بائع الإيماءات... مهنة جديدة تكتسح شوارع المغرب

احتلال الفضاء العام بذرائع غير قانونية

Jamie Wignall
Jamie Wignall

بائع الإيماءات... مهنة جديدة تكتسح شوارع المغرب

تخيّل نفسك في الشارع العام، تسير في هدوء، فيخرج رجل من مكان ما، يرتدي سترة، ليُملي عليك تلك الحركات البسيطة الضرورية اليومية كأنك من كوكب آخر، أو كأنّك طفل يتعلّم أبجديات الحياة الأولى. سيقول لك: سِرْ هكذا، في هذا الاتجاه. توقفْ... التَفِتْ إلخ إلخ. ثم ينتظرك عند ناصية ما، بعد أن تقوم بهذا العمل، ليحصل على مقابل ما قدّمه لك من توجيهات وحركات تحفظها عن ظهر قلب، وتُعيدها مرات عدة في كلّ يوم.

على الرغم من أنّ روايات كثيرة وأفلاما عدة تطرّقت الى مثل هذه المواضيع، إلا أن ما نحكيه ليس مقطعا من رواية أو مشهدا من فيلم سينمائي. الشخصية التي نتكلم عنها حقيقية وموجودة في الشارع المغربي ويسميها العامة "مول الجيلي أصفر" أي صاحب السترة الصفراء. وهو حارس السيارات الذي كان في السابق يمارس مهمة بسيطة، بلا ضجيج، ويعيش في الخفاء، بمهمته المحدّدة في حراسة السيارات داخل المرائب المسيّجة المملوكة للبلدية، وأحيانا يحرس المتاجر وسيارات السكان ليلا في مقابل بسيط، وكانت الصورة الرائجة عنه تُختزل في ملامح رجل تجاوز منتصف العمر، يُخاطبه أهل الدرب باحترام ويسمونه "العم"، يقبل ما يمنحه أصحاب السيارات دون تكلّف كما يقوم بمهام أخرى داخل النسيج الاجتماعي. لكن "الوظيفة" اليوم تبدّلت وتوسّع مجالها فتجاوزت المرائب الرسمية التي تبنيها مجالس الجماعات بمقتضى القانون وتشرّع استعمالها وجباية الأموال على مستخدميها، واتسعت لتشمل مختلف الشوارع والأزقة، في كل المدن، وأصبح يقوم بها شبّان في مقتبل العمر، أغلبهم من أصحاب السوابق. ولأنها مهنة مجانية، لا تكلّف صاحبها شيئا فقد اتسعت حتى ضاق الحال بأصحاب السيارات.

حراسة السيارات، خدمة قديمة، لكنها لم تكن منتشرة بهذا الشكل في كلّ الدروب والأزقة، ولم تكن حالة عامة تسدّ المنافذ على السائقين. لكن نطاقها اتسع خلال السنوات الأخيرة بين الأزقة والدروب وفي كل المدن، يقوم بها أشخاص كثيرون لا أحد يعرف من أين ينبعون ولا من منحهم هذه الصلاحية. إذ يكفي أن تشتري ثوبا متلألئا أصفر وتختار زقاقا أو شارعا فرعيا وتبدأ بتحريك يديك عندما ترى سيارة آتية من أي اتجاه.

ليست هناك خدمة يبيعها صاحب السترة الصفراء، فهو لا يحرس السيارة، لأنه غير مسؤول بموجب القانون عن سيارتك إذا أصابها مكروه في الشارع العام، فأنتَ في كلّ الأحوال ستلجأ إلى الشرطة لرفع شكوى، ولا يمكن أن تستأجر منه مساحة للركن لأن القانون يمنع على كلّ الجهات (بما في ذلك الجماعات المحلية والبلديات) كراء الشارع، فهو فضاء عمومي لا يخضع للتفويت ولا للكراء بمقتضى القانون.

