أنه يبدو أكثر تألقا وأقل فوضوية من سلفيه المباشرين، ليز تراس، وبوريس جونسون، إلا أن الناخبين البريطانيين يبدون غير مقتنعين به. فكيف ساءت الأمور بالنسبة لسوناك بهذه السرعة؟ وهل ثمّة أي أمل له في النجاة؟

لم تكن المشاكل الكثيرة التي واجهت حزب المحافظين الذي يقوده سوناك من صنع يديه بشكل كامل، فالرجل تسلم رئاسة الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول بعد فترة حكم تراس القصيرة والكارثية، التي كانت قبل عدة أسابيع قد فازت على سوناك برئاسة الحزب، وشهدت فترة حكمها سلسلة من الأزمات الاقتصادية الناجمة عن خطة "الميزانية المصغرة" التي أفضت إلى أكبر نسبة استقطاعات ضريبية في بريطانيا منذ عام 1972، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الرهن العقاري وتراجع الجنيه الإسترليني.

وتسببت الأزمة هذه في توتر كبير بين أعضاء البرلمان المحافظين الذين أجبروا تراس على الاستقالة بعد 49 يوما فقط من استلامها المنصب، ما فتح الباب أمام سوناك للوصول إلى المنصب.

لكن، لم يكن على رئيس الوزراء الجديد التعامل مع هذا الإرث الاقتصادي فحسب، بل كان عليه أيضا أن يتعامل مع تداعيات الفترة التي أمضاها بوريس جونسون في المنصب والذي حلت تراس محله لاحقا. في غضون ثلاث سنوات، انقلب الوضع بالنسبة لجونسون من انتصار كاسح في الانتخابات العامة في 2019 إلى إجبار على الاستقالة من قبل وزرائه... انتُخب جونسون بعد وعد بـ"إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، بعد أن ساهم مقترح خروج بريطانيا من الاتحاد في شل سياسة المملكة المتحدة.

واستطاع جونسون الحفاظ على شعبيته في السنوات الأولى لولايته بعد تمكنه أخيرا من التوصل إلى توافق مع بروكسل من أجل "البريكسيت". وعلى الرغم من ارتفاع معدل الوفيات في بريطانيا خلال جائحة كوفيد، إلا أن جونسون حاز أيضا بعض الإشادة بسبب حملة التطعيم الناجحة التي أطلقها في المملكة المتحدة.

وكم فوجئ الجميع عندما تبين أن مقر رئيس الوزراء جونسون في داونينغ ستريت أقام حفلات غير قانونية متكررة خلال فترات الحظر أثناء جائحة كوفيد-19، وأن جونسون نفسه حضر البعض منها. وأدى ذلك إلى ما يسمى بفضيحة "بارتي غيت" والتي شهدت تغريم جونسون لخرقه قواعد كوفيد-19 الخاصة به، ولا زالت التحقيقات جارية للتحقق مما إذا كان قد ضلل البرلمان عن قصد عند شرحه لأفعاله.

بالإضافة إلى ذلك، تعثر الاقتصاد بعد الوباء، ما أدى إلى خلق أزمة تكاليف المعيشة التي تفاقمت بسبب ارتفاع تكاليف الوقود والحواجز التجارية الجديدة التي وضعت بسبب اتفاقية جونسون الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أخيرا، أدى ميل جونسون لمكافأة أصدقائه وحلفائه بالمناصب الرفيعة والعلاقات الحكومية، فضلا عن دفاعه عن كثير من النواب بعد خرقهم لقواعد البرلمان، إلى تفاقم حالة الفساد العامة وفقدان ثقة الجمهور ليس فقط في جونسون، ولكن أيضا في حزب المحافظين بشكل عام.

في أوائل شهر مايو/أيار الماضي، تعرض حزب المحافظين لهزيمة ساحقة في انتخابات المجالس المحلية، حيث خسر الحزب أكثر من 1000 مقعد

حاول سوناك، الذي ورث حكومة لا تتمتع بثقة الناس، أن يقدم نفسه كشخص منفصل تماما عن كل من سلفيه جونسون وتراس، سوى أنه كان قد لعب دورا مهما في إدارة رئيس الحكومة الأسبق.

لا فصل تاما

فبصفته وزير المالية البريطاني، ساهم سوناك بشكل كبير في سياسات كوفيد والمشاكل الاقتصادية اللاحقة. كما تورط أيضا في فضيحة "بارتي غيت"، حيث غُرّم لحضوره تجمعات غير قانونية. مع ذلك، لم يحظَ سوناك بأي ولاء من أنصار جونسون، بعد أن قاد التمرد ضده عام 2022. وبالتالي، فإن سوناك يجد نفسه بين نارين، فهو ملوث في نظر الجمهور لارتباطه بجونسون، وواجه عداء شديدا من بعض النواب المؤيدين لجونسون لاعتقادهم بأنه غدر بزعيمهم السابق.

