كيف ستبدو السياسة الخارجية البريطانية في ظل حزب العمال؟

تتراجع مكانة بعض مجالات السياسة العالمية نسبيا في أجندة حزب العمال في الوقت الحالي، وتتدني درجتها في سلم الأولويات

AFP
AFP
زعيم حزب العمال كير ستارمر في لقاء مع الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي خلال زيارته لندن في فبراير/شباط 2023

كيف ستبدو السياسة الخارجية البريطانية في ظل حزب العمال؟

لقد أفل نجم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك. أو على الأقل، هذا ما تتوقعه آخر استطلاعات الرأي، حيث يتأخر بفارق 18 نقطة عن زعيم حزب العمال، بينما يبدو أنّ حزبه المحافظ ينهار مع تزايد الانقسامات العميقة التي تعصف به يوما تلو آخر حول مصير سلف سوناك، بوريس جونسون. وفي حين أن الانتخابات العامة في موعدها في يناير/كانون الثاني 2025 قد تكون بعيدة، فإن زعيم المعارضة، السير كير ستارمر، يبدو على نحو متزايد أنه سيكون رئيس الوزراء المقبل لبريطانيا، ما لم يقم رئيس الوزراء الحالي بنقلة استثنائية.

وعلى هذا الأساس، ستبدأ الحكومات الأجنبية حتما باستكشاف الشكل الذي قد تبدو عليه بريطانيا تحت حكم حزب العمال، وكيف سيؤثر ذلك على سلوك لندن في الخارج. فهل ستشهد حكومة ستارمر تحولا كبيرا على صعيد المشهد الدولي، أم إن خيار استمرارية السياسة الخارجية الراهنة أكبر من احتمال التغيير؟

لن تحدث ثورة في السياسة الخارجية البريطانية

على الرغم من عدم القدرة على قراءة المستقبل، إلا أنه من غير المرجح أن تباشر حكومة العمال بتغييرات جذرية في الخارج. وتميل الحكومات العمّالية تاريخيا إلى أن تكون محافظة أكثر من كونها ثورية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ولطالما أظهرت رغبة في تعزيز تحالفات بريطانيا القائمة، ولا سيما التحالف مع الولاياتِ المتحدة. ونحن نتذكر كيف ساعد كليمنت أتلي، رئيس الوزراء العمالي من 1945 إلى 1951، في تأسيس حلف شمال الأطلسي، بينما اشتهر توني بلير (رئيس الوزراء من 1997 إلى 2007) بـ"العلاقة الخاصة" التي تربط بريطانيا بواشنطن، إلى حد تقديمه دعما غير مشروط لجورج دبليو بوش في غزوه للعراق. وحتى هارولد ويلسون (رئيس الوزراء من 1964 إلى 1970ومن 1974 إلى 1976)، والذي كانت تربطه علاقة في غاية التوتر بحكومة الرئيس الأميركي ليندون جونسون بعد رفضه طلب الأخير بإرسال قوات بريطانية إلى فيتنام، لم يكفّ بدوره عن التعبير عن إيمانه بالتحالف وظلّ يؤيد خطابيا المجهودَ الحربي الأميركي.

في حين أن بروكسل سترحب بتحسين العلاقات مع لندن، قد يكون هناك تردد بإعادة فتح مفاوضات البريكسيت القديمة

ثمّة تقليد متطرف في السياسة الخارجية لحزب العمال يدعو إلى سياسات تحويلية، كنزع السلاح النووي، والخروج من حلف الناتو، وتبني موقفٍ أكثر انتقادا بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومع ذلك كله، فقد تمت هزيمة الزعماء الذين دفعوا بهذه المواقف في الانتخابات على نحو كاسح، كمايكل فوت وجيريمي كوربن. ويبدو أن ستارمر، الذي أعاد الحزب بعد توليه المنصب إلى صفوف الوسط السياسي من الجناح اليساري بزعامة كوربن، يمثلُ التقاليد الأكثر تقليدية لأتلي وويلسون وبلير، ومن المرجح أن يقتدي بالخيوط المحافظة لسياساتهم الخارجية. وعلى الأرجح، سينصبّ تركيز ستارمر على الشؤون المحلية بعد توليه السلطة.

ونادرا ما تُحسم الانتخابات فوزا أو خسارةً بناء على الشؤون الدولية بدلا من الشؤون المحلية، ومن المحتمل أن تضع حكومة العمال الجديدة للسلطة نصب عينيها مهمة إصلاح المشاكل الداخلية بدلا من تغيير السياسة الخارجية.