ماذا يفعل الجيلي الأصفر إذا؟ إنه يبيعك الإيماءات والحركات. فالمهمة الأولى والأخيرة له هي تحريك اليدين والإكثار من الايماءات مع وضع الصافرة في الفم وترديد بعض الكلمات بين الفينة والأخرى

ماذا يفعل الجيلي الأصفر إذا؟ إنه يبيعك الإيماءات والحركات. فالمهمة الأولى والأخيرة له هي تحريك اليدين والإكثار من الايماءات مع وضع الصافرة في الفم وترديد بعض الكلمات بين الفينة والأخرى: (توقفْ. زِيدْ شْويّة. دُرْ إلى اليمين. تراجعْ. انتظرْ قليلا. تحرّك الآن). يستعمل اليدين والرجلين والشفتين وكل عضلات الوجه، ويُراوح بين التجهم والابتسام حسب الظرف، كما يستعير جسد الشرطي وامتداد يده اليسرى ويضع اليُمنى على الصدر ليأمرك بالوقوف عندما ترتكب مخالفة. يراقبك الحارس من آخر الزقاق وعندما تخفف السرعة يفهم أنك تبحث عن مكان لتركن سيارتك، فيقف في منتصف الشارع ويصفّر بقوة ثم يرفع اليد اليمنى إلى أعلى لتنبيهك آمرا إياك بالوقوف، مشيرا بعد ذلك إلى المساحة الفارغة التي ينبغي لك أن تتجه نحوها.

يصرّ "مول الجيلي الأصفر" على القيام بمهمته، حتى لو كان من المفروض أنك تقود السيارة باستمرار، وتحمل رخصة، وتستطيع إتمام المهمة وحدك لأنك جرّبتها لسنوات، خصوصا في شارع فارغ إلا من سيارتك. فهو مواظبٌ على تدوير الأصابع في كلّ اتجاه والوقوف بوضع مستقيم أو مائل، مع الضرب الخفيف على السيارة بين الفينة والأخرى ليأمرك بالتوقف ثم تغيير مسار العجلات أو تعديل المقود، وأحيانا يقف أمام سيارتك ويضيق نطاق الحركة كي ترتبك وتخطئ في رصفِ السيارة لأنه يحجب مجال الرؤية، فيملي عليك الأمر من جديد كي يُقنعك بأنه ساهم في رصْفِ سيارتك بالشكل الملائم، وقد يغضب منك ويُهَمهم منتقدا عدم خبرتك، خصوصا إذا تعلّق الأمر بامرأة، إذ سيسبّ الحياة والناس والقانون الذي سمح للمرأة بأن تسوق.

Shutterstock
حارسا أمن في موقف للسيارات

يملي عليك صاحب السترة الصفراء طريقة الوقوف وطريقة الخروج ويراقب حركاتك ويتدخل فيها. كما يمنح نفسه الحق في سؤالك: هل ستتأخر؟ ومتى موعد عودتك؟ ثم يستخلص الثمن مقدما لأنه قد يكون مشغولا عندما تعود من مهمتك. أحيانا يتوقف الزبون لشراء الخبز أو السجائر، وأحيانا يوقف المحرك لدقيقة لإجراء مكالمة عند ناصية شارع فيقف الحارس لاستخلاص ثمن أجرة المساحة التي توقف فيها صاحب السيارة، لأن معنى الحراسة هنا غير متوفر، فالرجل في سيارته لم ينزل منها ولم يغادرها، لكن الحارس سيستخلص إتاوته بالطريقة نفسها، منفذا تلك الحركات والايماءات المعهودة، للإعلان أن حضوره ضروري فيقع الزبون في الحرج ويدفع الإتاوة.