حاول سوناك أن يبدأ من جديد فوضع أجندة تهدف إلى استعادة بعض المصداقية لحزب المحافظين. وفي خطاب ألقاه في يناير/كانون الثاني 2023، قدم سوناك خمسة وعود، وهي: خفض التضخم إلى النصف، وتنمية الاقتصاد، وخفض الدين الوطني، وتقليص قوائم انتظار الخدمات الصحية الوطنية، وتقليل الهجرة غير الشرعية. وتبع ذلك سلسلة من الخطوات السياسية البارزة التي تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف وتحسين النظرة العامة لحزب المحافظين.

DPA
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يرد على أسئلة المعارضة في إحدى جلسات البرلمان.

وكانت إحدى هذه الخطوات صفقة جديدة مع الاتحاد الأوروبي بشأن أيرلندا الشمالية لتسهيل تدفق التجارة. أما الخطوة الأخرى فكانت الإعلان عن إجراءات قاسية لمعاقبة المهاجرين الذين يعبرون بحر المانش بشكل غير قانوني على متن قوارب صغيرة.

بالإضافة إلى ذلك، حاول سوناك تعزيز صورته كرئيس للوزراء بشكل كبير ليحاول تجاوز صورة التكنوقراط التي رسمت له أثناء توليه منصب وزير المالية في السابق. كما حاول أن يظهر وكأنه يتمتع بلمسة شعبية من خلال حضوره لمباراة كرة قدم لنادي طفولته، ساوثهامبتون والذي شاءت المفارقة أن يهبط من الدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك اليوم تحديدا. إضافة إلى ذلك، حاول سوناك تعزيز صورته كرجل دولة من خلال خطابه الذي تحدث فيه عن التهديد الذي تمثله الصين قبل قمة مجموعة السبع الشهر الماضي.

إلا أن كل ما سبق فشل في ترك أثر دائم في الوعي الشعبي، وواجه سوناك حتى الآن صعوبة في تحقيق أي من الوعود الخمسة التي قدمها. وعلى الرغم من أن نسبة القبول التي يحظى بها سوناك ارتفعت قليلا في مارس/آذار الماضي، إلا أنها بقيت طوال فترة رئاسته لمجلس الوزراء أدنى من نسبة القبول التي يحظى بها كير ستارمر، زعيم حزب العمال، حيث انخفض معدل الرضا الصافي إلى -21 في يونيو/حزيران الحالي.

لم يكن على رئيس الوزراء الجديد التعامل مع الإرث الاقتصادي فحسب، بل كان عليه أيضا أن يتعامل مع تداعيات الفترة التي أمضاها بوريس جونسون في المنصب، والذي حلت تراس محله لاحقا

لم يكن تراجع شعبية سوناك أمرا مفاجئا نظرا للمشاكل التي يواجهها؛ إذ لم يحدث تطور ملحوظ في الاقتصاد البريطاني. ففي شهر مايو/أيار الماضي، هبط مستوى التضخم إلى 8.7 في المائة، إلا أن الأجور فشلت في مواكبة تلك التطورات.

وبينما ترتفع معدلات الفائدة في محاولة من البنك المركزي البريطاني الحد من التضخم، يرزح الناخبون تحت ضغط الأقساط المرتفعة للقروض العقارية، وفواتير مرتفعة عند التسوق، وشح في المال لتغطية كل ما سبق.

حاول سوناك تعزيز صورته كرئيس للوزراء بشكل كبير ليحاول تجاوز صورة التكنوقراط التي رسمت له أثناء توليه منصب وزير المالية في السابق

تراكم المشاكل

وفي حين كانت الحكومة سعيدة بتجنب بريطانيا بصعوبة الدخول في حالة من الركود عام 2023، فإن الكثير من الناس البسطاء الذين يعانون للمضي قدما في حياتهم لم يجدوا أية راحة. وفي الوقت نفسه، تسببت أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة بمستويات غير مسبوقة من الإضرابات، حيث تسعى النقابات جاهدة لزيادة الأجور. وبحلول نهاية عام 2022، خسرت بريطانيا أعلى عدد من أيام العمل نتيجة للإضرابات منذ عام 1989، إلا أن الوضع عام 2023 لم يشهد تحسنا كبيرا، وقد ينتهي به الأمر بتخطي عتبة 2.47 مليون يوم عمل ضائعة في عام 2022.