إذ سيُورثهم المحافظون قائمةً طويلة من المشاكل التي يجب معالجتها بعد أكثرِ من عقدٍ من حكم حزب المحافظين. فالاقتصاد البريطاني هو الأسوأ أداءً في مجموعة الدول السبع الصناعية، وثمة أزمة تكاليف معيشةٍ تضغط على الأجور، وترفع الأسعار، وتثير احتجاجات صناعية واسعة.

Reuters
زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي بمقر الحزب في لندن، مارس/آذار 2023

 

وتعاني خدمات عامة كثيرة، من قوائم انتظار قياسية في الخدمة الوطنية للصحة والمدارس، والتي تعاني بدورها من نقصٍ في التمويل. ويعتبر الجمهور غير متفائل بالسياسات بعد سجلِّ جونسون السيئ خلال جائحة كوفيد-19 واتهاماته بالكذب والفساد. فإذا أراد حزب العمّال من المواطنين إعادة انتخابه بعد خمس سنوات، فسيضطر الحزب إلى إنجاز تقدم على هذه الجبهات المحلية المتعددة في أقرب وقتٍ ممكنٍ، وبالتالي قد يُقلل ذلك من قدرته على تخصيص الكثير من الوقت لأي سياسات خارجية، سواء أكانت تلك السياسات راديكاليةً أم لا.

تغيير في الأسلوب

على الرغم من أن السياسة الخارجية ستكون في أسفل قائمة الأولويات ولن تكون جذرية على الأرجح، إلا أنّه لا زال متوقعا من سياسة حزب العمال الخارجية أن تكون مختلفة عن سياسة المحافظين من بعض النواحي. إذ أشار وزير خارجية الظل ديفيد لامي إلى أن التغيير في الأسلوب سيكون وشيكا بالفعل. ففي كلمته التي ألقاها في سنغافورة بداية يونيو/حزيران، انتقد لامي حكومة المحافظين لأنها تركز على نحو كبير على الشؤون الوطنية مثل اتفاقية بريكسيت، والهجرة غير الشرعية.

وأكد لامي أن حزب العمال سيكون أكثر توجها وانفتاحا على الخارج. لكن، في حين قد يتحدث لامي عن رغبته بأن يكون أكثر تركيزا وانفتاحا من المحافظين على المستوى العالمي، فإن هذا هو عام 2023، وليس عام 1997، وقد قللت لندن من الجذب الدولي في عالم اليوم متعدد الأقطاب. على هذا الأساس، ستتصف مصالحها وأولوياتها في الخارج بالمحدودية.

في عهد بوريس جونسون، تراجعت المملكة المتحدة عن التزامها بالحفاظ على مساهمات المساعدات الدولية عند 0.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وخفضتها إلى 0.5 في المئة

وستكون أوروبا على رأس جدول الأعمال، وهي المنطقة التي تشهد أكبر اختلاف بين حزب العمال وحزب المحافظين. فعلى الرغم من حملته لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى عام 2016، وانتقاده الشديد لسياسة الحكومة فيما بعد بشأن البريكسيت، يصر ستارمر كرئيس للوزراء على عدم السعي لإعادة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أو سوقه الموحدة أو اتحاده الجمركي.

ومع ذلك، يصر لامي على أن المملكة المتحدة في ظل حكم حزب العمال ستتخلى عن عدائها لبروكسل، والذي تميز به خطاب المحافظين منذ عام 2016 وستسعى للتعاون عن قُرب بشكل أكبر في مجالات الأمن والتجارة والسياسة الخارجية. كما صرح لامي لمؤسسة تشاتام هاوس بالتالي: "قيادات المحافظين الآيديولوجية، وخياراتهم المتهورة أدت جميعها إلى انعزال بريطانيا حتى عن أقرب حلفائها".

ومع ذلك، وفي حين أن بروكسل سترحب بتحسين العلاقات مع لندن، فقد يكون هناك تردد بإعادة فتح مفاوضات البريكسيت القديمة. ويأمل لامي في الحصول على إذن بدخول بريطانيا إلى بعض أجزاء السوق الأوروبية الموحدة دون الانضمام إليها، أو على الأقل الحصول على شروط مُحسَّنةٍ. سوى أن ذلك لن يكون سهلا، فهو أحد الخطوط الحمراء التي رفضت بروكسل تجاوزها عند التفاوض على شروط الانفصال الأصلية مع لندن.

وحتى في ظل توفر أفضل إرادة في العالم، فقد يجد حزب العمال بأنه يكسب قليلا فيما وراء التغييرات السطحية. وقد يحرز المحافظون المزيد من النجاح في مجالات الأمن، والسياسة الخارجية، والتي تتمتع بقواعد أقل صرامة.