حين تسأل بائع الإيماءات عن سبب وجوده، يخبرك بأنه يكتري الشارع من جهة ما، ويتحدّث بثقة ويقف حاجزا بينك وبين السير إذا رفضتَ الدفع، بل قد يمارس العنف في الكثير من الحالات. أحيانا يتحدث عن تأجير الشارع من الجماعة المنتخبة وأحيانا يصرّح بأنه حصل على رخصة من السلطة وأحيانا من جهة وهمية أو شخص غامض، ويدفع مبلغا معينا لصاحب الشأن كل مساء. ثم يتحول فجأة إلى شبح حين تأتي الشرطة أو يقترب صحافي أو تقع مشكلة. كثيرا ما ينزع الحارس الثوب الأصفر عندما يكتشف أن سيارة ما تعرضت للتخريب أو أصابها مكروه ويغادر المكان على الفور. تنتهي الأمور غالبا في مخفر الشرطة، وعند التدقيق ينكشف المستور وتتضح فرضية الاحتيال، وعند التدقيق وكتابة المحاضر في المخفر تتبدل اللهجة ويتم الحديث عن الوضع الاجتماعي والفقر والبؤس وخصوصا أن الظروف اليوم لا تسمح بالعمل وخصوصا بعد اكتشاف أن الواقف هنا سجين سابق أـو مجرم أمضى في السجن سنوات طويلة.

 

ممارسة تتلبّس بالفن

يمكن للمواطن أن يشتري، في زحمة الحياة، الايماءات من الفنان، برضاه التام، وفق تواطؤ ضمني، في بيئة فنية خالصة مثل المسرح أو حلقة الحكواتي وفي مختلف فنون الشارع والفرجات المفتوحة. فالفنان يبيع الايماءات لخلق مناخ فني وتحقيق متعة، وهو أمر متّفق عليه ومقبول للتنفيس. كما نجد في المقابل، داخل الحياة اليومية، وخارج الفن، ما سماه الباحث الكندي إريك غوفمان بالتمسرح الاجتماعي (غير المسرحي)، وهو ممارسة موجودة في كل مكان، تحضر في الحياة، مستعيرة الايماءات والاستعارات والحركات المسرحية. إنها ممارسة فنية نحتاج إليها في الفضاء العام لخلق التوازن وتحقيق الهدوء الضروري وتخفيف التوترات وبناء الثقة بين الأفراد، وهي على حدّ تعبير الباحث المسرحي المغربي حسن يوسفي "تلك الحلول الشعرية التي تتوسط الأمكنة والزوايا والأشكال". غير أن إيماءات الحارس المفتعلة، الزائدة على الحاجة، لا تدخل في نطاق التسمرح الفني لأنها لا تحقق متعة، ولا تدخل في إطار التمسرح الاجتماعي لأنها لا تحلّ مشكلة ولا تخلق مناخا للثقة. إنها ممارسة شبه فنية ممسوخة، مبنية على التحكم في الفضاء وتعطيل مصالح الناس للحصول على المال، في ما يشبه عملية نصب واحتيال. في حالات عديدة تتحول هذه الممارسة إلى فرجة تثير الانتباه حين يرفض المواطن الابتزاز، فيقف الحارس أمام السيارة ليمنعها من الحركة أو قد يمارس العنف اللفظي والجسدي على السائق ليتجمّع الناس وتتحقّق شروط الفرجة لينتهي الأمر في المخفر أو المستشفى.

حين تسأل بائع الإيماءات عن سبب وجوده، يخبرك بأنه يكتري الشارع من جهة ما، ويتحدّث بثقة ويقف حاجزا بينك وبين السير إذا رفضتَ الدفع، بل قد يمارس العنف في الكثير من الحالات

تهجس حركات وكلمات بائع الحركات بما تختلج به الحياة في هذه المرحلة من تاريخ البشر، فأمام اتساع رقعة الفقر وتعطّل أسباب الحياة، تبرز الحاجة إلى أي وظيفة لمواجهة شبح البطالة، لكن في المقابل يظهر تعبير اجتماعي وسياسي يولي لفكرة الضبط وممارسة السلطة والتحكم في سلوك الناس بشكل مستفز. هذا التناغم بين الحاجة الاقتصادية للمال في ظل البطالة، والتعبير السياسي الاجتماعي المبني على الضبط، أعطى صيغة بائع الحركات المستفز، فهو لا يكتفي ببيع وهم الحراسة والفضاء العمومي الذي لا يمتلكه، بل يتجاوز ذلك إلى اقتراح صيغة معينة لركن السيارة، يتفاعل معها السائقون بغضب وأحيانا بسخرية: كأن يأمر السائق بعدم الركن في مكان معيّن والتوجه نحو آخر، وقد يطلب منه الاقتراب أو الابتعاد عن سيارة سبقته إلى المكان لكي يوفّر مساحة إضافية: "زيد شويّة. زيّر لقدّام". معزّزا ذلك بحركات خاصة واستدارات بهلوانية ووقوف صارم وأحيانا نظرات متفاعلة مع الحدث.