ولم يساهم ظهور سوناك بمظهر المنفصل عن الواقع بتحسين الأمر، حيث قال رئيس الوزراء للصحافيين وهو في طريقه لحضور قمة السبع إن "التفاؤل الاقتصادي وثقة المستهلكين في تزايد"، على الرغم من أن الدلائل تقول عكس ذلك. وفي المقابل، أشار اقتصادي بارز في البنك المركزي البريطاني في موضع آخر إلى أنه سيتوجب على شعب المملكة المتحدة تقبل فكرة أنهم أفقر من ذي قبل.

إضافة إلى ما سبق، هناك شعور لدى العامة بأن ثروة سوناك تغشي عينيه عن تأثيرات الأزمة الاقتصادية؛ فبين ثروته البالغة 7 ملايين جنيه إسترليني، وثروة زوجته التي تفوق ذلك الرقم بكثير، يصبح سوناك أغنى شخص يقطن في منزل رئيس الوزراء الكائن في 10 داونينغ ستريت. ولربما كان هذا واضحا في ولعه باقتناء فناجين القهوة غالية الثمن، والتي يقدر ثمنها بـ180 جنيها إسترلينيا، أثناء عمله كمستشار. وانتُقد رئيس الوزراء سوناك لاستخدامه طائرة مروحية في الرحلات القصيرة بدلا من استخدامه للمواصلات العامة، دون أي اعتبار لتكلفة ذلك على البيئة وعلى جيوب دافعي الضرائب.

Reuters
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على متن سفينة لاستقبال طالبي اللجوء

وعلى رأس هذه المشاكل يأتي التحقيق العام المتعلق بـ"جائحة كوفيد"، حيث سعت حكومة سوناك للحصول على مراجعة قضائية لمنع فريق التحقيق من الوصول غير المشروط لرسائل "الواتساب" الخاصة بالوزير وملاحظاته الأخرى، والتي يصر فريق سوناك على عدم أهميتها لجهة التحقيق، ويشددون على أن هذا الأمر قد يشكل سابقة خطيرة لاختراق خصوصية أي وزير سيتسلم منصبا فيما بعد. ويتكهن المراقبون بأن السبب الحقيقي وراء ذلك هو رغبة سوناك بالحد من التدقيق في تصرفاته كوزير مالية في ذلك الوقت. وكان من المتوقع أن يركز التحقيق على رئيس الوزراء آنذاك، بوريس جونسون، وبعض القرارات التي اتخذها في أثناء الجائحة، والتي قد تكون ساهمت في زيادة انتشار فيروس كوفيد-19.  ومع ذلك، تشير مصادر مطلعة إلى أن رئيسة التحقيق، ليدي هاليت، تركز أيضا على تصرفات سوناك كمستشار في ذلك الوقت.

وبينما نال وزير المالية سوناك الثناء على مخطط "الإجازة المدفوعة" الذي اعتمده في بدايات الجائحة، والذي ساهم في حماية وظائف كثير من البريطانيين، فإن أفعاله اللاحقة كـ"تناول الطعام في الخارج للمساعدة" والذي قدم الدعم لقطاع الفنادق والمطاعم على سبيل المثال، ومعارضته لفرض إغلاق عام في خريف 2021، قد تكون سببًا في تفاقم الوباء. وفي خريف 2021، ربما زادت من سوء الجائحة. وصور سوناك نفسه على أنه بطل الجائحة، إلا أن لجنة التحقيق قد تخلص إلى عكس تلك الصورة، وتصويره على أنه قد يكون مسؤولا أكثر من بوريس جونسون عن فشل المملكة المتحدة في مواجهة انتشار جائحة كوفيد-19. ستدمر نتيجة كهذه سمعة سوناك أكثر، وستقضي على أي فرصة ضئيلة لإعادة انتخابه.

في حين يعتقد معظم المحللين أن فرص سوناك في التغلب على حزب العمال في الانتخابات القادمة ضئيلة، إلا أن هناك بعض الآمال الواهية المتبقية.