أميركا وروسيا والصين

وعلى العكس من ذلك، فإن العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا لن تتغير. فلطالما جعل حزب العمال الأولوية للعلاقات الوثيقة مع الولاياتِ المتحدةِ، وعلى الرغم من أنه يميل بشكل عام إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من حزب المحافظين، فإنه يتمتع بتقاليد طويلة في الأطلسية. وفي واقع الأمر، فإن لامي نفسه قد درس وعمل في الولاياتِ المتحدةِ، وإذا ما تم تعيينه وزيرا للخارجية بعد فوز حزب العمال (من المرجح حدوثه، ولكنه ليس أمرا مضمونا)، فسيؤثر ذلك حتما على تعامله مع واشنطن. وقد لوحظ بالفعل أن الديمقراطيين، الذين يقتربون من حزب العمال من حيث الآيديولوجيا أكثر من الجمهوريين، قد لا يكونون في البيت الأبيض في أوائل عام 2025 عندما يُتوقع مجيء ستارمر إلى السلطة، وأن الحكومة الجديدة يجب أن تستعد لذلك. ولكن وعلى غرار بلير فيما مضى، يصر لامي على أن الاختلافات الآيديولوجية بين الزعماء لن تقلل من أهمية العلاقات الأميركية في السياسة الخارجية البريطانية. وقال "إن العلاقة تتجاوز من يحكم 10 داونينغ ستريت أو من يحكم البيت الأبيض".

من غير المرجح أن يسعى حزب العمال بنشاط إلى مناطق جديدة من العالم لممارسة نفوذه، على غرار النهج الذي اتخذه توني بلير في السابق، سواء للأفضل أو للأسوأ، وخاصة بسبب محدودية الموارد وتقلص النفوذ العالمي مقارنة بالعصور السابقة

وعلى نحو مشابه، من المرجح أن تُواصل حكومة حزب العمال سياسة العداء التي أظهرها حزب المحافظين تجاه روسيا وسياسة دعم أوكرانيا. وقد حصل توافق شبه تام يتصف بالحماس بين جميع الأحزاب ومن معظم المقاعد البرلمانية للمعارضة السياسية على السياسات التي انتهجها جونسون، وتلك التي ينتهجها الآن سوناك تجاه أوكرانيا، والتي تتمثل في فرض عقوبات على روسيا وتقديم الأسلحة لأوكرانيا. وإضافة إلى المعارضة الآيديولوجية لـ"إمبرياليةِ" بوتين، والتي علق عليها لامي في الماضي، إذ يسعى ستارمر استراتيجيا لتعزيز مصداقيته الأمنية كوسيلة لجذب الناخبين الذين تراجعوا عن تأييد كوربن بسبب السياسة السلمية التي ينتهجها. وبالتالي، يبدو من غير المرجح بشدة أن تُوقف حكومة حزب العمال دعمها لكييف في حال تواصلت الحرب.

وقد تَحْدُثُ بعض التحولات فيما يتعلق بالصين، ومع ذلك، سيتوقف الكثير على المواقف العالمية تجاه الصين عندما يَدخل مقرَّ رئيس الوزراء في 10 داونينغ ستريت، ولكن يبدو حتى الآن أن حزب العمال يسلك مسارا حذرا تجاه بكين.

وفي سنغافورة، لفت لامي الانتباه إلى أن حزب المحافظين كان غير متسق "إلى حد كبير" مع الصين، حيث احتضن المحافظون بدايةً الاستثمار الصيني وأشادوا بـ"العصر الذهبي" للعلاقات في ظل حكم ديفيد كاميرون ومن ثم وُصِفَت الصين بأنها تُشكل "أكبر تهديد للأمن العالمي" في ظل حكم سوناك. ودعا لامي إلى موقف أكثر دقة، مشيرا إلى إمكانية التعاون مع الصين في القضايا العالمية كالتغيرات المناخية، في حين ما زال ينتقد بكين لانتهاكات حقوق الإنسان. وبطبيعة الحال، إذا اندلعت أزمة حول تايوان أو خطوط فاصلة حرجة أخرى بين الصين وحلفاء بريطانيا الغربيين، ولا سيما الولايات المتحدة، فقد يجد حزب العمال صعوبة في البقاء على جانب الحذر والحفاظ على دقة شديدة في الموقف.

Reuters
زعيم حزب العمال البريطاني أثناء الجلسة الأسبوعية لتوجيه أسئلة لرئيس الحكومة، يونيو/حزيران 2023

 

التهديدات العالمية

هناك طريقة أخرى يسعى من خلالها حزب العمال إلى تمييز نفسه عن المحافظين وهي التهديدات العالمية، مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي. ويجادل لامي بأن سوناك وأسلافه كانوا "متصلبين" فيما يتعلق بتغير المناخ، ويفتقرون إلى نوع الاستراتيجية الوطنية والاستثمارات الضخمة التي شوهدت في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة.