Getty Images
زحمة السير في أحد شوارع مراكش

تتعاطف فئة من المجتمع مع الحراس، بسبب الوضع الاجتماعي المتأزم، وتعلل ذلك بالظروف الاجتماعية، لكن النشطاء الفايسبوكيين يردّون بأن هناك من يمتهن التنقل بسيارته ويتوقف لأكثر من عشرين مرة، يوميا، وعند حساب الخلاصة يكتشف بأنه تجاوز خمس الأجر الذي يحصل عليه خلال الشهر. فلنفترض أن متوسط أجر شاب يعمل عملا عاديا هو ثلاثمئة يورو، وتفرض عليه مهنته توزيع منتج أو التردّد على عشرة عملاء كل يوم، فسيدفع عند ركن سيارته كل مرة درهمين أو ثلاثة دراهم ليصبح الثمن النهائي للركن خلال اليوم عشرين درهما، بما يعني نسبة عشرين في المئة من أجرته في الشهر.

 

مقاومة "فايسبوكية"

قبل أكثر من سنتين، أسست جماعة من النشطاء صفحة على "فايسبوك" تجاوزت حتى الآن نصف مليون مشارك، يتقاسمون عبرها أحداثا وفيديوهات توثق متاعبهم مع الحراس في كلّ مدن المغرب، وأصبحت الصفحة فضاء للبوح والشكوى والحوار بين المتضررين الذين يتقاسمون المعلومات ويتداولون في السبل القانونية لمواجهة ابتزاز أصحاب السترات.

يحمل صاحب السترة الصفراء، في مجموعات التواصل الاجتماعي المناهضة لهذه الظاهرة، العديد من التسميات الساخرة: "بوصفير"، وتدلّ على مرض الصفراء الذي يصيب الجلد والكبد، وأحيانا "الصفريط"، وهي كلمة شعبية مغربية تشير إلى المتسلل والفضولي الذي يقتحم الفضاءات بلا استئذان.

يحاول بائع الايماءات الالتفاف على الأيقونة الصفراء التي تميّزه وتشير إلى اسمه، ويستبدلها بسترة زرقاء أو حمراء لتشتيت الانتباه، بعد تكاثر الاحتجاجات واتساع نطاقها، ولهذا بحث المتضررون عن صيغ جديدة للتسمية فسموه "بوحمرون" (مرض الحصبة) و"بوزرّوق" وغيرها من التسميات التي تدخل في إطار المقاومة الساخرة.

رجال الشرطة بدورهم أصبحوا يعيشون تحت الضغط بسبب تعدّد الشكاوى ومحاضر الاعتداء التي تكثر في المخافر، مما يجعل مسؤولية الدولة والجماعات المنتخبة قائمة، إذ يطالب النشطاء بالتحرك والتعجيل بتطبيق القوانين المنظمة لهذا القطاع غير المهيكل، خصوصا القانون رقم 19.57 الذي صدر في الجريدة الرسمية المغربية الذي يمنع تفويت أو كراء المجال العام، وقطع الطريق أمام تناسل الحكايات حول تواطؤ جهات رسمية مختلفة مع لوبي المرائب. لكن هذه المطالب لا تجد حتى الآن الآذان الصاغية، حيث يكتفي رؤساء المجالس الجماعية بنفي مسؤوليتهم عن الظاهرة دون القيام بأية مبادرة على الأرض. 