أشار اقتصادي بارز في البنك المركزي البريطاني إلى أنه سيتوجب على شعب المملكة المتحدة تقبل فكرة أنهم أفقر من ذي قبل

آمال واهية

 أولا، طبيعة الانتخابات في بريطانيا تاريخيا أعطت دائما الأفضلية لحزب المحافظين. بينما تبقى استطلاعات الرأي (التي تعطي حزب العمال تقدما ملحوظا) مجرد معدلات عامة، فإن استخدام نظام التصويت الذي يعتمد على الفوز بأغلبية الأصوات قد لا يترجم ما سبق تلقائيا إلى فوز ساحق لحزب العمال. فتاريخيا، تركزت أصوات حزب العمال في المناطق المدنية، مما يعني فوزه بأغلبية ساحقة من الأصوات في الدوائر الانتخابية المدنية، لكن المحافظين يفوزون بمقاعد أكثر، بهامش أقل، في المقاعد الريفية الأكثر عددا. قد تخالف التوجهات السائدة حاليا هذا الأمر قليلا، إلا أنه قد لا يكون مطلوبا من سوناك تعويض الفارق بينه وبين حزب العمال في استطلاعات الرأي لمنعهم من الفوز.

ثانيا، هناك ستارمر، منافسه على منصب رئيس الوزراء. فعلى الرغم من أن سوناك لم يحقق تقدما كبيرا لدى الجمهور البريطاني، إلا أن منافسه لم يحقق ذلك أيضا. فوفقا لشركة "يوجوف"، فإن 22 في المئة من البريطانيين و37 في المئة من ناخبي حزب العمال فقط يعتقدون أن ستارمر قائد جيد أو عظيم. لذلك، يُعتبر سوناك محظوظا لكونه لا يواجه خصما يملك سحرا وشخصية مثل توني بلير. ويبدو أن الناخبين يتحولون إلى حزب العمال من باب المعارضة لحزب المحافظين فقط وليس بسبب الانجذاب لحزب العمال. وبينما يحافظ ستارمر على سرية خططه للحكومة ويخفي سياساته الرئيسة حتى اقتراب موعد الانتخابات، فإن ذلك يمنح سوناك فرصة لإيجاد رسائل بديلة قد يستعيد من خلالها تأييد الناخبين. فنظرا لانخفاض شعبية ستارمر، هناك إمكانية بأن تعيد حملة انتخابية جيدة بعض الدعم لحزب المحافظين.

وأخيرا، هناك حالة من الانقسام داخل حزب المحافظين. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يلائم المحافظين بشكل عام، إلا أنه يصب في صالح سوناك. فبعد سنوات من الصراعات الداخلية التي أدت إلى إزاحة جونسون ومن ثم تراس، لا توجد رغبة في إثارة المزيد من الاضطرابات داخل أروقة حزب المحافظين. وهذا يعني أنه من المرجح أن يبقى سوناك في منصبه حتى بعد الانتخابات، دون الحاجة للقلق بشأن انقلاب محتمل. في الواقع، حتى إذا خسر سوناك في الانتخابات، فإن لديه فرصة للبقاء في منصب الزعيم بشرط تقديمه لأداء جيد. إذ يمكنه أن يروج لرواية تفيد بأنه أصلح الحزب بعد تراس ويستحق فرصة أخرى.

22 في المائة من البريطانيين و37 في المائة من ناخبي حزب العمال فقط يعتقدون أن ستارمر قائد جيد أو عظيم


ومع ذلك، وعلى الرغم من عدم قدرتنا على التنبؤ بالمستقبل، فإن الآمال السابقة كلها تبدو عديمة الجدوى كقشة يتعلق بها الغريق. فقد يحرم النظام الانتخابي حزب العمال من تحقيق فوز كاسح أو حتى أغلبية كبيرة، مما يجبرهم على التحالف مع الأحزاب الأخرى، إلا أن الأمر يتطلب تحولا كبيرا غير ممكن كي يصبح حزب المحافظين هو الحزب الأكبر. وقد يفتقر ستارمر إلى الجاذبية، لكنه يدير حتى الآن مجموعة احترافية للغاية ويبدو من غير المرجح أن يتعثر في المواجهة النهائية.

وعلى الرغم من أن سوناك آمن في الوقت الحالي، إلا أن حزب المحافظين مشهور بقسوته، وتشير الجاذبية الضعيفة التي يبديها رئيس الوزراء إلى أنه من غير المرجح أن ينجو في حال تعرضه لهزيمة انتخابية، خاصة مع وجود بديل بارز مثل بيني موردانت في الانتظار. وعلى الأغلب، فإن ريشي سوناك يلعب في الوقت بدل الضائع، وقد بقي له أقل من عام ونصف العام في المنصب. إلا أنه وبلا شك سيستمر في محاولة إيجاد صيغة قد تعيد له بعض الدعم، ولكن هذا في الوقت الحالي يبدو عبثيا.

font change


مقالات ذات صلة