وبالمثل، يحذر كير ستارمر من التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي، مرددا تعليقات رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير بأن بريطانيا "غير مستعدة بشكل جيد" للتعامل مع التحدي المتزايد الذي يمثله. ويصرّ حزب العمال على أن مثل هذه التحديات العالمية تتطلب استجابات دولية متعددة الأطراف، وأنهم سيحاولون وضع بريطانيا في قلب الحوار العالمي.

وثمة تغيير آخر يدعو حزب العمال إليه وهو زيادة القوة الناعمة لبريطانيا. في عهد بوريس جونسون، تراجعت المملكة المتحدة عن التزامها بالحفاظ على مساهمات المساعدات الدولية عند 0.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وخفضتها إلى 0.5 في المئة، وقال حزب العمال إنهم سيعودون إلى المستوى الأول، ولكن فقط إذا كان ذلك ممكنا اقتصاديا. ويصر لامي على أن حزب العمال سوف يدعم أدوات القوة الناعمة الأخرى مثل خدمة "بي بي سي العالمية" والمجلس البريطاني– وكلاهما واجه تخفيضات في ظل حكم المحافظين. ومع ذلك، وكما هو الحال مع إعادة المساعدات إلى 0.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، فإن الحقائق الاقتصادية قد تخسف بهذه الطموحات.

من المتوقع أن تستحوذ الأولويات المحلية على الغالبية العظمى من الموارد المحدودة للحكومة في السنوات القليلة المقبلة، وقد حذر ستارمر بالفعل من تحديات "صعبة حقا" للميزانيات بسبب الركود الاقتصادي. قد تكون أي طموحات في السياسة الخارجية مشروطة بتكاليفها المالية المتواضعة.

تتراجع مكانة بعض مجالات السياسة العالمية نسبيا في أجندة حزب العمال في الوقت الحالي، وتتدني درجتها في سلم الأولويات

أولويات أقل

تتراجع مكانة بعض مجالات السياسة العالمية نسبيا في أجندة حزب العمال في الوقت الحالي، وتتدني درجتها في سلم الأولويات. وكان الشرق الأوسط في قلب المناقشات السياسية العمالية على مدى العقدين الماضيين، أولاً فيما يخص مشاركة بلير من غزو العراق وما تلاه، ثم مزاعم معاداة السامية المنسوبة إلى عداء جيريمي كوربن لإسرائيل. هاتان القضيتان اليوم تحظيان باهتمام أقل بكثير في الأوساط العمالية.

ويرجع ذلك جزئيا إلى جهود ستارمر لتحريك حزبه، ولكن أيضا إلى تضاؤل الاهتمام العالمي بالشرق الأوسط مقارنة بالماضي. قضية معاداة السامية حساسة بشكل خاص لستارمر وكانت مدمرة للحزب وقد تجعل حزب العمل حذرا إلى أقصى حدود الحذر بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عندما يكون في السلطة خوفا من إحياء الانقسامات الداخلية. بطبيعة الحال، قد تولد المنطقة أزمات جديدة تتطلب استجابات فورية، لكن من المحتمل أن يحاول حزب العمال تجنب الخوض في الجغرافيا السياسية للمنطقة إذا أمكن ذلك.

ينطبق هذا على مناطق مختلفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا وروسيا والصين، وفيما يتعلق بالتحديات العالمية مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي. تتطلب هذه العوامل وحدها اهتمامًا كبيرا من حكومة حزب العمال، ولا سيما لأنها ستعطي الأولوية للسياسة الداخلية. ومن غير المرجح أن يسعى حزب العمال بنشاط إلى مناطق جديدة من العالم لممارسة نفوذه، على غرار النهج الذي اتخذه توني بلير في السابق، سواء للأفضل أو للأسوأ، وخاصة بسبب محدودية الموارد وتقلص النفوذ العالمي مقارنة بالعصور السابقة.

طبعا قد تطفو أزمات غير متوقعة يضطر معها ستارمر أن ينخرط في مناطق وقضايا مختلفة، ولكن لا ينبغي توقع حدوث تحولات جوهرية في السياسة الخارجية البريطانية في ظل حكومة حزب العمال. وفي النهاية، قد يتطور أسلوب الحوكمة، لكن الاستمرارية بشكل عام أكثر احتمالا من التغيير الجذري في الجوهر.

font change

مقالات ذات صلة