Morocco World News

يُمكن للجماعات المحلية، بحسب المادة 94 من القانون 113-14، كراء المرائب المحروسة الرسمية لقاء مقابل، وتعمد الجماعات إلى تأجير المرائب لشركات خاصة تحت بند التدبير المفوض، وذلك لتحصيل الإتاوات التي يفرضها القانون، غير أن الشركات تعمد أحيانا وبتواطؤ مكشوف مع منتخبين أو رجال سلطة نافذين إلى توسيع مجال الاستخلاص ليشمل الأزقة والدروب في ضرب صارخ لمبدأ قانوني يمنع كراء الفضاء العام أو تفويته.

احتلال الفضاء العام في المغرب، مشكلة حقيقة، استفحلت في الآونة الأخيرة، وهي لا تتوقف عند احتلال الملك العام من طرف الحراس الذين يبيعون الإيماءات ويسيطرون على مساحات لا يملكونها، بل تتعدّاها إلى الوظائف الصغيرة كالباعة الجوالين

احتلال الفضاء العام في المغرب، مشكلة حقيقة، استفحلت في الآونة الأخيرة، وهي لا تتوقف عند احتلال الملك العام من طرف الحراس الذين يبيعون الإيماءات ويسيطرون على مساحات لا يملكونها، بل تتعدّاها إلى الوظائف الصغيرة كالباعة الجوالين الذين ينتشرون في الشوارع ويتقاسمون المساحة الضيّقة للإسفلت مع السيّارات وتتجاوزها كذلك إلى المحلات التي يضع أصحابها السلع على الرصيف، بل ويتجاوزون ذلك إلى احتلال الإسفلت والرصيف معا وإرسال الراجلين إلى الشارع العام. كما ينسحب الأمر على المقاهي التي تحتل فضاء الراجلين بالكراسي وتفرض على المارة النزول إلى الشارع للتمشي مما ينعكس على توزان السير والجولان ويساهم في التلوث السمعي بسبب أصوات منبهات السيارات، إضافة إلى احتلال الشواطئ من طرف شبان يبيعون المظلات ويسيّجون أجزاء من الشاطئ لتأجيرها، ويمنعون المصطافين الذين لا يدفعون. هذه الممارسة تخصّ كذلك بائع الايماءات، حين يحجز أمكنة للزبون الوفي الذي يدفع أكثر أو يضع كراسي أو حواجز تمنع غيره من الركن. فأحيانا تقف في شارع فارغ لكنك لا تجد مكانا تركن فيه سيارتك بسبب كثرة الحواجز والأدوات والسلع التي توضع أمام كلّ محل.

Morocco World News

لكن بمَ ينفعك الحارس؟ وممّ وممّن يحرس سيارتك؟ يجيب ناشط فايسبوكي: يحرسها من نفسه طبعا. فالخطاب المضمر الذي يسوّقه الحارس هو: دعني أحرس سيارتك وأبيعك الوهم وإلا تعرضْتَ لمكروه قد أكون أنا مصدره. لهذا يلجأ أغلب الناس إلى وضع الكاميرات داخل سياراتهم لإبعاد  أي مكروه.

هذه الفوضى، دفعت مواطنا مغربيا إلى مراسلة جهات رسمية، يطالب فيها بالسماح له بالمشي على الرصيف، وتقول المراسلة: "أطلب منكم وبصفتكم رئيسا للمجلس الجماعي لمدينة الخميسات ترخيصا للسير والمشي على الرصيف والملك العمومي، وذلك بعد أن تمّ تفويت الملك العمومي لغير الراجلين. ولما نعانيه أيضا كساكنة ومشاة من اكتظاظ واحتلال تام شمل جميع الفضاءات والطرقات والساحات العمومية، مما يجعلنا مجبرين على المرور والمشي وسط الشارع واقتسامه مع السيارات والشاحنات والعربات المجرورة".

مراسلة عجيبة إذن، تجمع بين المرارة والسخرية، وتُعيد إلى الأذهان حكايات عن الحق البسيط الذي يصبح مطلبا بعيد المنال.

font change

مقالات ذات صلة